كشف خبير بريطاني أن نحو 364 نوعاً من النباتات مهددة أو قريبة من التهديد، منها 20 نوعاً من النباتات تواجه خطر الانقراض بشكل حرج، خلافاً لتسعة أنواع انقرضت واختفت نهائياً من الجزيرة العربية. واستعرض مدير الدراسات رئيس قسم دراسات جنوب وغرب آسيا في الحدائق الملكية البريطانية في أدنبرة الدكتور أنتوني ميلر، في محاضرة ألقاها أمس في جامعة الطائف، أهداف"المجموعة النباتية العربية"، العضو في"هيئة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد العالمي لصون الطبيعة"، وتشمل تلك الأهداف إعداد قائمة بأنواع النباتات بالجزيرة العربية، وإعداد القائمة الحمراء للأنواع النباتية بالجزيرة العربية، وكذلك تحديد المناطق المهمة للنباتات. وأوضح الدكتور ميلر أن المجموعة أعدت الجزء الأول من القائمة النباتية، بدعم من الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، كما أعدت قاعدة بيانات عن النباتات في سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية. وأضاف:"أما بالنسبة للقائمة الحمراء، فستصدر نسخة أولية عنها نهاية العام الحالي، وتحوي هذه النسخة على نحو 3500 نوع من النباتات، منها 699 المتوطنة"، مشيراً إلى أن 70 في المئة من الأنواع النباتية تم تقويم وضعها تحت الحماية، ما يتفق مع متطلبات اتفاقية التنوع الإحيائي التي وقعتها دول الجزيرة العربية، ومنها السعودية. وكشف الخبير البريطاني إلى أن أحد أهم النباتات في السعودية، وهو نوع متوطن على مستوى الجنس، أي أنه لا يوجد في أي مكان في العالم سوى في منطقة واحدة وصغيرة، يواجه خطر الانقراض حالياً، ويعرف هذا النوع علمياً باسم Dolichorhynchus arabicus. وشدد الدكتور ميلر على أهمية المحافظة على النباتات النادرة، لافتاً إلى نبات"الصبار"الذي ينمو في المرتفعات الجنوبية الغربية، وأهمية المحافظة عليه، وكيف أن مجموعات من هذه النباتات تم تجميعها من الجزيرة العربية واستزراعها في مناطق أخرى لاستخلاص الزيوت منها، وهي تُدخل سنوياً للدول التي استزرعتها نحو 6.5 بليون دولار. كما تحدث عن استخدام تقنية الاستشعار من بُعد في تحديد مواقع النباتات والمناطق المهمة لها، كما قدّم فكرة عن برنامج المسح الحالي، مشيراً إلى وجود برنامج لوضع خرائط للأنواع النباتية، وإلى إعداد الدليل المصور للنباتات البرية في الجزيرة العربية، واستكمال دليل مصور للأشجار والتعريف بأشكالها المختلفة، سواء للزهرة، أو الورقة، أو البيئة، وتوضح الخريطة توزيع تلك الأشجار. وكان وفد الحديقة الملكية النباتية في أدنبرة، والذي تستضيفه الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، زار جامعة الطائف أمس. وضم الوفد مدير الحديقة والحارس الملكي لها الدكتور ستيفين بلاكمور، ومدير الدراسات رئيس قسم دراسات جنوب وغرب آسيا في الحديقة الملكية البريطانية الدكتور أنتوني ميلر، والباحث النباتي في الحديقة الدكتور ماثيو هيل، وعدد من ممثلي الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية السعودية.