مع بدء وزارة الزراعة تطبيق قرار إقفال محال بيع الدجاج الحي النتافات في مختلف مناطق السعودية اعتباراً من يوم الأربعاء الماضي، يواجه أكثر من 228 محلاً في مختلف مناطق المملكة تقدر استثماراتها بنحو300 مليون ريال مخاطر الخروج من السوق وتعرضها إلى خسائر كبيرة خصوصاً مع عجزها عن إنشاء مسالخ خاصة بها. وتشير التقديرات إلى أن قرار إغلاق النتافات ستنعكس آثاره على مبيعات الدجاج اللاحم في المملكة، إذ من المتوقع ان تشهد المرحلة المقبلة ارتفاعاً في مبيعات الدجاج اللاحم إلى أكثر من 600 ألف طن والبيض إلى 3600 مليون بيضة سنوياً. وفي مسعى لتدارك المخاطر التي قد تنجم عن إغلاق النتافات، سعى مستثمرون في قطاع الدواجن إلى تأسيس 8 مسالخ جديدة للدواجن خلال الأشهر القليلة المقبلة، وسط تقديرات تفيد بأن كلفة تغطية المملكة بشبكة من المسالخ تزيد على بليون ريال. وقال سعود سالم الدوسري صاحب عدد من محال الدواجن في الرياض، ان قرار إغلاق النتافات من الناحية الصحية يعتبر ايجابياً، ولكن من الناحية التجارية يعتبر سلبياً، فالقرار يسبب خسائر لعدد كبير من أصحاب المحال الصغيرة التي ستخرج من السوق من دون تعويض، كما لم يضع في اعتباره الخسائر المترتبة على خروج اكثر من 20 في المئة منها من السوق بسبب عجزها عن إنشاء مسالخ خاصة. وأوضح أنه حاول أن يندمج مع عدد من المحال لإنشاء مسلخ كبير ومتطور، لكن كلفة إنشائه بحاجة الى رأسمال كبير، وهو ما أدى إلى فشل تلك الخطوة. من جهته قال رئيس الجمعية التعاونية لمنتجي الدواجن عبدالله بكر قاضي ل?"الحياة"، ان الاتجاه الى انشاء مسالخ للدواجن سيكون نقلة نوعية وصحية لإنتاج دواجن نظيفة تناسب حاجات المستهلك وفق إجراءات صحية متطورة، اضافة الى رفع حجم عدد الدواجن المسلوخة الى اكثر من 4 ملايين سنوياً ما يسهم في توفير دواجن مسلوخة بطريقة متطورة وصحية. وأوضح قاضي أن هناك عدداً من المستثمرين في مشاريع الدواجن الصغيرة اندمجوا مع بعضهم البعض، وأنشأوا مسالخ خاصة بهم، ووقع مستثمرون آخرون عقوداً طويلة الأجل مع بعض المسالخ القائمة، داعياً المسالخ الصغرى الى التعاون مع بعضها وتوقيع عقود مع أصحاب المسالخ المتطورة. وكانت وزارة الزراعة أكدت أن أصحاب المشاريع الصغيرة، لن يكون بمقدورهم تسويق منتجاتهم وهي حية لضمان عدم حدوث أية إصابات أو أمراض لدى المستهلك من خلال ذبح الدجاج بالطريقة التقليدية والبدائية عبر"النتافات"التي تسهم كثيراً في نقل وانتقال مرض أنفلونزا الطيور بسهولة، وكذلك نقل الطفايات التي تتسبب فيها هذه"النتافات"التي عادة ما يستخدم فيها الماء أثناء عملية الذبح ونتف الريش من الدجاج مرات عدة. وأكدت أن أصحاب المشاريع الكبيرة لتربية الدجاج سيقومون بذبح الدواجن آلياً في المسالخ المعدة لذلك ليمر الطير ب12 عملية كفيلة بالقضاء على جميع أنواع الجراثيم التي يحتمل أن يكون الدجاج حاملاً لها، ومن ثم يقوم صاحب المشروع والمسلخ الآلي ببيع الدجاج وتوزيعه في السوق إما مجمداً أو مبرداً. يذكر أن هناك دراسات أعدتها وزارة الشؤون البلدية والقروية خلصت إلى إصدار دليل للاشتراطات الصحية والفنية لإنشاء مسالخ الدواجن، ويعد هذا الدليل مرجعاً بين يدي الجهات المختصة والراغبين في إقامة مثل هذه المشاريع للعمل بموجبه عند التخطيط لتنفيذها. ويتضمن الدليل شروط وضوابط العمل بهدف المحافظة على صحة وسلامة المستهلك والمحافظة على البيئة، ويعنى بتطبيقه المستثمرون في مجال ذبح وتجهيز الدواجن. ويقدر حجم الاستثمار في قطاع بيع الدواجن الحية بحوالى 7 بلايين ريال، وشهد القطاع في السنوات الماضية تراجعاً في مبيعات الدواجن الحية في المملكة وصل الى أكثر من 40 في المئة مع ارتفاع الطلب على اللحوم.