وجّه مشاركون في ملتقى"استشراف مستقبل التعليم الثانوي في المملكة"، انتقادات"قاسية"لمستوى التعليم في هذه المرحلة. ولم تقتصر الانتقادات على المتداخلين والتربويين، بل صدرت حتى من قيادات في وزارة التربية والتعليم. بيد ان المنتقدين أكدوا ان آراءهم"الحادة"تصب في إطار"تطوير التعليم الثانوي"، الذي يدرس فيه 1.3 مليون طالب وطالبة. وركز المشاركون في الملتقى، الذي بدأ أعماله أمس، وتستضيفه إدارتا التربية والتعليم بنين وبنات في المنطقة الشرقية، على"بحث واقع التعليم الثانوي في المملكة، وحل الفجوة بينه وبين سوق العمل". واستعرضت في الجلسات عدة، دراسات مسحية كشفت عن الصعوبات التي تعترض التربويين. وتداخلت أوراق العمل والملاحظات، بين أهمية نظام المقررات، ونظام الساعات، وكيفية تطوير الأساليب التدريسية، وتأهيل المعلمين، وتطوير البيئة التعليمية والتغلب على العقبات. وأشار الدكتور حمد المحرج مركز القياس والتقويم إلى الاختبارات التحصيلية، وقلة مستويات التحصيل في مادة اللغة الانكليزية، موضحاً ان"من بين مئة سؤال في الاختبارات التحصيلية والقدرات من جانب طلبة الثانوية، لم تتم الإجابة سوى عن 37 سؤالاً، ما يدل على تدني المستوى". وخلصت دراسة أعدها الدكتور خليل الحربي، إلى أن مهارة الفهم لبعض المواد العلمية"قليلة"، والتطبيق"متوسطة"، ونسبة التذكر"متوسطة". كما تبين أن مهارات التفكير العليا لديهم"منخفضة"، موضحاً أن"30 إلى 35 في المئة من طالبات المرحلة الثانوية يتخصصن في العلمي، أما الذكور ف70 في المئة". وانتقد المشارك محمد المقبل من الإدارة العامة للمناهج، نظام الإدارات، مشيراً إلى دراسة أجراها في إحدى المدارس الثانوية في الرياض، كشفت عن أهمية"تحلي الإدارة بالمرونة في النظام، وقابليته إلى التطوير، ليساهم في التخفيف من المعوقات"، مضيفاً أن"المدخلات والمخرجات تؤثر على العملية التربوية، ففي ما يتعلق في المدخلات المادية"اتضح ان كلفة الطالب في المدرسة تبلغ 12.200 ريال، وتبلغ لطلاب المملكة كافة 9.2 مليون ريال، علماً أن الكلفة الكاملة التي تتضمن رواتب المعلمين والاستهلاك الكامل في المدارس تبلغ 6.3 مليون ريال، فيكون الفرق 2.6 مليون ريال"، منوهاً إلى ضرورة"معرفة أهداف التعليم الثانوي في المملكة، إذ اتضح من خلال الدراسة أن نسبة 14 في المئة يدركون تماماً أهداف الدرس، لكنهم يخلطون بين الأهداف الاثرائية والمعرفية. أما الخطط التعليمية في المدارس الثانوية فلا تتسم بالرؤية، بسبب غياب الخطة الإستراتيجية، باعتبار ان المعلم منعزل تماماً عن العملية التنظيمية"، وأشار أيضاً إلى أن دراسته توصلت إلى أن"العلاقات الاجتماعية في الأجواء المدرسية حميمة بين المعلمين والإداريين". فيما طالبت مديرة قسم الاختبارات في"تربية بنات الشرقية"سهاد الدخيل، بضرورة"إعادة النظر في نسبة اختبار القدرات أثناء القبول في الجامعات، التي تحتسب ك30 في المئة، أي ان تعب وجهد 12 عاماً، سيحسب بنحو ثلث المحصلة النهائية للقبول في الجامعات، أما ال70 في المئة فستكون لاختبارات القدرات التحصيلية، وأرى أن تكون النسبة متساوية". وانتقدت مديرات مراكز إشراف،"عدم تطبيق المشاريع على رغم الإعلان عنها".