«وراء كل رجل عظيم امرأة» ما زال قطاع غير قليل من النساء اليوم يطبقن هذا المثل ويعدن ترجمته بلغة مختلفة ليصبح «وراء كل رجل ناجح امرأة متفائلة»، «ووراء كل امرأة متفائلة زوج متعاون»، فالنساء المتفائلات يحققن نجاحاً منقطع النظير لأزواجهن ولأنفسهن في الحياة العملية والأسرية. «الجزيرة» تلتقي عدداً من النساء المتفائلات في حياتهن واللاتي تركن بصمة في تغيير مسار الأزواج والأسرة للأفضل وترصد تأثير هذا التفاؤل الإيجابي على سير حياتهن بشكل عام. بسمة البسام سيدة أعمال تروي قصة نجاحها وارتباطها بتفاؤلها الدائم قائلة: تفاؤلي لا يقتصر على العلاقة الزوجية التي نجحت منذ ارتباطي بزوجي منذ 25 عاماً وحسب، ولقد تعرضنا لأزمات مالية صعبة كان لها تأثير سلبي على حياتنا ولو أننا استسلمنا لها لانتهينا وما استطعنا تحقيق شيء من طموحاتنا، كنا نقاوم ذلك بالتفاؤل. زوجي خسر في بداية حياته العملية كل أمواله في الأسهم، ما سبب له حالة نفسية سيئة جعلته طريح الفراش لأكثر من ثلاثة أشهر؛ ولثقتي بالله ثم بالتفاؤل تغلبت معه على هذا الوضع المرضي والمالي فبدأ زوجي مرة أخرى يخطو خطوة تلو الأخرى حتى استعاد ما خسره. واختتمت البسام كلامها بأن الرسول صلى الله علية وسلم حث الناس على التفاؤل عندما قال،: «تفاءلوا تنالوا الخير ويسروا ولا تعسروا». وتعرضت هبة نصار (ربة منزل) لأزمة مشابهة، تقول: التفاؤل طريقتي للشعور بالسعادة في ظل هذه الحياة القاسية، فمن أدوار الزوجة والأم التلطيف من جو الحياة. أذكر أن زوجي جاءني يوما شاحب الوجه مصفرا وتوقعت أن كارثة قد وقعت وعندما سألته أخبرني بأنه فصل من عمله، وقتها كنا أحوج ما نكون للمال من أي وقت آخر نظرا لبعض الديون، وعلى الفور ابتسمت ابتسامة خفيفة وقلت له هون عليك نحن الآن أصبحنا أفضل حالا من ذي قبل وأعطيته ذهبي وقلت «خذ هذا الذهب وبعه وسدد كل ديوننا أما عن العمل فلا تحمل هما لأن الله يكفينا الطعام والشراب». وتستطرد هبة قائلة،: وجه زوجي الذي كان شديد الشحوب ابتسم وعادت ملامحه إلى ما كانت عليه، فالتفاؤل مهم جدا في حياتنا اليومية. بالتفاؤل نصنع المعجزات هدى عبدالله (موظفة) تقول: التفاؤل في حياتي مهم للغاية فأنا من الذين يسيرون في هذه الحياة بانضباط شديد وأعمل لكل شيء حسابه. لقد تعلمت أن أتفاءل مع أشد الأزمات وأتوجه بنيتي إلى الله طالبة الصبر على المكاره. ولفتت عبدالله إلى أنها جربت أن تكون متفائلة وغير متفائلة ووجدت اختلافا شديدا بين الحالتين، فالتفاؤل حسب قولها كان سببا في حل كثير من المشكلات التي تقابلها مع الحياة اليومية مع زوجها لأنه كان مسرفاً للغاية وهي على عكسه فعندما تفاءلت بقدرتها على تغييره وإقناعه بضرورة الاعتدال في إنفاقه ساعدها ذلك في الوصول إلى حل وسط. أما المعلمة المتميزة في عملها مريم هاشم فأشادت بشخصية زوجها المتفائل ومواقفه التي تغلب عليها بتفاؤله وصبره في نفس الوقت، وكم وقف إلى جوارها وساندها وشجعها على النجاح في عملها. واختتمت هاشم حديثها بالقول: إذا كان وراء كل عظيم امرأة فإنني أؤكد لكم أن وراء كل عظيمة رجل عظيم. الرجال يحبونها متفائلة ويرى المستشار القانوني خالد جودة أن كل الرجال يحبون المرأة المتفائلة التي تدخل السرور على قلوبهم وتخرجهم من حالة الحزن وضغط الشغل إلى حالة الفرح والانشراح. ويضيف أنه اضطر للزواج من أخرى بعدما حذر زوجته أكثر من مرة من أنها قليلة التفاؤل وغير سعيدة طيلة الوقت وهذا يؤثر على العلاقة الزوجية يوماً بعد الآخر، يقول جودة: «طبيعة المرأة جنس لطيف فهن بتفاؤلهن يخففن ضغوط الحياة ويعدن لها رونقها من جديد». وتؤكد أخصائية علم الاجتماع تهاني جمال أهمية التفاؤل بالنسبة للنساء. تقول: الرجل دائما ينجذب للمرأة المتفائلة ويشعر بأنها مؤثرة في حياته العامة، وبالتالي فالنساء المتفائلات هن الأكثر جاذبية بين كل نساء العالم فالجاذبية ليست في اللون والبشرة والهيئة وإنما في الصفات النفسية للمرأة والتي تكمن في تفاؤلها. وتفاؤل المرأة لا يأتي من فراغ بل على خلفية دين وخلق قويم وزوج متعاون ومخلص وعطوف وأبناء ورثوا منه هذه الصفات ولولا تشجيع الزوج لزوجته في عملها ووقوفه إلى جوارها لما انطلقت وتألقت وأبدعت وتفوقت، أما إذا كان أنانيا لا يرى إلا نفسه ولا يثمن مهارات ونجاحات زوجته فإنه سيتحول إلى حجر عثرة في طريقها، علماً بأن المرأة المتفائلة محبوبة من كل الذين يحيطون بها ويفضلون التعامل معها عن المرأة التي تقدم سوء النية أو تخلق من القوانين واللوائح حاجزا بينها وبين المجتمع. وتشير تهاني جمال لدراسة أمريكية تفيد بأن النساء المتفائلات بطبعهن أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب أو الوفاة مبكرا. ووجدت الدراسة التي أجريت على مائة ألف سيدة ونشرت في مجلة «سيركيليشن « أن المتشائمات يعانين ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول فيه، وفي ختام كلامها قالت (تفاءلوا بالخير تجدوه).