قال نجم الكرة التونسية السابق عادل السليمي، إنه يتمنى لو قُدر لعميد لاعبي العالم ماجد عبدالله الاحتراف خارجياً، مثنياً في الوقت ذاته على اللاعب سامي الجابر، واصفاً إياه بأنه صاحب البطولات العالمية الأربع. وأكد السليمي تميز الكرة السعودية عربياً في المشاركة عالمياً، وأبدى استغرابه من عدم وجود محمد نور والمنتشري وعبدالغني في قائمة المنتخب السعودي الأول، جاء ذلك في حوار أجرته معه"الحياة"، جاء على النحو الآتي: الكرة التونسية حالياً ليست كما كانت في السابق، ماذا حصل لها من وجهة نظرك؟ - بعد أن شاركنا في كأسي العالم 1998 و2002، وقدمنا مستويات طيبة وحققنا بطولة أمم أفريقيا، اعتزل معظم اللاعبين وأنا منهم، والآن نحن في مرحلة انتقالية وستعود بعدها الكرة التونسية أفضل حالاً كما كانت في السابق. الملاحظ أن معظم اللاعبين التونسيين المحترفين في الدوري السعودي يحققون نجاحات جيدة، ما السر في ذلك من وجهة نظرك؟ - اللاعب التونسي لديه امكانات تساعده في الاحتراف في أي بلد، سواء أكان أوروبياً أو عربياً، وهناك أمثلة كثيرة للاعبين التونسيين المحترفين في الدوري الأوروبي، كما أن الأندية السعودية تسعى دائماً للاختيار الصائل للاعب. هل ترى أن الجيل الحالي بإمكانه أن يصل إلى مستوى الانجازات التي تحققت لكم؟ - بكل تأكيد جيلنا كان مليئاً بالنجوم، أمثال شكري الواعر وزبيربيه، لذلك قدما أنفسهما بشكل قوي طوال فترة انضمامهما للمنتخب في ذلك الوقت، والآن اعتقد أن هناك مجموعة ينتظرها مستقبل باهر، وعموماً ما واجهه المنتخب التونسي يحصل عند جميع المنتخبات العالمية، فعند اعتزال مجموعة من اللاعبين في وقت واحد يحتاج المنتخب إلى الوقت حتى يكتسب اللاعبون الشباب االخبرة الكافية للمشاركات القارية والعالمية. المحترف التونسي في نادي النصر السعودي عصام المرداس اقل اللاعبين بروزاً في الوقت الحالي، في حين أن المراقبين كانوا يتوقعون له أن يقدم عطاء أكبر مما قدم؟ - عصام المرداس نجم كبير، ولكن المشكلة تكمن في أنه لم يتأقلم مع زملائه، والسبب في ذلك يعود إلى مدرب الفريق، فما لاحظته هو أن اللاعب لا يشارك باستمرار مع الفريق، ولا شك في أن مثل ذلك يؤثر في مشوار أي لاعب أياً كان، ولو لم يكن المرداس جيداً لما وصل إلى قائمة المنتخب التونسي الأساسية، وهو السبب الذي دعا إدارة النصر إلى التعاقد معه. يبدو من حديثك أنك تتابع الدوري السعودي؟ - نعم، أنا متابع جيد للدوري السعودي، واعشق الأهلي، وما يميز هذا الدوري هو تعدد الأبطال فيه وبروز فريق بشكل سنوي، وهذا ما يجعل التنافس كبيراً ومثيراً بين الأندية، ولا تنس الامكانات المتوافرة لدى اللاعب السعودي من ناحية الأندية والملاعب الراقية العالمية وأيضاً المتابعة الجماهيرية الكثيفة لمباريات الدوري، ولكن الشيء الغريب هو تعثر الأندية السعودية الكبيرة في مشاركاتها الخارجية، مثل الشباب والاتحاد والأهلي الموسم الماضي، كذلك تعثر الأندية السعودية في البطولة العربية أيضا، فإمكانات هذه الأندية كبيرة جداً مقارنة بغيرها من الأندية. كيف ترى مستوى اللاعب السعودي، وهل يمكنه الاحتراف خارجياً؟ - الشيء الذي تفتقده الكرة السعودية حالياً أو سابقاً هو احتراف اللاعب السعودي خارجياً، فهناك أسماء كبيرة لو تيسر لها الاحتراف الخارجي لكان لها شأن في تطور المنتخبات الوطنية بشكل أقوى وأفضل، فإمكانات اللاعب السعودي جيدة وتساعده في الاحتراف متى ما كان الاختيار صائباً من اللاعب للفريق الذي سيلعب له، وبكل صدق أتمنى أن أرى لاعبين سعوديين يشاركون في الدوري الإنكليزي والإيطالي والفرنسي. هل هناك أسماء سعودية تجد أنها تستحق الاحتراف خارجياً؟ - بكل تأكيد، هناك أسماء كبيرة تستحق أن تكون في الدوري الإنكليزي، أمثال ياسر القحطاني ومحمد نور ومالك معاذ وسعد الحارثي وسعود كريري وحمد المنتشري، وهذه الأسماء جديرة بذلك، نظراً لمستواها المعروف على المستوى العربي والآسيوي والعالمي، وأتمنى أن تسمح الأندية للاعب السعودي بالاحتراف خارجياً، كي يجد فرصته في الوصول إلى العالمية. كيف ترى مستوى الكرة العربية عموماً؟ - الكرة العربية متطورة خصوصاً في منطقة الخليج، فهناك منتخبات تستحق الاحترام لتطورها المذهل في فترة وجيزة ويعود ذلك للاهتمام من المسؤولين في تلك الدول، ولعل وصول دولتين عربيتين لنهائي بطولة أمم آسيا 2007 الأخيرة التي حققها العراق لخير دليل على المستوى الجيد لمعظم دول المنطقة، كما انه لا بد من الحرص على إحراز قصب السبق على دول الشرق أمثال اليابان وكوريا والصين، كي تبقى الزعامة عربية آسيوية، وهذا ما أتمناه. شاهدت المنتخب السعودي في بطولة أمم آسيا 2007 الأخيرة، كيف ترى مستواه؟ - قدم لاعبوه مستوى كبيراً على رغم نقص الخبرة والزج من مدرب المنتخب السعودي آنغوس باللاعبين الصاعدين في سن الشباب، كأول مشاركة لهم أمام منتخبات كبيرة كاليابان وكوريا، ومع ذلك لعب المنتخب مباريات غاية في الروعة، وبصراحة خسر في المباراة النهائية بسبب الخبرة، التي ساعدت منتخب العراق في تلك المباراة. هل هناك لاعبون ترى ضرورة انتظامهم ضمن تشكيلة المنتخب السعودي؟ - هناك اسماء استغرب عدم وجودها في المنتخب السعودي امثال محمد نور وحمد المنتشري وحسين عبدالغني، ولا ادري ما السبب، لكن تبقى مصلحة المنتخب هي الأساس، وفي نظري اذا كانت هناك أية مخالفة من أي لاعب فيجب ان يكون العقاب مادياً بالخصم من راتبه أو المكافآت التي سينالها مع السماح له باللعب في صفوف المنتخب مع زملائه، وارى من وجهة نظري ان اللاعب محمد نور يعتبر أفضل لاعب آسيوي، ويستحق الاحتراف خارجياً، فهذا اللاعب يستطيع ان يبدع متى ما وجد المساحة داخل الملعب. وفي المقابل لابد من ان يكون اللاعب عند حسن ظن من اعطاه الفرصة ووثق به، بان يكون لاعب المنتخب الأول في بلاده. كيف ترى حظوظ المنتخب السعودي في الوصول إلى كأس العالم المقبلة 2010 المقامة في جنوب افريقيا؟ - المنتخب السعودي لديه الإمكانات التي تساعده في الوصول إلى كأس العالم والمشاركة بفاعلية، فالتشكيلة متى ما تم تطعيمها بلاعبي خبرة تستطيع ان تصل إلى كأس العالم. وعموماً المنتخب السعودي ليس غريباً على نهائيات كأس العالم، فهو المنتخب العربي الوحيد الذي شارك لأربع مرات متتالية، ولاشك أن اهتمام مسيري المنتخب السعودي ومسؤوليه كان له دور في ما تحقق، فتوفير كل المتطلبات من شأنه المساعدة في الارتقاء بالمنتخب والمشاركة في كأس العالم قمة المنافسات الكروية العالمية، والتي يحلم كل منتخب بالمشاركة فيها. بحكم متابعتك للمنافسات السعودية من اللاعبون العالقون بذاكرتك؟ - في السابق كنت من المعجبين وبشكل كبير بالنجم السعودي الفذ ماجد عبدالله الذي لو وجد فرصة في الاحتراف الخارجي لكان من افضل لاعبي العالم، فهو هداف غير طبيعي اضافة إلى الاخلاق التي تميز بها هذا النجم. وايضاً سامي الجابر نجم المشاركات العالمية في نهائيات كأس العالم، إذ كان لي الشرف ان لعبت امام هذا اللاعب الذي قدم لناديه الهلال والمنتخب السعودي الشيء الذي يفتخر به أي لاعب يمارس كرة القدم، ولا يمكن ان انسى حسين عبدالغني صاحب المستوى الرفيع في جميع مشاركات، وهذا اللاعب اكثر ما يميزه ثبات مستواه طوال مشواره الرياضي، وفي الفترة الحالية هناك اسماء كثيرة امثال ياسر القحطاني ومالك معاذ وتيسير الجاسم ومحمد نور وسعد الحارثي، وهذه اسماء كبيرة وتقدم مستوى ملفتاً للانتباه حالياً. أين سيكون اتجاهك حالياً بعد ان اعتزلت الكرة؟ - اتجهت للتدريب، وأنا حالياً أشارك في دورات تدريبية أوروبية للاستزادة والاستفادة، وبإذن الله ستكون بدايتي التدريبية الموسم المقبل، فأنا أعشق التدريب منذ أن كنت لاعباً، فالتدريب مهنة ليست سهلة. كيف ترى الدورة العربية الحالية؟ - أولاً كنت أتمنى أن تكون المشاركة العربية في البطولة فعالة، وبعدد أكبر مما هو موجود حالياً، حتى تكون المنافسات أكثر متعة. هناك من يرى ان وجودك في مدينة جدة وتحديداً في النادي الأهلي لتسويق أسماء لاعبين من تونس للأهلي؟ - تربطني بالأهلي علاقة وطيدة قديمة، خصوصاً مع رئيس الأهلي احمد المرزوقي، كما أن علاقتي باللاعب خالد بدرة هي سبب وجودي في هذا التوقيت تحديداً في النادي الأهلي.