هي جبال حباها الله بطبيعة خلابة، وزاد من جمالها مدرجاتها الخضراء والغيوم التي تغطي سماءها معظم أيام السنة، ومبانيها الدائرية البديعة، وهواؤها العليل، وخضرتها الدائمة، ونباتها العطري، إنها جبال فيفا شرق منطقة جازان التي يقصدها كثير من الزوار والمتخصصين والمسؤولين للتعرف على طبيعة تكوينها والاستمتاع بمناظرها، ولكن أكثر ما يميزها تصاميم منازلها الفريدة من نوعها، ما دعا الكثيرين للمطالبة باستغلال الموقع للاستثمار السياحي. وذكر محمد الفيفي أن المنازل الجبلية فيها مبنية بطريقة نادرة، على أنماط دائرية الشكل، وأن ذلك بهر الكثير من الزوار بكيفية وطريقة بنائها ومحافظتها على شكلها من التصدعات، على رغم أن بناءها لم يدخل فيه إلا مواد البناء التراثية مثل الطين والحجر والأخشاب، لافتاً إلى أن المنازل في جبال فيفا تتنوع بين المفتول والدارة وغيرهما، فالدارة تعني الدور الواحد، وهناك الدارتان ومشراح، والدارة ومشراخان وكلها تحمل الشكل الدائري، ومن أنواع البناء أيضاً العلي وهو شبيه بالمفتول، فنوع منه يتكون من دارتين ومشراح كالمفتول تماماً، إلا أنه توجد فيه إضافة سقف دائري من الخلف يمتد من أسفل البناء إلى الأعلى. وأشار بندر حسين الفيفي إلى أن لأهالي جبال فيفا خاصيتهم في اللباس التراثي الذي يختلف عن معظم ألبسة سكان المملكة، وأنه يتشابه إلى حد ما مع لباس أهالي الجبال والمناطق المجاورة لها، وأن لباس الرجل يتكون من المصنف (إزار) وغالباً ما يكون أبيض في أطرافه خطوط ملونة، ويلبس فوق هذا المصنف حزاماً من الجلد تثبت فيه أسلحته المكونة من الجنبية أو الخنجر، وربما لبس حزاماً اسمه المسبت، في حالة وجود سلاح ناري معه، خصوصاً لتثبيت الرصاص، إضافة إلى حمل بعضهم البنادق خصوصاً في الأعياد والمناسبات، وتعد من اللوازم الكمالية عند الرجال، مضيفاً أن اللباس المغطي للصدر يتكون من القميص، ويسمى هناك «الشميز» وبعضهم يضيفون على ذلك اللباس لبس الكوت أيضاً. وعن شعر الرأس، ذكر أنه في معظم الأوقات يكون مفروقاً من الوسط ومحاطاً بسير جميل وربما مرصعاً بنجوم من الفضة، ومثبتاً فيه بعض الأشجار العطرية كالكادي والبعيثران وغيرهما من النباتات العطرية، وأن هذا هو اللباس التقليدي للرجل في فيفا، وأن لباس النساء يتكون من الصدرة، وهي لباس فضفاض، إضافة إلى الوزرة وهي شبيهة بالمصنف الذي يرتديه الرجل ولكنها ذات ألوان متعددة، وترتديه المرأة مرافقاً للصدرة لتتمكن من تغطية جسمها حتى القدمين، إلى جانب القطاعة لتغطية الرأس وهي معروفة باسم «المحنا»، لافتاً إلى أن أهم الحلي المستخدمة من النساء في جبال فيفا خصوصاً في الماضي فهي بسيطة جداً، وتتكون غالباً من الفضة أو الأحجار الجميلة. وقال أحد متنزهي أودية فيفا يحيى الفيفي: «دائماً ما أتوجه للتنزه في أودية فيفا، فكل ما توجهت إلى موقع وجدت الآخر أروع منه، وما يميز جبال فيفا كثرة الأودية التي تنقسم إلى قسمين، أولهما الأودية التي تجري طوال العام ومنها اثنان يحيطان بجبال فيفا هما وادي ضمد ووادي جورا، وثانيها الشعاب التي تجري مع نزول الأمطار»، مناشداً المستثمرين بضرورة إنعاش الجانب السياحي في جبال فيفا، خصوصاً أن جميع المقومات الطبيعية لقيام نشاط سياحي ناجح متوافرة. من جهته، أوضح المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار في منطقة جازان رستم الكبيسي أن هناك تشجيعاً لرجال الأعمال للاستثمار في تلك المناطق، وهناك تجاوب من بلدية فيفا في المجال السياحي، لافتاً إلى أن هناك تنسيقاً مع كل المحافظات لرسم مزيد من العمل في المجال السياحي والعمل على مشروع مسار سياحي للزوار، وأنه يتم الاطلاع على الخدمات الناقصة ليتم العمل على تحسين الخدمات فيها.