دمشق، نيقوسيا - «الحياة»، رويترز، ا ف ب - بينما يستعد مجلس وزراء الخارجية العرب الى عقد اجتمع طاريء غداً الاحد للبحث في الازمة السورية، اتسع امس نطاق الاحتجاجات التي عمت مختلف المدن السورية تلبية للدعوة الى «جمعة احرار الجيش». واحتشد عشرات آلاف السوريين في تظاهرات واسعة، أمتدت الى غالبية المدن السورية مطالبين بإسقاط النظام ووقف العنف ضد المدنيين. وقال ناشطون وشهود إنه رغم العمليات الأمنية الكثيفة في أدلب وحمص وريف دمشق ودير الزور ودرعا، والإنتشار الأمني الواسع والحواجز العسكرية في حماة وحلب واللاذقية وبانياس ودمشق والقامشلي، شارك عشرات الآلاف في التظاهرات التي واجهتها قوى الامن بإطلاق النار ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، أغلبهم في داعل وأنخل في محافظة درعا. في موازاة ذلك افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان 25 عسكريا بين ضباط وجنود قتلوا خلال ال 48 ساعة الماضية، هم 15 في بنش بمحافظة ادلب حيث يقوم الجيش بعملية في المدينة، وتسعة في درعا في مواجهات عنيفة بين جنود ومسلحين، فيما سقط احد رجال الامن في حمص خلال اشتباكات مع مسلحين ليصل عدد قتلى مواجهات اول من أمس إلى 36 شخصا بين مدني وعسكري. إلا ان المرصد أعرب في بيان عن «استغرابه من تكتم السلطات السورية على مقتل العشرات من جنود الجيش النظامي... وعدم تسليم جثامينهم الى اسرهم». وكانت صحيفة «تشرين» الحكومية نقلت عن مصدر عسكري مسؤول ان «عناصر ارهابية مسلحة استهدفت في كمين في بنش (في محافظة ادلب) أول من أمس مجموعة مشتركة من قوات الجيش وحفظ النظام مما اسفر عن استشهاد 10 بينهم ضابط واصابة 19 اخرين بجروح». وشملت المصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن امس العاصمة دمشق حيث خرجت تظاهرة حاشدة من جامع الثريا وهتفت بنصرة حمص، وخرجت أخرى من جامع الحسن نادت بالحماية الدولية، وتظاهرة أخرى خرجت من جامع الغواص ووردت أنباء عن اشتباكات مع الشبيحة. وأفاد ناشطون بسقوط 11 قتيلاً برصاص الأمن غالبيتهم في منطقة ريف دمشق، بينما اتهم ناشطون الجيش السوري بارتكاب ما وصفوه بالمجزرة في منطقة داعل في ريف دمشق. ومن بين القتلى طفلان في حي القدم بدمشق قتلوا على يد قوات الأمن السورية بعد خروج المظاهرة، ووقعت الإصابات وقعت في الرأس والصدر. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن ثلاثة متظاهرين جرحوا في الكسوة في محافظة ريف دمشق برصاص الامن. وأوضح أن «تظاهرة حاشدة خرجت في مدينة دير الزور، وهي الأكبر منذ خروج الجيش السوري من المدينة في شهر آب (اغسطس) الماضي. وأشار عبد الرحمن الى أن «الأمن قام باقتحام مسجد أبوبكر الصديق في مدينة بانياس غرب سوريا بعد أن لجأ اليه متظاهرون وقام باعتقال خمسة منهم». وفي منطقة ريف دمشق حاصرت قوات من الأمن والشبيحة المنطقة بين الجمعية والمحطة، وأطلقت النار بشكل كثيف على المتظاهرين. وفي دوما جابهت قوات الأمن المتظاهرين الذين خرجوا من جامع عبدالرؤوف بإطلاق النار، كما خرجت تظاهرات اخرى من جامع الساعور، وحاصرت قوى الأمن مسجد حوى بعناصر أمنية. وفي مدينة القامشلي شارك 20 ألف كردي على الأقل في مسيرة بالمدينة الواقعة قرب الحدود التركية تكريماً لذكرى الناشط الكردي مشعل التمو الذي قتل في وقت سابق من الشهر الجاري. في هذا الوقت حذرت نافي بيلاي مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان امس من أن «القمع القاسي» للاحتجاجات المناهضة للحكومة في سورية قد يدفع البلاد الى «حرب أهلية شاملة». ودعت إلى اتخاذ تحرك دولي لحماية المدنيين السوريين. واضافت ان عدد القتلى في التظاهرات التي بدأت في آذار (مارس) الماضي تجاوز 3 آلاف بينهم ما لا يقل عن 187 طفلا. ولقي مئة شخص على الأقل حتفهم في العشرة ايام الاخيرة فقط. ومن جهته حمل الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين في خطبة الجمعة امس على النظام السوري، مندداً بعمليات القتل الجارية. واعتبر ان النظام السوري فقد اي شرعية. كما رحب بتشكيل المجلس الوطني المعارض واعتبره الممثل الحقيقي للشعب السوري.