واشنطن، لندن - «الحياة»، أ ف ب - فيما يشكل إحراجاً بالغاً للرئيس الاميركي باراك اوباما، افادت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية امس في تقرير لها، أن الحكومة العراقية تدعم سياسياً ومالياً النظام السوري، على غرار ما تفعل إيران، وعلى عكس السياسة الاميركية التي تريد تكوين تحالف من الدول العربية لعزلة النظام السوري. وأوضحت الصحيفة أن بغداد تستضيف حالياً وفدين سوريين، ووقّعت معهم اتفاقيات لتوسيع العلاقات التجارية بين البلدين. كما عرضت عليهم بغداد تقديم دعم سياسى. واستقبل العراق 100 من كبار الموظفين ورجال الأعمال السوريين ضمن وفد برئاسة وزير التجارة السوري محمد نضال الشعار، واستمرت الزيارة اسبوعاً أسفرت عن معاهدة جديدة لدعم العلاقات التجارية بين البلدين التي تصل حالياً الى حوالى ملياري دولار في العام. وامتدح وزير التجارة العراقي خيرالله بابكر المعاهدة وتحدث عن الاهتمام ب «دعم القطاع الخاص في كلا البلدين». لكنه لم يشر الى العقوبات او إلى الانتفاضة السورية. وأشارت الصحيفة إلى أن مبادرات القادة العراقيين جاءت متعارضة مع مساعى الولاياتالمتحدة كسب تأييد حلفائها فى الشرق الأوسط فى إطار حملتها لعزل النظام السوري الذي يعاني ايضاً من تخفيض الكثير من الدول العربية العلاقات معه. وأفادت «واشنطن بوست» أنه بعد مؤشرات متعارضة من بغداد حول دعم النظام السوري، تحدث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مشدداً، على رفض تغيير النظام في سورية خلال مقابلة اذاعها التلفزيون العراقي في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي. وقال المالكي موضحاً رفضه للموقف الأميركي الداعي الى تخلي الرئيس السوري بشار الاسد عن الحكم: «نعتقد ان سورية ستتمكن من التغلب على أزمتها عبر إصلاحات». وهو الموقف السياسي نفسه لإيران، فقد دعا الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إلى عدم التدخل في الشأن السوري وترك دمشق تقوم هى بالإصلاحات الداخلية الضرورية. وقال ديفيد بولوك، المستشار السابق في شؤون سياسة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الاميركية خلال ادارة جورج بوش، إن هذا «يمثل نفوذ ايران، لأن المحافظة على نظام الاسد يصب تماماً في المصلحة القومية الايرانية. وإيران تحتاج الى الدعم العراقي لانقاذ حليفها في دمشق». وأعرب مسؤولون اميركيون عن خيبة املهم نتيجة اتفاقيات التعاون بين العراق والحكومة السورية، واشاروا إلى أن دولاً شرق اوسطية أخرى ترددت في التخلي عن النظام السوري في وقت لا تزال فيه نتيجة الانتفاضة يلفها الغموض. إلا ان مسؤولي الاستخبارات الاميركية توقعوا ان تقود الانتفاضة السورية في النهاية إلى اطاحة النظام. ومع ان قادة عراقيين انتقدوا القمع ضد المدنيين في سورية، مثلما فعل احمدي نجاد علناً، فإن مسؤولين عراقيين رفضوا مطالبة الاسد بالتخلي عن الحكم او الاعراب عن دعم المعارضة السورية. وقال خبير الشؤون السورية ومؤلف كتاب «عرين الاسد» اندرو تابلر، إن «العراق يرسل خط نجاة للأسد» بهذه السياسات.