على امتداد جبال السروات وبالتحديد في منطقة جازان، تطل قصور وقمم وحضارة شامخة، ومناظر طبيعة، تعرف بجبال فيفاء، لكنها تفتقد إلى المقومات السياحية، التي تجعل منها وجهة لكثير من زوار المنطقة. وتتميز جبال فيفاء بطريقة بناء بيوتها التي تختلف عن طرق البناء في السواحل والمدن في جازان، ما أكسبها جمالاً، وروعة، تدهش زوارها، على رغم أن بناءها لم يدخل فيه إلا مواد البناء التراثية كالطين والحجر، والأخشاب، وتتنوع البيوت فيها، إذ أن منها المفتول، والدارة أي الدور الواحد، والدارتان، والدارة ومشراخان، والعلي الذي يشبه المفتول. تميز جبال فيفاء لا يتوقف عند البناء، إذ إن لباس معظم سكانها يختلف عن معظم لباس سكان الجزيرة العربية، ولبس الرجل يتكون من المصنف وهو إزار أبيض في أطرافه خطوط ملونة يستر من منتصف الجسد الى نصف الساق، ويلبس فوق هذه المصنف حزام من الجلد يثبت فيه أسلحته المكونة من الجنبية أو الخنجر، وفي بعض الأحيان يلبس حزام اسمه المسبت، في حالة وجود مسدس معه، خاصة لتثبيت الرصاص، إضافة إلى حمل بعضهم للبنادق، خصوصاً في الأعياد والمناسبات وتعد من اللوازم الكمالية عند الرجال، أما لباس للصدر يتكون من القميص، الذي يسمى بالشميز، وشعر الرأس يكون مفروقاً من الوسط ومحاطاً بسير جميل، أو مرصعاً بنجوم من الفضة، ومثبت فيه بعض الأشجار العطرية كالكادي، والبعيثران. ويلبسن النساء في فيفاء الصدرة، والوزارة وتشبه المصنف الذي يرتديه الرجل، لكنها ذات ألوان متعددة، وتغطي الجسم حتى القدمين، إضافة إلى القطاعة"المحنا"لتغطية الرأس، أما الحلي المستخدمة من النساء فهي بسيطة وتتكون غالباً من الفضة، والأحجار الجميلة، ومنها اللبة مصنوعة من الفضة، وتضعها المرأة فوق صدرها، والعلاج تلبس على جانبي الرأس، وتلبس بدلاً من الأقراط أو معها، والمسك أساور من الفضة توضع في المعصم، والأوضاح حلق مصاغة من الفضة توضع في العضد، إضافة إلى المعانق عقود من المرمر أو حبات من الخرز الأبيض الكبير أطرافه سوداء، في وسطها ريال فرنسي من الفضة توضع على الصدر. يقول أيمن الفيفي:"لا أمل التنزه في فيفاء فكل مكان أتوجه إليه، أجده أجمل من غيره، وتتميز جبالها بكثرة الأودية، بعضها تجري المياه فيها طوال العام، ويوجد فيها مدرجات خضراء، ومباني رائعة، وهواؤها العليل، وخضرتها الدائمة، ونباتها العطري حيث تغطي أشجارها المتنوعة مدرجاتها وسفوحها". ويذكر علي حسن أنه من ضمن العادات المتعارف عليها في قبائل فيفاء الاجتماع في صباح كل عيد لدى إحدى القبائل، لتبادل التهاني بالعيد، ومن ثم يحتفلون بالمناسبة معاً، مشيراً إلى أن تلك العادة متوارثة من الآباء والأجداد، لزيادة الترابط، والتلاحم بين أبناء تلك القبائل. ويؤكد عبدالله الفيفي أن الشعر والنثر وصف فيفاء بنجمة الجنوب، ساحرة الطبيعة، ولم يبقى لها إلا المستقبل المشرق، بسواعد أبنائها خلف ربان نهضتها وقائد شموخها أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر.