أول فيلم اشتركت فيه رانيا فريد شوقي هو "آه وآه من شربات" الذي تقول انه فيلم هندي، وخليط من الاستعراضات والغناء والبكاء والضحك والميلودراما، لكنه كان أول تجربة لها في السينما، وقدمت نفسها من خلالها للناس للمرة الاولى "فكان لا بد ان تنجح وتعجب الناس، ولكي يحدث ذلك كان عليّ ان أقدم لهم ما يحبونه، لكن خطواتي القادمة ستكون أكثر وعياً وفناً وسأقدم للناس ما احبه ولكن في الاطار الذي يعجبهم، وأرجو ان أوفق في حل هذه المعادلة، أحزنني ان كل "النجوم" رفضوا الوقوف امامي في هذا الفيلم وقالوا: لا نقبل ان نكون مسنداً، على رغم ان ابي لم يفعل ذلك معهم، وأحزنني ان يهاجموني لأن ابي ساعدني في أول الطريق، وهو شيء طبيعي. لكن ما اسعدني حقيقة هو كرم الجمهور وحفاوة كثير من النقاد، وأتمنى ان اكون عند حسن ظنهم جميعاً". هكذا بدأت رانيا فريد شوقي حديثها لپ"الوسط"، فسألناها: استغلال الفرصة يقولون انك ولدت سينمائياً وفي فمك ملعقة من ذهب، بعد ان اسندوا اليك بطولة مطلقة في أول فيلم تشتركين في تمثيله فهل يضايقك هذا الكلام؟ - لا يضايقني لأنني أتوقعه، وكنت أعرف انهم سيقولون ان رانيا تعتمد على اسم والدها فريد شوقي في ايجاد مكان لنفسها في السينما، وتعتمد على شهرته وعلاقاته في وصولها الى الناس، لكنني ارد عليهم دائماً وأقول هذا ليس عيباً فنشأتي وسط عائلة فنية فرصة جيدة علي ان استغلها جيداً، وهي قد افادتني بالفعل حين احسست وأنا أمثل للمرة الاولى في فيلم "آه وآه من شربات". إنني اتعامل مع ناس اعرفهم جيداً، كلهم زارونا في البيت وكلهم تحدثت معهم وأحببتهم، وكان لذلك فضل كبير في التخلص من احساس الرهبة الذي ينتاب أي ممثل او ممثلة حين تقف للمرة الاولى امام الكاميرا، وأقول لهم ايضا هذا ليس بدعة او شيئاً جديداً استحدثته أنا، فكثيرات بدأن حياتهن السينمائية ببطولات مطلقة، ولبنى عبدالعزيز ونجلاء فتحي ونادية لطفي امثلة واضحة فقد كن جميعاً وجوهاً جديدة لم تمثل ابداً قبل ان يتحمس لهن المنتج الجريء رمسيس نجيب ويعطيهن بطولات مطلقة في افلامه، وحققن جميعاً نجاحاً باهراً واصبحن من نجوم الصف الاول في السينما المصرية لأنهن يمتلكن الموهبة الحقيقية، هذه هي الاهم ومن دونها لا يصل الفنان الى الناس. وهل تعتقدين انك وصلت بالفعل الى قلوب الناس؟ وهل كان لفريد شوقي دور في ذلك؟ - الحمد لله، فقد جاء رد فعل الجمهور اكثر بكثير مما توقعته، ويعرض علي الآن أدوار بطولة من منتجين آخرين عن اقتناع بموهبتي وليس مجاملة لوالدي، لأن الجمهور والمنتجين لا يعرفون المجاملة، وفريد شوقي بالتأكيد له دور كبير في ذلك فهو الذي ساندني في خطواتي الاولى وهو الذي اعطاني الثقة في نفسي، وهذا ليس جديداً عليه. فقد وقف قبل ذلك الى جانب فنانين كثيرين كان له فضل تشجيعهم وتقديمهم الى الناس، فهو الذي اعطى الفرصة الكبيرة لنورا في فيلم "وهكذا الأيام"، وهو الذي قدم ليلى علوي من خلال فيلم "البؤساء"، وهو الذي قدم الوجه الجديد خالد محمود في فيلم "شاويش نص الليل" واختاره في امتحان عقد لعدد كبير من الوجوه الجديدة وليس بينه وبيننا صلة قرابة. وكان من الطبيعي ان يساندني وأنا ابنته ويقدم لي كل خبرته وتجربته، وهذا لا يعني ان الطريق ممهد ومفروش بالورود او انني حصلت على تصريح بالنجومية لمجرد انني ابنة فريد شوقي، فالطريق ما زال طويلاً وأمامي اشياء كثىرة لا بد ان اتعلمها. "أؤمن بالتنويع" ينتمي فيلم "آه وآه من شربات" الى نوعية الافلام الاستعراضية، فهل هذا هو الخط الفني الذي تفضلينه؟ وهل افلامك المقبلة من هذه النوعية نفسها؟ - اذا كان أول عمل قدمته استعراضياً غنائياً فهذا لا يعني انني سأحصر نفسي في هذه النوعية او غيرها من الافلام، او انني سأغلب الجانب الاستعراضي الذي احبه على الجانب التمثيلي. وأبسط دليل على ذلك هو الفيلم الجديد الذي سأبدأ تصويره اوائل الشهر المقبل بعنوان "طعمية بالشطة" فهو عبارة عن قصة درامية بعيدة تماماً عن الاستعراض والغناء، فأنا اؤمن بالتنويع في الادوار وبأن الممثلة الجيدة هي التي لا تحصر نفسها في خط واحد او نوعية محددة، وإن كان ذلك لا يمنع حبي للأفلام الاستعراضية التي افتقدناها في السينما المصرية في السنوات الاخيرة. وهل صحيح ان الاختيار وقع عليك للقيام ببطولة عشر حلقات في فوازير رمضان الاستعراضية الى جانب فنانتين شابتين، بعد اعتذار كل من نيللي وشريهان عن فوازير العام المقبل؟ - اعتقد ان هذا الكلام سابق لأوانه، ولا اعرف شيئاً عن اعتذار نيللي وشريهان، فأنا اعتبرهما قمتين في فن الاستعراض في العالم العربي وأتعلم منهما الكثير، ولو عرض علي بطولة الفوازير سأفكر كثيراً قبل ان اوافق، لأنها خطوة كبيرة لا بد من الاستعداد لها جيداً ولن اخوضها الا بعدما اتأكد انه اصبح لي رصيد كبير عند الناس الذين سيضعونني في مقارنة قد تضرني اكثر مما تفيدني، وتجربة شيرين رضا، وهي وجه جميل وفنانة تعجلوا في تقديمها للجمهور، ما زالت ماثلة بوضوح في ذهني! وهل تفكرين في خوض تجربة تلفزيونية في الفترة المقبلة؟ - الأسباب التي تجعلني اعتذر عن بطولة الفوازير في حال عرضها عليّ هي نفسها التي ستدفعني لتأجيل خطوة التمثيل للتلفزيون الى ما بعد تثبيت خطواتي في السينما، فاذا كانت الفوازير "تحرق" الفنانة لأنها تقدم من خلالها 30 فزورة مختلفة في 30 يوماً تقدم فيها للناس 30 استعراضاً مختلفاً، تستنزف كل الاشكال الاستعراضية التقليدية ولا تدع للفنانة الاستعراضية اي مجال بعد ذلك لتقدم شيء جديد، فان المسلسلات التلفزيونية ايضاً تفقد المشاهد تشوقه لرؤية الفنان الذي يحبه في السينما. لكن هذا لا يمنع ان اقدم عملاً للتلفزيون اذا وجدته جيداً، على رغم تأجيلي لهذه الخطوة فقد كنت لا اتصور انني سأعمل في المسرح في هذه الفترة من حياتي الا ان النص المسرحي الجيد الذي عرضوه عليّ "دنيا يا دنيا" جعلني اتخلى عن رفضي للاعمال المسرحية. مضار الروتين الحكومي وما هي اخبار مسرحيتك الجديدة؟ - توقفت للاسف "البروفات" وألغي العرض الذي كان مقرراً ان يبدأ مع بداية هذا الشهر، بعدما اكتشفنا ان الروتين الحكومي يقتل اي عمل ناجح. فرغم الاجور الضعيفة جداً التي حددوها للمشتركين في العرض وقبلناها املاً في تخصيص الجزء الاكبر من موازنة المسرحية للانفاق على الاستعراضات فوجئنا بان المبلغ الذي رصدوه للملابس والاستعراضات لا يكفي اطلاقاً لتقديم العمل بصورة جيدة، وبالتالي سيسيء الى صورتي في اول تجربة لي على المسرح فاعتذرت عن عدم الاشتراك في المسرحية. وهل يعني ذلك انك الغيت تماماً فكرة تقديم عمل مسرحي جديد هذا الموسم؟ - لا، فهناك مسرحية جديدة نقوم بالاعداد لها الان وهي من انتاج القطاع الخاص هذه المرة، ويشاركني بطولتها شريف منير الذي انوي تكوين ثنائي استعراضي معه بعدما اكتشفت ان لديه موهبة فذة لم تظهر بعد للناس. وسنقدم استعراضات جديدة مواكبة لروح العصر وبعيدة عن الحركات والرقصات التقليدية التي حفظها الناس عن ظهر قلب، واحلم ان تكون هذه المسرحية بداية لتقديم عروض استعراضية اخرى نطور من خلالها مفهوم الاستعراض عند الجمهور، خصوصاً انني قررت السفر الى الولاياتالمتحدة الاميركية للحصول على دروس مكثفة في فن الاستعراض حتى أصقل موهبتي بالدراسة. تعتمد السينما المصرية على عدد قليل من النجوم دخل معظمهم مرحلة الافول، هل تعتقدين ان الجيل الجديد الذي تنتمين اليه قادر على حمل الراية من بعدهم؟ - بالتأكيد سننجح في ذلك، فالنجم الحقيقي في اي فيلم هو القصة او السيناريو، ولو استبدل النجم او النجمة فيه بوجه مقبول لدى الناس لنجح الفيلم من دون شك، فالمعيار الاساسي هو الموضوع وابسط دليل على ذلك سقوط افلام كثيرة قام ببطولتها نجوم لان مواضيعها كانت ضعيفة. والظاهرة السيئة التي تسود السينما المصرية ويرغب جيلي في تغييرها هي سيطرة عدد محدود من الاسماء على السينما تصنع الافلام خصيصاً لهم وتفصل على مقاسهم، ويعترضون على ظهور اي نجم او نجمة جديدة بجانبهم، وانا اعتبر ذلك انانية شديدة منهم. فالمشكلة الكبيرة التي واجهتنا في فيلم "شربات" هي رفض كل النجوم التمثيل معي في الفيلم بدعوى ان دوري كبير فيه على رغم ان فريد شوقي وهو من كبار النجوم في تاريخ السينما المصرية لم يفعل ابداً ذلك، وكان يظهر بجانبه في كل فيلم يقدمه نجم جديد دون ان يقلل ذلك من قيمته اما الان فاذا كان بطل الفيلم رجلاً مثل محمود عبدالعزيز او عادل امام كانت البطولة مجرد سند، واذا كانت البطلة نجمة مثل نادية الجندي او نبيلة عبيد كان البطل مجرد سند ايضاً، والوحيد الذي استثنيه من ذلك هو احمد زكي لانه قبل ان يظهر محمود حميدة بجانبه واعطاه الفرصة في فيلم "الامبراطور". وهل سيعطلك طموحك الفني عن حلمك كفتاة بالارتباط العاطفي والاستقرار؟ - طوال حياتي لم اتخيل نفسي ابداً زوجة وسيدة بيت، وكنت دائماً احلم بانني ساصبح ممثلة وفنانة استعراضية، ولم يؤخرني عن تحقيق هذا الحلم سوى اصرار والدي على استكمال تعليمي حتى لا يعطلني الفن عن الدراسة، لكني اؤمن جداً بالقسمة والنصيب ولا استبعد ان "يدق قلبي" دون ان يكون لي دخل في ذلك فأتخلى عن حلمي هذا وادخل قفص الزوجية راضية.