سِتٌ وعشرون؟ صدقاً ذاك أم كَذِبا مرّت عليك رياحاً أم نسيمَ صَبا؟! ستٌ وعشرون عاماً منك قد هرَبت نحو المتاهات؟ أم أنت الذي هربا أحتاجُ عُمراً به الأعمارُ قد جُمِعت حتى أُحقق ما قلبي إليه صَبا!! أنا الذي أنفق الأيام في جسدي وقد غدوتُ مع الأيامِ مغتربا أتلو على ظُلمات الليل قافيتي وأحمل النارَ والإعصارَ واللهبا ست وعشرون عاماً عِشتها وطناً أُهادنُ الليلَ.. أجثو في المدى رُكَبا وما بخلتُ على حيٍّ بما ملكَت يدايَ من نهر قلبٍ ظامئٍ نضبا واليوم نامت على الأوجاع حنجرتي وصوتُ ذاتي عدا في الأرض مضطربا حبيبتي هذه الدنيا تحاصرني هيّا خذيني شتاتاً باكياً طَرِبا! أرجوكِ أرجوكِ والأنفاسُ حائرةٌ أن تفتحي من جمال الصدر ما حُجِبا أن تشربيني وأحلامي تُسائلني من الذي جمَع الياقوتَ والعنبا؟! تعبتُ من كلّ شيءٍ يا مُدَلِّلَي ذابَت خُطايَ بأرضٍ تُنبِتُ التعبا مازال في الصدرِ شِعرٌ لستُ أفهمُهُ وأعظمُ الشعرِ حتى الآن ما كُتِبا!!