حذرت أمانة محافظة جدة أخيراً، المجازر ومحال بيع اللحوم، من الغش أو تمرير الأنواع الفاسدة والرديئة للمستهلكين خلال شهر رمضان. وعلى رغم التخوف الكبير الذي مازال يلازم الكثير من السعوديين من"اللحوم الفاسدة"التي تعج بها الأسواق حالياً، إلا أن الضرورة بحسب تبريرات المواطنين أعادتهم إلى شرائها وبشكل كبير، خصوصاً وأن ارتفاع أسعار الذبائح أجبرهم على ذلك، إذ سجلت أسواق اللحوم والمجازر يوم أول من أمس ازدحاماً كبيراً حتى ساعات متأخرة، حيث رصدت"الحياة"عدداً من محال بيع اللحوم في محافظة جدة، ووصل الأمر فيها إلى اصطفاف طوابير بشرية خصوصاً في تلك"المجازر"المعروفة، تفادياً للوقوع في شراك اللحوم الفاسدة. وفيما تشدد الجهات المعنية الرقابة على محال اللحوم خصوصاً في شهر رمضان، إلا أن الكثير من المواطنين متخوفون من نزول كميات ليست بالقليلة من"اللحوم الفاسدة"إلى الأسواق من قبل ضعاف النفوس من أجل بيعها خلال هذا الشهر. ولم يخف هؤلاء المواطنون قلقهم من تنامي انتشار ظاهرة امتلاء الأسواق بهذه اللحوم، من لحوم الهدي وما تم تسريبه من مكة خلال الأشهر الماضية، لاسيما وأن الكثير قرروا تجنب مطاعم اللحوم الحمراء كخطوةٍ وقائية تهدف إلى منع تبعات أضرارها. وتحدث عددٌ من المواطنين إلى"الحياة"عن مشكلة اللحوم الفاسدة التي دفع بها إلى الأسواق خلال شهر رمضان، إذ أكد المواطن علي المالكي أن أكثر ما يقلقهم هو ضعف الرقابة على أسواق اللحوم والمنافذ المؤدية إلى محافظة جدة، مشيراً إلى أن ضعف الرقابة قد يزيد من فرص دخول هذه اللحوم. وأضاف المالكي أن غالبية اللحوم الفاسدة تأتي من طريق الأضاحي الفاسدة التي يتم ذبحها وتخزينها بشكل سيئ، مشيراً إلى أن مثل هذه اللحوم تعتبر مشكلةً كبيرة ولها أضرار صحية على المواطنين. ولفت عبدالله الشريف أنه بعد انتشار أخبار متعددة عن تهريب لحوم فاسدة إلى الأسواق، استغنى كثيرون عن طلب اللحوم الحمراء التي كانوا يشترونها في الأيام العادية أو في الوقت الحالي، لافتاً إلى أنه لم يعد لديه الثقة بالكثير من المحال التجارية التي تقوم ببيع تلك اللحوم. من جهة أخرى، أكد علي العبدلي أن ارتفاع أسعار المواشي في الأسواق المحلية أجبره على الذهاب إلى المجازر لشراء اللحم ب"الكيلو"، وقال إنه مجبر على ذلك بسبب ارتفاع الأسعار. وأضاف أنه لا يثق في لحوم محال بيع اللحوم خلال هذه الأيام بسبب دخول بعض اللحوم الفاسدة التي قد تخفى عن أنظار المسؤولين عن مراقبة الأسواق، مشيراً إلى أن شهر رمضان يعتبر موسماً مناسباً لترويج تلك اللحوم. وتقوم الجهات المعنية بمراقبة الأسواق من خلال جولات متكررة عليها، إلا أن بعض الأساليب التي يتخذها المهربون ل"اللحوم الفاسدة"قد تسهل لهم عملية ترويجها، خصوصاً في أحياء جنوبجدة التي تشكل نسبة كبيرة من ذوي الدخل المحدود من مواطنين ومقيمين. وسبق وأن أتلفت أمانة جدة ما يزيد على 1000طن من لحوم الأضاحي الفاسدة قبل وصولها إلى الأسواق، إضافةً إلى كميات أخرى كبيرة في نقطة تفتيش السنابل جنوب شرق جدة عند مدخل طريق جدة - جازان السريع، حيث تسعى الأمانة إلى تشديد الخناق عليها ومحاصرتها من طرق عدة، إضافةً إلى إحباط محاولة لتمرير دخول أكثر من 50 طناً من اللحوم الفاسدة، في أكبر عمليةٍ من نوعها، بعد أن تم استبعادها من الأجهزة البيطرية في مسالخ المشاعر المقدسة قبل أعوام عدة ، من طريق وافدين يعملون سائقين لدى شركات ومؤسسات وجمعيات عملوا على تهريبها إلى جدة لبيعها بطرق غير مشروعة على المطاعم أو محال الجزارة عبر نقلها في 142 سيارة.