رفع سكان جدة أياديهم عن تناول اللحوم الفاسدة بعد أن تنامت إلى أذهانهم انتشار ظاهرة امتلاء الأسواق بها من الأضاحي والهدي وما يتم تسريبه من مكة خلال هذه الأيام، إذ لجأ الكثير منهم إلى تجنب مطاعم اللحوم الحمراء كخطوة وقائية تهدف إلى منع تبعات أضرارها. وعلمت"الحياة"من مصدر مطلع في أمانة جدة أنها أتلفت منذ عيد الفطر الماضي حتى أمس السبت ما يزيد على 1000طن من لحوم الأضاحي الفاسدة قبل وصولها إلى الأسواق، إضافة إلى كميات أخرى كبيرة في نقطة تفتيش السنابل جنوب شرق جدة عند مدخل طريق جدةجازان السريع، مؤكداً سعي الأمانة إلى تشديد الخناق عليها ومحاصرتها هذا العام و الأعوام المقبلة من طرق عدة. وفي سياق متصل، قال مدير بلدية الجنوب في محافظة جدة المهندس عبدالله الغامدي ل"الحياة":"ظلت الأمانة تقبض في مثل هذا الوقت في كل عام بعد عيد الأضحى على كميات كبيرة من لحوم الأضاحي الفاسدة". وأوضح أن غالبية تلك اللحوم تأتي من الأضاحي الفاسدة التي يتم ذبحها وتخزينها بشكل سيئ ما يؤدي إلى إفسادها، كاشفاً سعى بلديته إلى إتلافها عبر تكثيف جولات بشأنها قبل وصولها إلى الأسواق، نظراً إلى ما تمثله من خطر على صحة الناس. وعلى مستوى المستهلكين، أفاد المواطن مسفر عبدالله الزايدي أنه بعد تنامي ظاهرة تسريب لحوم الأضاحي الفاسدة إلى الأسواق تخلى عن طلب اللحوم الحمراء المطبوخة التي كان يجلبها من المطعم المجاور إلى منزله. مضيفاً:"لم أعد أثق بمستوى الرقابة على صلاحية اللحوم الموجودة في المطاعم والأسواق للاستهلاك الآدمي". وأشار إلى أن مقاطعته السنوية للحوم الموجودة في المحال والمطاعم تستمر لمدة لا تقل عن شهرين، مبرراً بأن هناك من الاستهلاك الكبير خلال هذه الفترة ما يكفي لتجفيف الأسواق من تلك اللحوم. وفي الوقت الذي أبدى فيه الزايدي هذه المقاطعة، لا يرى عادل المنصوري أنها ستكون مجدية أو ذات تأثير، بل يرى أن تشديد الرقابة هو المخرج من عنق زجاجة هذه اللحوم. وأبان أنه يلجأ عند رغبته في تناول اللحوم الحمراء في هذه الفترة إلى المطاعم ذات الجودة العالية المعروفة، معللاً بأنها لا تشتري مثل هذه اللحوم لتخوفها على سمعتها بين الناس. وفي السياق ذاته، قال خليل الحيوي إنه لا يثق في لحوم المجازر التي تباع هذه الأيام على اعتبار أنها وإن كانت مرئية فإن هناك طرقاً وأساليب لإزالة العفن عنها، إذ لدى العاملين في هذا المجال خبرة في هذا النوع من التعامل مع اللحوم. وعلى الصعيد الطبي، أكد الاختصاصي الغذائي الدكتور مصطفى بيومي أن تناول هذه النوعية من اللحوم يهدد حياة آكليها بأمراض عدة. وحدد بيومي علامات فساد اللحوم في أن لونها يميل إلى الأحمر الغامق، إضافة إلى تغير رائحتها التي تميل إلى العفونة كما يميل ملمسها إلى الرخو، موضحاً أن الطريقة الأمثل لكشفها تكون من طريق أخذ قطعة منها و وضعها في إناء به ماء مغلي إذ في حال تصاعدت من الإناء رائحة نتنة فإن في هذه الحال يتأكد فساده. وطالب بيومي بتفعيل الرقابة بشكل أكبر خلال هذه الأيام لحماية الناس من الأضرار الصحية التي وصفها بالخطرة نتيجة اللحوم المعنية. وبحكم عمله في الكثير من المطاعم، أكد المواطن خالد العمودي مشاهدته شراء الكثير من أصحاب المطاعم مثل تلك اللحوم بأثمان زهيدة لا تتعدى ال150ريالاً.