الرؤية الاماراتية تقول هيلين كيلر: «التفاؤل هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجازات». التفاؤل هو الوقود الذي يساعدنا على الاستمرار في الحياة، إنه طريق السعادة وتحقيق الأمنيات، وأحد مسببات النجاح للكثير والدافع لتحقيق الأحلام. فالإنسان الناجح بطبيعته متفائل لا يوجد في قاموسه مسمى التشاؤم حتى بعض الإخفاقات هي له مجرد تجارب وخطوات، لأن همه الوحيد الوصول إلى النجاح دون النظر إلى الخلف متغلباً على الصعاب والعراقيل التي يواجهها أثناء سيره مكتسباً الخبرة من وجودها. والتفاؤل حقيقة ما هو إلا ثمرة يجنيها المرء بحسن ظنه بربه ومن ثم حسن ظنه بقيمة نجاحاته الباهرة، ولعل هذا ما نلتمسه في حياة الإنسان بصفة عامة وحياة المسلمين بصفة خاصة. ولعلَّ قصة الحمَّال الذي أراد أن يكون حاكماً للأندلس من أكبر الأمثلة على التفاؤل، حيث كان يجلس مع صديقيه ويروي عليهم حلمه بأنه سيكون حاكماً للأندلس في يومٍ ما، ومنح صديقيه أيضاً فرصة الحلم إذا أصبح حاكماً ماذا يريدان أن يحققه لهما، فالأول كان متشائماً فقال: إذا أصبحت حاكماً للأندلس أريدك أن تضعني على ظهر حماري وتجعل وجهي للخلف وتجعل جنودك يضربونني بالعصي ويقولون هذا الكذاب هذا الكذاب، والآخر كان إيجابياً ومتفائلاً في أمنيته فقال: أريد قصراً كبيراً وحصاناً أبيض وجواري حساناً. التحق الحمَّال بالشرطة وتدرج في المناصب حتى تحقق حلمه وأصبح حاكماً، وبعد مدة أرسل إلى أصدقائه ليذكرهم بما تمنوا ويحققه لهم، فالأول جعلهم يضعونه على حماره ويفعلون به ما أراد، والآخر أعطاه القصر والحصان والجواري الحسان. فسأله وزيره لم قسوت على الأول وأكرمت الثاني، فقال: ليعلم أن الله على كل شيء قدير. فالتفاؤل صفة حميدة وجليلة أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بها حيث قال: (تفاءلوا بالخير تجدوه)، وهو وسيلة ضرورية ومهمة ومن أسباب الاستقرار النفسي للإنسان، حيث به يكون بمزاجٍ أفضل وصحةٍ جيدة ومهما كانت المعوقات التي تصادفنا في حياتنا علينا أن نتفاءل ونقضي عليها وكل ذلك بالعزيمة والإصرار وثقتنا بأنفسنا متمسكين بالأمل، يقول أفلاطون: «الحياة أمل، فمن فقد الأمل فقد الحياة». وقد ينقسم الناس في نظرتهم للتفاؤل إلى قسمين ليكونوا كقطبي المغناطيس، إما إيجابياً يجذب الشخص إليه الفلاح تلو النجاح وإما سلبياً يجذب إليه الفشل تلو خيبة الأمل. فكن مع ركب الإيجابيين المتفائلين الناظرين إلى ضوء الشمس لا إلى ظلام الليل.