كشفت المشرفة على حملة «الشرقية وردية 3» رئيسة قسم الأشعة في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر الدكتور فاطمة الملحم، أن الحملة تسعى لإجراء الكشف على خمسة آلاف سيدة على مستوى المنطقة الشرقية، لتحديد إصابتهن بسرطان الثدي، من عدمه. وقالت: «وصلنا إلى 2250 فقط، ونسعى من خلال حملتنا المستمرة طوال العام، للوصول إلى العدد المطلوب». وقالت الملحم، بعد مشاركتها في تدشين الحملة مساء أول من أمس، في محافظة القطيف: «نريد أن يكون الكشف المبكر ثقافة في المجتمع، لأن حالات الإصابة بسرطان الثدي في ازدياد، وأكبر عائق يواجهنا هو عدم تواجد مراكز للرصد والأبحاث، لنصل إلى إحصاءات محددة، نبدأ العمل على أساسها»، مشيرة إلى افتقارهم إلى «كوادر طبية مؤهلة، ترغب في تطوير قدراتها من أجل الصالح العام، تشارك في هذه الدراسة، وألا يكون هدفها منحصراً في الحصول على الوظيفة»، مضيفة أن «توجه المملكة الحالي لتشجيع البحث العلمي، سيشكل دافعاً كبيراً لنا، لإجراء الدراسة». وأكدت أن حملات الكشف المبكر عن سرطان الثدي «أصبحت موجهة إلى كل محافظة في المنطقة. وهناك خطط للتوجه إلى محافظات لم نزرها من قبل، لاستيعاب الشرقية كاملة». ولفتت إلى ارتباط السرطان في نوعية معينة من الأغذية، وبخاصة التي «تحوي الاستروجين العالي، إذ لها دور كبير جداً في تكون الخلايا السرطانية»، مبينة أن «80 في المئة من حالات السرطان لها علاقة وطيدة مع سرطان الثدي. كما أن بين خمسة إلى 10 في المئة من الإصابات مرتبطة في عامل وراثي. والبقية نتيجة تغيرات بيئية أو الغذاء»، مشيرة إلى ما يشاع عن ارتباط المرض في حرب الخليج، وتسرب النفط. وقالت: «لا توجد دراسة تؤكد ذلك أو تنفيه إلى الآن. كما لم يثبت أن عمليات التجميل للثدي باستخدام السليكون، سبباً للإصابة». بدوره، أكد استشاري الأورام الدكتور عادل الخطي، في كلمة ألقاها في افتتاح الحملة، أن الهدف منها «توعية المجتمع حول سرطان الثدي. والتركيز على هذا المرض لأنه أكثر سرطان يشخص بين النساء في معظم أرجاء المعمورة، بما فيها المملكة، إذ بلغت حالات السرطان المُبلغة للسجل السعودي للسرطان في آخر تقرير أصدره للعام 2007، 9124 حالة، منها 1259 حالة سرطان ثدي»، مبيناً أن هذا العدد يمثل «26 في المئة من مجموع حالات السرطان لدى النساء، و13.8 في المئة من مجمل حالات السرطان المشخصة في الجنسين في المملكة». وقال الخطي: «على رغم أن نسبة الإصابة، وعدد الحالات في المملكة، لا يزال قليلاً مقارنة في الدول الغربية، إلا أنها في تزايد مستمر، ولأن نتائج العلاج والشفاء التام من سرطان الثدي لها صلة وثيقة في مرحلة اكتشاف المرض، إذ يُشْفَى أكثر من 90 في المئة من المريضات اللاتي يُشخصن في المراحل المبكرة، وتقل نسبة من يُشفون كلما تقدمت الحالة، لذا كان من الضروري بذل قصارى الجهود لاكتشاف المرض في مراحله المبكرة، حتى يسهل علاجه، والقضاء عليه». وذكر أن وسائل الكشف المبكر تشمل «توعية النساء خاصة، والمجتمع ككل بأعراض المرض المُبكرة، وتشجيعهن على إجراء الفحوصات اللازمة من كشف طبي وإشعاعي، بحسب إرشادات الطبيب». وانطلقت حملة «الشرقية وردية3» مساء أول من أمس في القطيف، إذ ستتواجد سيارة «الماموغرام» بالقرب من مجمع «القطيف سيتي مول»، طوال أسبوعين. وتسجل مواعيد الكشف بمعدل 10 إلى 15 حالة يومياً. وسط إقبال «كثيف» من السيدات. وكان لافتاً للانتباه تواجد سيدات علقن بطاقة حملت كلمة «شفيت»، في إشارة إلى شفائهن من المرض، ما كان باعثاً كبيراً لسيدات أخريات لإجراء الفحص المبكر. كما ستتوفر سيارة «ماموغرام» أخرى خلال الأشهر المقبلة، لتستوعب محافظات الشرقية كافة، مع تواجد مختصات لتدريب السيدات على الفحص الذاتي. وأوضحت الملحم أن مدة الفحص بأشعة «الماموغرام» تستغرق نحو ربع ساعة. وشارك فريق «الصحة والبيئة» التابع لجمعية العطاء النسائية في القطيف، في الحملة، ضمن وقفة تضامنية للتشجيع على الفحص المبكر عن سرطان الثدي، تحت عنوان «يداً بيد متشابكات الأيدي موشحات بالوردي». وقالت رئيسة الفريق هنادي آل سيف: «ستكون مشاركتنا ضمن الحملة ترفيهية للأسبوع الأول فقط، إلا أن سيارة «الماموغرام» ستتابع عملها في الأسبوع الثاني، ومن ضمن الفعاليات الرسم على الوجوه، وكلمة يوجهها الأطفال للأمهات، لحثهن على الفحص المبكر، مع وضع شريط وردي اللون، ومساءً ستقام أنشطة توعية للأطفال ومسرح عرائس يومي الأربعاء والخميس». النساء تجاوزن مرحلة «الخجل والتردد» في الفحص