تتميز شخصية المرأة عن غيرها في حياتها العلمية والعملية حين قيامها بدورها وتصديها لأمور الحياة المختلفة بالحيوية والثقة العالية بالنفس والتفاؤل بالنجاح، ذلك لأنها تنظر إلى الأمور بواقعية وتواجه قدرها بشجاعة وأمل، وبذلك فهي تنطلق في حياتها بفيض غزير من التفاؤل يزين تصرفاتها ويكمل شخصيتها. والتفاؤل من الصفات الرئيسة لشخصية المرأة الناجحة، لأنه يضفي عليها الهدوء والراحة والقوة والثبات والطمأنينة، وكلها عناصر لا غني عنها لتحقيق النجاح، فهي أمور تسهم في جعل علاقة المرأة بمن حولها علاقة مودة وصداقة وتحفز على العمل بحماسة وحيوية وانفتاح، ما يدفعها نحو شاطئ العطاء والتقدم، وأحب الرسول"صلى الله عليه وسلم"الفأل الحسن وكره الطيرة التشاؤم، فكان يأمر من رأى شيئاً يكرهه ويتطير منه أن يقول:"اللهم لا يؤتي الخير إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك". ومن أهم الأمور التي يجب على المرأة أن تلتزم بها في تعاملها مع الآخرين إدخال السرور إلى قلوبهم، فالعلاقة بين أفراد المجتمع قائمة على روابط الصداقة والمحبة والإخلاص، وهي بدورها تخلق نوعاً من الانسجام المتبادل يستوجب عيشاً حميماً مشتركاً، ولكن لابد من رعاية المشاعر والعواطف التي لدى الإنسان، والمطلوب إشباعها لتسهم في تكامل شخصية المرأة وتوازنها وسعادتها، وبالتالي إلى تقوية بنيان العلاقات الإنسانية، وهذا لا يتم إلا بالقيام بالأعمال التي من شأنها أن تفرِّج هم الآخرين وتدخل السرور إليهم والتحدث معهم في الأمور التي تبعث التفاؤل، وهذا الخلق الإنساني ينطلق من وعي وإدراك للحياة الاجتماعية وما ينبثق من تفاؤل وزرع المحبة، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم"تفاءلوا بالخير تجدوه". ولكي يكون الشخص متفائلاً ويحظى بالسعادة، عليه أن يقتسمها مع الآخرين، والسعادة الحقيقية تأتي من التفاؤل الحسن، وتجد أن المرأة تكابد في الحياة لتحقيق أهدافها وطموحاتها، ولكن لابد أن تتعرض لمصاعب وعقبات تحول بينها وبين ما تصبو إليه، فالظروف والأوضاع ليست بحسب ما تريد، فالحياة متقلبة الأحوال ما يؤدي في بعض الحالات إلى فشلها في سعيها نحو الوصول إلى هدفها، وأن هذا الفشل الذي تواجهه المرأة في حياتها لابد أن ينتج حالات معينة تؤثر سلباً أو إيجاباً على حياتها، لذلك فإن عليها أن تعرف كيف تتعامل معها، فإذا نظرت المرأة إلى أنه نهاية الطريق والهزيمة، فإنها ستظهر عليها حالات من الإحباط النفسي والتشاؤم المفرط والنظرة السلبية للأمور، لتنعكس سلباً على نفسيتها بصورة قوية، فتحولها عن إتمام مسيرة حياتها بصورة سليمة. أما إذا تعاملت مع الفشل على أنه حال طبيعية وتفاءلت بالخير، لقيت طريق النجاح، وأن المرأة قد تخفق أحياناً في تحقيق ما تريده ولكنها تنجح عند النظر للأمور بواقعية، ولابد أن تخلق فيها قوة دافعة تزيد من معنوياتها، وتقوي إرادتها، وتعمق فهمها للحياة، وبالتفاؤل والعمل الحسن يشق الإنسان طريقه نحو النجاح في الدنيا والآخرة، وبخلاف شخصية المرأة المتشائمة التي توصف بالسلبية، فهي دائماً تنظر للأمور نظرة سلبية، وتنظر للحياة نظرة يأس وحزن وألم، وتعيش في خوف وقلق، وتحول الصواب إلى خطأ والخير إلى شر، الأمر الذي يؤدي بها إلى التردد والجمود الفكري، والانطواء على الذات والبقاء في الهموم والآلام والانهيار النفسي والعصبي... ولكي تنعم كل امرأة بالعافية والسعادة وتحمل المجتمع معها إلى عالم السعادة عليها أن تكون متفائلة في هذه الحياة. * إعلامية سعودية [email protected]