«فيفا» يعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034 على أعلى تقييم في التاريخ    أستراليا تحظر «السوشال ميديا» على الأطفال    سكري القصيم «عقدة» رائد التحدي    استهداف 34 ألف لاعب تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 9 سنوات    بحضور وزير الرياضة.. انطلاق منافسات سباق "سال جدة جي تي 2024"    نائب رئيس مجلس الإفتاء السويدي: المملكة ناصرة للدين الإسلامي    «الإيدز» يبعد 100 مقيم ووافد من الكويت    باكستان تقدم لزوار معرض "بَنان" أشهر المنتجات الحرفية المصنعة على أيدي نساء القرى    معرض "أنا عربية" يفتتح أبوابه لاستقبال الجمهور في منطقة "فيا رياض"    انطلاق فعاليات معرض وزارة الداخلية التوعوي لتعزيز السلامة المرورية    مطارات الدمام تدشن مطارنا أخضر مع مسافريها بإستخدام الذكاء الاصطناعي    ديوانية الأطباء في اللقاء ال89 عن شبكية العين    حرمان قاصر وجه إهانات عنصرية إلى فينيسيوس من دخول الملاعب لمدة عام    الأهلي يتغلب على الوحدة بهدف محرز في دوري روشن للمحترفين    ندى الغامدي تتوج بجائزة الأمير سعود بن نهار آل سعود    أمير منطقة تبوك يستقبل رئيس واعضاء مجلس ادارة جمعية التوحد بالمنطقة    مدني الزلفي ينفذ التمرين الفرضي ل كارثة سيول بحي العزيزية    مدني أبها يخمد حريقًا في غرفة خارجية نتيجة وميض لحظي    الحملة الشعبية لإغاثة الفلسطينيين تصل 702,165,745 ريالًا    البنك المركزي الروسي: لا حاجة لإجراءات طارئة لدعم قيمة الروبل    الجبلين يتعادل مع الحزم إيجابياً في دوري يلو    "أخضر السيدات" يخسر وديته أمام نظيره الفلسطيني    6 مراحل تاريخية مهمة أسست ل«قطار الرياض».. تعرف عليها    «سلمان للإغاثة» يختتم المشروع الطبي التطوعي للجراحات المتخصصة والجراحة العامة للأطفال في سقطرى    المملكة تفوز بعضوية الهيئة الاستشارية الدولية المعنية بمرونة الكابلات البحرية    نعيم قاسم: حققنا «نصراً إلهياً» أكبر من انتصارنا في 2006    الجيش السوري يستعيد السيطرة على مواقع بريفي حلب وإدلب    "مكافحة المخدرات" تضبط أكثر من (2.4) مليون قرص من مادة الإمفيتامين المخدر بمنطقة الرياض    السعودية تتسلّم مواطنًا مطلوبًا دوليًا في قضايا فساد مالي وإداري من روسيا الاتحادية    خطيب المسجد النبوي: السجود ملجأ إلى الله وعلاج للقلوب وتفريج للهموم    الشؤون الإسلامية تطلق الدورة التأهلية لمنسوبي المساجد    والد الأديب سهم الدعجاني في ذمة الله    «الأونروا»: أعنف قصف على غزة منذ الحرب العالمية الثانية    وكيل إمارة جازان للشؤون الأمنية يفتتح البرنامج الدعوي "المخدرات عدو التنمية"    خطيب المسجد الحرام: أعظمِ أعمالِ البِرِّ أن يترُكَ العبدُ خلفَه ذُرّيَّة صالحة مباركة    الملحم يعيد المعارك الأدبية بمهاجمة «حياة القصيبي في الإدارة»    تقدمهم عدد من الأمراء ونوابهم.. المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء بالمناطق كافة    طبيب يواجه السجن 582 عاماً    التشكيلي الخزمري: وصلت لما أصبو إليه وأتعمد الرمزية لتعميق الفكرة    انطباع نقدي لقصيدة «بعد حيِّي» للشاعرة منى البدراني    عبدالرحمن الربيعي.. الإتقان والأمانة    ذوو الاحتياجات الخاصة    اكتشافات النفط والغاز عززت موثوقية إمدادات المملكة لاستقرار الاقتصاد العالمي    فصل التوائم.. البداية والمسيرة    «متلازمة الغروب» لدى كبار السن    "راديو مدل بيست" توسع نطاق بثها وتصل إلى أبها    بالله نحسدك على ايش؟!    حملة توعوية بجدة عن التهاب المفاصل الفقارية المحوري    أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الدورة ال 162 للمجلس الوزاري التحضيري للمجلس الأعلى الخليجي    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    أكدت رفضها القاطع للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.. السعودية تدعو لحظر جميع أسلحة الدمار الشامل    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قاض شرعي سابق ترك القضاء ليجدف أكثر في التجديد الثقافي ... ويعترف بأن أزمتنا أزمة أخلاق انشغلنا بسد الذرائع عن فتحها... "وفقهاء" لم يفهموا المرأة !
نشر في الحياة يوم 04 - 09 - 2007


الصفحة: 27 - مقابلة
كان قاضياً وداعية إسلامياً يشارك باسمه وبقلمه في محافل"الصحوة"في السعودية. أما اليوم فقد تخلى عن كرسي القضاء واستعاض عنه بعباءة المحامي، ومشروع ثقافي ما زال يؤسس له تكون فيه المرأة عنصراً أساساً، ولأن آراء القاضي السابق والمحامي والباحث الشرعي حالياً محمد الدحيم الفقهية جريئة فإن له خصوماً كثيرين وقفوا له بالمرصاد وجهلوا اجتهاده وحرية رأيه، وهنا كان لزاماً عليه أن يكمل مشواره الذي يعتبره بعضهم ثورة على تاريخه السلفي المهادن، وباتت أفكاره التي تطرق بالأمس على استحياء، تنشر اليوم على الملأ في مناخ يرى أنه ملائم جداً لبث ما يؤمن به ويعتقده بما تكفله الحرية من آفاق لا حدود لها... كان حوارنا هذا معه أفقاً من آفاقها.
الأفكار المتسامحة التي تحملها... هل كانت من البدايات؟
- تسامحي كان معي من بدايتي، أنا من بيئة القصيم المحافظة أكثر من غيرها نوعاً ما وفي فترة ما، بدأت بالقراءة منذ سن مبكرة، وكونت مكتبتي الخاصة من المرحلة المتوسطة، كان بيتنا عادياً متسامحاً ومتواضعاً، ما اثر في هو أنني كنت أقرأ كل شيء ولا أستثني أحداً بسبب أفكاره، كنت أمارس النقد حتى في حلقات الشيوخ وأنا صغير، في الصف الثالث المتوسط انتقلت إلى الرياض حتى أدرس في المعهد العلمي. وجودي في الرياض كان نقلة لي، كنت احضر دروساً ومحاضرات ومنتديات في الكليات، وكوّن ذلك لي أكثر من مصدر للمعرفة، إضافة إلى التعدد في القراءة.
كنتُ اقرأ أشياء محظورة عند البعض، وأذكر أنني قرأت في صغري ما كتبه فهمي جدعان حول محنة خلق القرآن والقول فيها لم أكن أقرأ فيها من جهة مذهب واحد، بل كنت أقرأ أكثر من رأي، قرأت في علم النفس، فكتاب ك?"خوارق اللاشعور"لعلي الوردي غيرّ طريقتي في النظرة للحياة. كنت أركز على أصول الفقه وهو علم مبني على العقل، ويستخدم أنماطاً أوسع في التفكير، وهو ما جعلني أستلذ بهذا العلم.
أذكر أنني اقتنيت كتاب"درء تعارض العقل والنقل"لابن تيمية والذي لا يقرأه إلا القلة، قرأته وأعجبت به، فابن تيمية ينظر للعقل على أنه مصدر، ومن قال إن ابن تيمية ينتقص العقل وينقض المنطق فهو مخطئ، كل ذلك شكل طريقة تفكيري في العلم ومصادره وتلقي المعلومة. لا شك انه سبب لي الكثير من المشكلات مع المخالفين لا سيما من الأقران الذين في طبقتي، إلى درجة أنهم يردون عليّ عن طريق رسائل يضعونها تحت باب بيتي، فاضطررت في مرحلة من حياتي أن أعتزلهم وأركز على القراءة، ومع ذلك اتهمت بأنني صوفي. إلى آخر ما هنالك.
نقد التيار الديني
أنت من الشخصيات التي تنتقد التيار الديني من الداخل، ولك ملاحظات ترى فيها أن ثمة ظواهر تشُّدد تلقي بظلالها على رغم من ظهور مدارس فقهية جديدة... ما هذه الظواهر؟
- النقد حالة إيجابية وتطويرية يجب أن يبتهج بها الجميع وأن تتحول إلى ثقافة مؤسساتية، لا سيما في هذه المرحلة - إذ إننا مقبلون على تطوير للأفكار والمفاهيم لا بد من أن يكون النقد أحد مراحلها. أما وجود التشدد في الفكر الديني فهو حقيقة وقد يكون هو الطبيعي لعوامل عدة أولها نشأة التفكير الديني المعاصر عندنا نشأة حديثة رافقتها ظروف تكوينية في المعرفة ومحدودية في مصادر المعلومات والمشيخة، وهي بالتأكيد أثرت في مخرجات هذا الفكر فأنت تتحدث عن ظاهرة هي نتاج مجتمع فإذا كان المجتمع متسامحاً فهو بالطبع سيخرج لك مخرجات تيسيرية ومتكيفة مع الحياة ومتفاعلة معها أية مخرجات للعيش والتعايش. أما إذا كان منغلقاً سيخرج لك مخرجات مناقضة.
بالنسبة إلى المناشط والمدارس الفقهية الجديدة فهي جيدة، لكنها ليست جريئة بالقدر الكافي، لأن توصل رسالتها كما أنها لم تأخذ شكل مؤسساتي فهي لا تزال حالة فردية، كما أن هناك ربطاً غير سليم بين العقيدة والفقه بشكل غير مبرر، وهذا منشأ خاطئ للتكوين المعرفي في السعودية، فالمسألة ذاتها كانت في الحيز الفقهي ذات أريحية وتحتمل خمسة أقوال أو حتى أكثر، لكن عند نقلها في الحيز العقدي باتت كفراً وإيماناً أو بدعة وسنة، وهذا الخلط له أثره السلبي في التكوين المعرفي لدى النشء الجديد الذي أصبح يتعامل مع هذه القضايا بغلظة وشدة وأبعاد أكثر خطراً.
لكن هناك عدد من طلاب العلم في البلاد يقدمون آراء مستقلة عن مشيختهم؟
- طلبة العلم أصبح عددهم مقارب لعدد الناس وأصبحوا ظاهرة تستحق الدرس، وهم ابتكروا مواد معرفية خطرة، فأن يجلس شاب في جدة مثلاً يدرَّس مجموعة من الطلاب المذاهب والفرق كالمعتزلة والأشاعرة وكيف نرد عليهم والجهمية وكأنهم موجودون في شوارعنا، نحن نحتاج إلى الإيمانيات والأخلاقيات لنعرف دورنا في الحياة، أريد أن أغرس مبادئ التسامح والقيم والأخلاق، فأزمتنا في الحقيقة هي أزمة أخلاق، لكن ما حدث هو العكس أشرطة تسجيل في السوق تعلَّم كيف ترد على الأشاعرة والمعتزلة والمرجئة، ثم بحثنا حولنا فلم نجد الأشاعرة ولا المعتزلة ولا المرجئة فنقبنا وقمنا بقراءة الكتاب المعاصر فقرأنا للشيخ محمد علي الصابوني وحاولنا أن نكتشف أنه أشعري فانتصرنا وصنفناه على مذهب الأشاعرة، ثم بحثنا عن مرجئ فوجدنا الألباني ورددنا عليه وهكذا، وهذا حدث قبل نشأة ما يسمى ب?"الجامية"، الذين وجدوا في الخلاف والاختلاف أحد أهم مصادر المعرفة لفرقتهم.
فأصبح طلبة العلم يقتنصون أية زلة لتأليف كتاب والرد عليها كقضية الحجاب وما أدراك ما قضية الحجاب، وكأن كشف الوجه أمر حدث اليوم.
بالمناسبة، ما رأيك بالحركة الدينية في السعودية وأحد إفرازاتها"الصحوة"لا سيما وأنت أحد من انخرط في نشاطاتها؟
- هي حركة لا تحمل روح المؤسساتية، وبالطبع من الوارد وجود أخطاء فيها، لكن في الأيام الأخيرة أصبح لديها شيء من النضج والإدراك لشروط وتحديات العصر الذي تعيشه، وأتمنى أن تكون في الأيام المقبلة أكثر نضوجاً والا تعيد ردود الأفعال لا سيما ان ردود الأفعال يبدو أنها بدأت تخسر وجودها وجماهيرها.
بين التشدد والتسامح
قلت إن هناك كثيراً من المتدينين تغيرت آراؤهم من التشدد إلى التسامح، هل هو تغير ابتغاء الحق أم انه استجابة لضغوط مرحلية وظروف معينة؟
- قد يكون إدراكاً من صاحب الرأي نفسه للحقيقة، وقد يكون إطلاق الرأي التشددي في ظرف معين يتغير، الحالة التشددية ذاتها هي ردود فعل سرعان ما تنتهي بانتهاء الفعل، وقد تكون نتيجة التأثر بالآخرين أو لتحقيق مصالح عليا ونظرات مالية، فيجب علينا ألا نقلل من قيمة هذه الأوبة إلى الفضيلة، بل علينا الترحيب بها، لا اعتقد أن هناك استجابة لضغوط أو ما يسمى بتكتيك المرحلة، ومن يفكر في ذلك يعيش في نفسه فكرة المؤامرة، الذين رجعوا إلى الحالة الطبيعية من الفهم الصحيح للتدين والاندماج مع المجتمع في الحياة العامة هم في حال وعي وفهم وإدراك.
ومن ذاق لذة الحياة لا اعتقد انه سيرجع إلى نقيضها، لو حصرنا هذا الكلام في مجتمعنا السعودي لوجدنا أن هناك مؤثرات كثيرة جداً على صعد سياسية واجتماعية واقتصادية، كل ذلك أثر في الفتوى وفي السلوكيات وفي التطبيق، الرأي المتشدد كان ينشر في حلقة التدريس أو في كتاب ستقرأه شريحة معينة، فأصبح الرأي التيسيري يقال في القناة الفضائية ويتلقفه الجميع، وهذا أنتج شيئاً ايجابياً وهو تخفيف عقلية الوصاية على هذا المجتمع الذي أصبح يحدد رأيه ومساره وإلى أين يذهب ومن يستفتي ولمن يقرأ ولمن يستمع، فلا اعتقد أن ثمة عودة للفكر التشددي بعد ظهور التسامح، وفيمن نلتقيهم نعرف مدى التغير الذي طرأ عليهم وتأسفهم على ما مضى من حياتهم على فكرة خاطئة. وفي هذه المرحلة يجب أن يكون هناك دور سياسي حكيم لاستيعاب وتنشيط ومباركة هذه الحال الإيجابية والأخلاقية الجميلة.
هناك فئات من المتدينين سواء كانوا طلبة علم أو شباب ينازعون من خالفهم في الاجتهاد، هل الاجتهاد حق محتكر على فئة معينة من دون غيرها من الفئات أو الطوائف؟
- طبيعة الإنسان الجدل، والإنسان العربي أكثر جدلاً، والمتدين اشد بكثير، لأنه يعتبر نفسه محتكراً للحقيقة أو هكذا تكون في لا شعوره.
بعض العلماء الشرعيين تتحول أقوالهم عند الجمهور إلى أقوال منزَّهة، أليس هذا ادعاء للعصمة من شأنه إضعاف الوحدة الإسلامية التي ننادي بها؟
- ما طرحته صحيح ولا أحد فوق النقد والتربية، علينا ألا ندعي لأحدٍ العصمة ونعتبر أن كل إنسان يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، سبب ذلك بعض الأدبيات التي نرددها ونوظفها توظيفاً خاطئاً مثل مقولة:"لحوم العلماء مسمومة"، هل معنى ذلك أن أقبل كل ما يصدر منه صواباً كان أم خطئاً؟ يفترض بنا أن نفرق بين شخصه وقوله، وتوظيف هذه المقولة من اجل حماية أقوال البعض وحماية آراء مدرستهم حتى إذا انتقدوا أشهروا مقولة:"لحوم العلماء مسمومة"، وبدأو في تسليط الردود، بل أن الأنكى هو توظيف نصوص مقدسة من القرآن والسنة توظيفاً خاطئاً لحماية آراء البعض.
هذا استغلال سيء وضرره كبير، إذ لن نصل إلى المعرفة الحقيقية، لقد فقدنا كثيراً من الأدب وأدبيات الحوار، أنشأنا فرقاً وأحزاباً وجماعات، فمثل هذه التصرفات تفرز لنا تعددية تناحرية، ونحن لدينا إبداع في صناعة الأعداء مع الأسف، فمبجرد أن يخالفني اسميه ثم أرد عليه وعلى كل من ينصفه وأخترع له جماعة، كل ذلك على حساب الجوهر، والمشروع الكبير والمعرفة والنصوص التي بين أيدينا، أهملنا المعرفة ومشاريع التنمية لأجل أن أرد عليك وأحزبك وأخرجك من الجماعة أو حتى من دائرة الإسلام، وصل الأمر ببعضهم إلى التحريش السياسي والاجتماعي وهذا أقبح ما يكون، إذ يوصل البعض للسلطة السياسية معلومات ملفقة عن من يخالفونهم وكل ذلك لأجل القضاء عليهم، نحن منهيون عن هذا الشيء ويحرم علينا حتى وإن قال المختلف قولاً نختلف معه تماماً.
"أنصفت قاسم أمين ولم أدافع عنه"
من خلال قناة"المجد"دعوت إلى مراجعة أفكار قاسم أمين في المرأة، وجهة نظرك تعتبر جريئة على المدرسة الدينية في السعودية؟
- كان حديثي في قناة"المجد"هو حوار في برنامج"ساعة حوار"وكان حول الفكر الإسلامي والمرأة ولم يكن عن قاسم أمين، لكن البعض صوره على أنه حديث عن فكر قاسم أمين نحو المرأة؟ وهي فكرة تثير الإسلاميين كثيراً ويجدون فيها مساحة تشغل فراغهم، ويقضون فيها وقتهم ويحركون فيها مجالسهم ومنتدياتهم، صحيح أنا دعوت إلى إنصاف قاسم أمين، بل وادعو إلى إنصاف إبليس أيضاً، وادعو إلى إنصاف كل من نختلف معه أو فيه.
نحن مطالبون بالعدل، أنا مطالب كمسلم بإنصاف كل الوجود، فالحركة الإسلامية خصوصاً في السعودية لا تعرف عن قاسم أمين سوى دعوته إلى تحرير المرأة، وتحرير المرأة عندنا يعني إفسادها، تخيل حتى المعنى الصحيح للتحرير مفهوم خاطئ، فقلت لهم عودوا إلى مجموعة قاسم أمين اقرأوها، أنا لم أبرئ قاسم أمين ولا أظلمه في الوقت ذاته، ثم هو ليس حالة واحدة بل مراحل، ألّف كتاب"المصريون"، وكان فيه متوافقاً مع رأي السلفيين، بل كان يستعين فيه بأدلة من القرآن والسنة ولم يكن رجلاً إسلاميا أو مثقفاً، بل كان يستسقي ذلك من شيخه محمد عبده، الذي يقال إنه هو الآخر من ألّف الكتاب وليس قاسم، أنا اعتقد أن كثيراً من الإسلاميين لا يعرفون قاسم أمين إلا من خلال ما كتبه عنه محمد قطب، فهم لم يقرأوه مباشرة بل قرأوا لمن رد عليه، وأصبحوا يردون عليه ويلصقون اسمه في كل قضية حول المرأة، أنا فقط حاولت أن أخرج عن الاستقطاب في الرأي الذي يوجّه شطره إلى الجنوب أو الشمال فقط، وخرجت بنتائج من قراءتي لقاسم أمين بأنه مرحلة وحالة وظفت لأغراض، وليس مفكراً إسلامياً، وعلى أنه ليس مصلحاً اجتماعياً كبيراً، وإنما هو صاحب رأي أطلقه وافق زخماً إعلامياً في تلك المرحلة، وقوبل بالاستقطاب، فمنهم من رحّب به وقال انه المصلح والمخرج للمرأة، ومنهم من قال انه عدو للإسلام والمسلمين، ولم تكن هناك رؤية وسطية ذلك اليوم.
كيف استقبلت رد الفعل بعد هذا الرأي، خصوصاً أن البعض اعتبرها زلة لا تغتفر؟
- إطلاقاً، كانت 80 في المئة من ردود الفعل ايجابية من شريحتين، شريحة كانت على هذا الفكر وليسوا من الإسلاميين، وجرى الاتصال ورحبوا أن ينطلق هذا الفكر من رجل إسلامي، وشريحة من الإسلاميين كانوا على استحياء من بأن يقولوا مثل هذا الكلام ورحبوا به بالتأكيد، أحب ان أقول لك إنني قبل 11 عاماً أصدرت شريطاً اسمه"المرأة من جديد"، وهو شريط قال لي المنتج انه باع منه 100 ألف نسخة، وكتب عنه كثيراً في الصحف السعودية، وقناة"المجد"حينما طلبوا لقائي كانوا يعرفون هذا الرأي، ودعني أضيف لك حقيقة هي أن الذي دعاني هو نائب رئيس القناة عادل الماجد، وقد اتصل أثناء الحلقة على الهواء وشكرني على هذا الطرح، لكنه للأسف لم يصمد، فبعد الحلقة عُقِدَ اجتماع لمجلس الإدارة في القناة ووضعوني في القائمة السوداء،
على مستوى العلماء لم يكن هناك أي صدام، بل كان هناك حوار ايجابي بالذات مع الشيخ صالح اللحيدان، إذ جلست معه في مكتبه في الطائف، كان حواراً جميلاً استمر أربع جلسات.
آراؤك التنويرية، خصوصاً في المرأة وحجابها، سببت ضغوطاً مورست عليك كانت نتيجتها استقالتك من القضاء؟
- قبل أن أخرج في قناة"المجد"بثلاثة أشهر كنت قدمت استقالتي، إذ إنني أسست مؤسسة التجديد الثقافي هنا في جدة، إضافة إلى أن تفكيري مع صديقي العزيز بندر المحرج في الاشتغال بالمحاماة هو ما دعاني إلى الاستقالة، والمرسوم الملكي الصادر بقبول الاستقالة نصَّ على استقالتي بناءً على طلبي ولم تكن هناك أية ضغوط، بل إن الشيخ صالح اللحيدان طلب مني البقاء في القضاء وعرض عليّ أن أنقل إلى جدة إن كانت لي رغبة في العمل فيها، و كان صريحاً معي في الموضوع، فترك الوظيفة باختصار هو مرحلة من مراحل تطوير الذات في حياتي، وكان تفكيري في العمل بالمحاماة وأنا أمارس عملي في القضاء، وها أنا الآن أمارسها كمرحلة جديدة.
تتحدث عن التسامح وكأنك لا ترى المعارك الكلامية والجدالات عبر القنوات الفضائية وتبادل التهم؟
- يجب علينا أن نترك لهم المجال ليمارسوا ما يشاءون، نحن نطالب بالحرية وننزعها عنهم هذا تناقض، أنا لا أؤيدهم في ما يذهبون إليه، لكن عدم السماح لهم بأن يخرجوا ما في صدورهم سيجعل هذا يتراكم إلى سلوكيات متشددة وليس إلى أقوال متشددة فقط، أن يقول ما لديه في"الإنترنت"خير من أن تتراكم لديه الأفكار السيئة ثم يخرج لي بحزام ناسف ليقتل الناس، اجعله يمارس حريته في الرأي ويتكلم حتى تتسنى لنا مناقشة الأفكار المكبوتة وبيان أوجه الاختلاف حولها، التي من الخطر بقاؤها صامتة من دون كلام، نحن نطالب العلماء بشيء من الصمت حتى يتكلم الناس، فهم يصدرون فتاوى أحياناً في غاية التشدد، فمن المشين أن تصف المستفتي بصفات سيئة، الفتوى للأسف في مأزق عندنا.
"فقه الفتوى والحسبة"
بمناسبة الفتوى هل ترى أنها مرتبطة بقرار سياسي، بمعنى أن فلاناً من كبار العلماء فالحق له من دون غيره بالفتوى، أم هي حق لكل صاحب علم شرعي، الأمر كذلك ينطبق على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
- هي مرت بفترة وان كانت وجيزة من الربط بالسياسة، وصدر تعميم على الأئمة والقضاة بذلك الشأن، لكن هي كانت في حالات جزء منها يستدعي ذلك، مثل حرب الخليج وما صدر فيها من فتاوى كانت مزعجة للوضع الأمني والوضع السياسي وتأزم كبير، لكن ذلك انتهى.
في تصوري أن ذلك التصرف في تلك الفترة كان حكيماً، لأن هناك فتاوى مشينة وغير منضبطة وغير حكيمة، الحكمة أن تقول الحق في الوقت المناسب مع الشخص المناسب وفي الظرف المناسب، هي مرحلة وانتهت، وهنا يأتي دور السياسة الحكيمة، لا تصلح الناس فوضى لا سراة لهم، في عالم الفضائيات الآن حتى محاولة تحييد بعض الناس عن الفتوى هي محاولة بائسة، لا مجال لممنوع في عالم الاتصال كما قال المفكر علي حرب، تطبيقياً لا يمكن حصر الفتوى على جهة رسمية.
أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو كتنظيم إداري مرتبط سياسياً بالدولة، لكن كممارسة من حق كل إنسان أن يدعو إلى الفضيلة ويقلل من الرذيلة، لا ينبغي أن نربط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالهيئة، فالهيئة وغيرها مطالبون بأن يفقهوا ما هو المعروف وماهو المنكر، ثم إن الآيات والأحاديث بدأت بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نحن لو أمضينا 70 في المئة من جهودنا في المعروف لا نحتاج إلى 30 في المئة من النهي عن المنكر، هو سيقل تلقائياً.
ليس كل أعضاء الهيئة يفقهون هذا الأمر هناك جهل عام منهم ومن غيرهم في طريقة مخاطبة الناس وتغيير السلوكيات مشكلتنا ليست في المعروف لذاته، إنما في الطريقة لإيصاله إلى الناس، قد يكون هذا المنكر أو المعروف هو كذلك في نظرتك وتفكيرك لكنه مخالف لما تعوده الناس. كثير من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبني على العرف والعادات، نحن إلى الآن لم نتخلص من هذه العقد، ثم إنني أريد أن يكون نشر الفضيلة قيمة اجتماعية لا مهنة أو وظيفة بل خلق عام.
"عقلية التحريم والممانعة لدى الصحوة"
كتبت من قبل عن عقلية التحريم والممانعة، هل تحريم الحلال ظاهرة في الخطاب الإسلامي؟، وإذا كانت كذلك فما هي الأمثلة ومن يمارسها؟
- الظاهر في الخطاب الإسلامي الصحوي عقلية التحريم والممانعة، والتحريم يختلف عن الممانعة، فالتحريم حينما يجد شبهة دليل في أمر ما يحرمه عليك صاحب هذه العقلية، أو وجد دليلاً عاماً مع أن الدليل الخاص يحلل ذلك إلا أنه يحرمه، أما عقلية الممانعة فحينما لا يجد أي دليل يلجأ إلى المنع، فيقول: الأحوط تركه، مع أننا لو أخذنا شروط التحوط لم تنطبق، لو أخذنا سد الذرائع لوجدنا ما يسمى بفتح الذرائع في الجانب الآخر، فلماذا السد يفعل ويغفل الفتح، هناك فلسفة تعتبر العالم موقعاً عن الله"إعلام الموقعين عن رب العالمين"فاقتبسوا هذه العبارة كما اقتبسوا قبلها"لحوم العلماء مسمومة"، ليعطوا العالم هيلماناً فيصبح كل ما يقوله صحيح لا يأتيه الباطل.
مرحلة أخرى خطرة مررنا بها وهي"استحلاب الفتوى"فيصوغ الطالب السؤال على ما يراه هو لا ما يراه الشيخ أو سمع به أو لا كما هو الواقع والحال، وأصبحنا لا نحصي عدد الفتاوى التي نقرأها أو تأتينا على الفاكس أو على الإنترنت، ثم تجمع لتصبح مجموعة فتاوى الشيخ فلان، من دون أي بحث علمي وربط بالواقع.
خذ أمثلة أزياء المرأة فالزي هو قضية اجتماعية بالدرجة الأول ثم يأتي الشرع لينظم المسألة، فمثلاً لبس المرأة للبنطلون صدرت حوله وطبعت فتاوى تحرم ذلك، الآن لا يتحدثون عن هذه القضية لأن الواقع والمجتمع فرضها عليهم حتى وإن مانعوها. وهكذا لبس العبايات وحتى بعض ملابس الأطفال وقصات الشعر وموضات الزينة، فهذه هي فضيلة الفقيه، الفقيه ليس من يعلم الشر والخير، بل هو من يعلم خير الخيرين وشر الشرين، نحن نريد هذا النموذج.
"قضية المرأة السعودية أهم الأولويات"
من الواضح أن قضايا المرأة تشغلك كثيراً، لماذا كل هذا الاهتمام الذي ربما يأتي على حساب أشياء أخرى؟
- من نشأة تفكيري العلمي لفت انتباهي أن الوضع الفقهي والديني لم يعط المرأة حقها ولم يفهمها وليس مؤهلاً لما يمكن أن تنظره المرأة من تغيرات خطرة وتسارعات وتحولات عالمية، اعتقد أن هذا الانتباه كان باكراً وأفاد كثيراً، وربما كان بعض ما نقوله قديماً ويستهجن هو الآن طبيعي جداً، وأنا أؤمن بأن المرحلة المقبلة ستكون أكثر انفتاحاً، لكن في الوقت الراهن والماضي هناك سلوكيات تشتكي المرأة منها ويضيفها البعض للدين، يا سيدي المرأة الآن تضايق في المدارس والأسواق والمطارات وتضايق حتى في هاتفها، لم يتح لها فرصة أن تعمل وهو أسوء ما تواجهه المرأة، وجاء المتدين للأسف باحترازات مفادها المصادرة وعدم التمكين لها، نحن نلوم المتدين على هذه الاحترازات، وكذلك نلوم السياسي حينما يقصر في فرض الأمن للمرأة، ونلوم الجهة القضائية حينما لا تحمي المرأة، هناك تقصير من جميع جهات المجتمع لا يمكن أن يخرج مخرجات غير لائقة إلا حينما يكون في قاعدته فساد إما اقتصادي أو اجتماعي أو ديني أو سياسي، دائماً السلوكيات هي نتائج أفكار فهذه مشكلة.
الإنسان العربي قبل أن يكون مسلماً كانت لديه مشكلة مع المرأة، إذ كان يتخلص من الأنثى ويدفنها في التراب، هذه ليست قضية إسلامية في جذورها بل عند العرب قديماً، علينا أولاً أن نحل هذه المشكلة مع الفكر العربي ثم نتجه لحلها مع الإسلامي، لكن حلها بالعكس لا يؤدي إلى حل سيتمسك الإسلامي بكل قشور الأدلة التي جمعها ويعمقها ويفرضها على الواقع، هذه المشكلة هي في واقع الآباء والأجداد الذين لا يقرأون ولا يكتبون وليسوا علماء ثم انتقلت عرفياً ولو حتى باسم الدين مع الأبناء، إن مجتمعنا ذكوري لم يعط المرأة حقها.
لست بعيداً عن ساحة العراك الكلامية والاتهامات بالانتماءات الغربية ومحاولة تغريب المجتمع وتغيير أفكار الشباب من تطرف اليمين إلى اليسار، ما موقفك أنت؟
- لو كان الكلام عن التغريب قبل العولمة لكان مقبولاً أما اليوم أنت والعالم في دائرة واحدة وبالتالي لا اعتقد أن هناك ما يسمى بتغريب انتهى ذلك منذ زمن، من الممكن أن تقرأ" الواشنطن بوست"وأنت في بيتك، أنت لو أردت أن تبحث عن مصطلح"العلمانية"فالكلام فيها أشبع وأتى في فترة أكثر سخونة من الآن أيام حرب الخليج وبضجة كبيرة، بل وبحوث جامعية بكل أسف تصدر عن جامعاتنا، نحن لسنا في مجتمع علماني بل هم يا أخي روّجوا للعلمانية أكثر من أن يحاربوها.
هي حالة غربية ليست موجودة عندنا والكلام يطول في مصطلحها وتفسيرها، إذا كانوا يقولون أنها فصل الدين عن الدولة والقضاء على سلطة الكنيسة، ليس عندنا مشكلة مع المسجد الذي ليس له السلطة أصلاً المسجد يستنجد، جلست مع كثير من الشبان المهتمين بمناهضة العلمانية، ووجدتهم لا يعرفون معناها أصلاً، ويصنّفك من شكلك أو مما تكتبه بأنك علماني.
أيضاً الحكم ذاته ينطبق على عمل المرأة الذي لم يعد الحديث عنه ذا قيمة فالمرأة تعمل وفرضت نفسها ودخلت البرلمانات، ولدينا الآن مستشارات لمجلس الشورى، المرأة تتسارع مع العولمة، والمجتمع عندنا ليس متعقلاً ومفكراً وقارئاً فهو يحتاج إلى من يحركه ويثقفه، كنت قبل تجربة سوق الأسهم أظن أن مجتمعنا يصعب تحريكه، ولكن لما انخرط كبيرهم وصغيرهم، جاهلهم وعالمهم في الأسهم وخسروا جميعاً عرفت بعض الحقيقة عن مجتمعنا، هل لاحظتهم فترة الأسهم يتحدثون عن قضايا فكرية؟ أبداً لم يحدث ذلك، إنه مجتمع غير مقعد معرفياً.
صحيح أن كل طارئ هو حديث الناس، لكن في غير مجتمعاتنا - في المجتمعات الواعية - حتى الحدث السيئ يقرأ قراءة ايجابية وكيفية معالجته، في أحداث 11 أيلول سبتمبر ما الذي درسناه وقلناه وفعلناه؟ وما الذي كتب ونوقش في واشنطن أو لندن مثلاً؟ هم ضربوا ونحن الضحية.
الحصانة الحقيقية للقضاة هي الهيبة التي إن فرطوا فيها فقدوا حصانتهم!
هناك استقلال للقضاة عن السلطة السياسية لأن البلد نشأ على هيبة العالم والقاضي، والحصانة الحقيقية للقضاة هي الهيبة التي أن فرطوا فيها ففقدوا حصانتهم، بالنسبة لاستقلال القضاء من الجهة القضائية نفسها، فليست بالصورة المطلوبة، لا يزال ينقض اجتهاد القاضي باجتهاد مثله، ربما يكون له سبب أن تأهيل القضاة ليس بالتأهيل الكافي، كما أن عدد القضاة قليل جداً، وعدم وجود تخصص للقاضي، ففي كل ساعة ينظر القاضي في قضية أحوال شخصية وبعدها يقضي في قضية تجارية أو جنائية.
القضاء الآن يمر بمرحلة مخاض للنظام الجديد وهو قوي كما علمت وسيحل كثيراً من المشكلات، نحن في بلد فيه إمكانات، لكنها غير منسقة لسنا نعاني من الكوادر البشرية أو الموارد المالية، فإذا صدر النظام الجديد اعتقد انه سيحقق استجابة كبيرة لأن تجربة نظام المرافعات كانت جيدة وهو أول نظام قضائي يصدر بمعنى نظام حقيقي وهو نقلة لأنه يحتوي على أكثر من 800 مادة يرجع لها القضاة هو أمر جيد ولم يكن معهوداً، النظام الجديد سيغير شكل القضاء تماماً، إضافة إلى وجود أنظمة كنظام المحاماة الخليجي، ونظام الإثبات لدول الخليج، إذاً عند الحديث عن أنظمة جديدة نفهم أننا على مشارف مرحلة جديدة مشجعة.
وللأسف هناك نظرة دونية للمحامي وكأنه خصم للقاضي، لكن التصنيف العالمي للمحامي يعتبره أحد أعوان القضاة وفي بعض المحاكم العالمية توضع لافتة مكتوب عليها"مدخل القضاة والمحامين"لكن بحكم أن نظام المحاماة عندنا حديث وجديد ولأن ممارسات بعض المحامين خاطئة فقد أضافت للمهنة إضافة سيئة، على المحامي قبل دخوله للقاضي أن يستشعر مهمته وهي أن يكون عوناً للقاضي للوصول إلى الحقيقة وعند حصول هذا الشعور سيتكلم بحيادية ويتمثل أخلاق المحامي الحقيقي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.