استأنف البرلمان العربي الانتقالي جلسات دورته غير العادية مساء أمس في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، برئاسة رئيس البرلمان محمد جاسم الصقر، وذلك لاستكمال مناقشة تطورات الأوضاع المأسوية على الساحتين اللبنانية والفلسطينية، وبلورة موقف شعبي عربي مساند لهما. وأكدت مناقشات أعضاء البرلمان ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على لبنان وفلسطين، وعدم التعرض للمدنيين وعدم استهداف البنية التحتية في البلدين وأهمية الدور الشعبي العربي لمساندة الشعبين اللبناني والفلسطيني. ويدرس البرلمان العربي الانتقالي أربعة مشاريع قرارات ستصدر عنه حول لبنان وفلسطين والأوضاع في العراق والسودان والصومال. من جهة أخرى أعرب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في رسالة بعث بها إلى البرلمان العربي الانتقالي عن أمله في ان تصدر عن الدول العربية مواقف جديدة تؤكد ان الأمة العربية لا تفرط في لبنان الذي لم يقصر تجاه القضايا العربية، والذي كان صوتاً في كل المحافل الدولية وهدفاً لحروب إسرائيل المستمرة منذ أكثر من 50 عاماً. وحذّر بري في رسالته إلى البرلمان العربي باعتباره عضواً فيه، لكنه لم يتمكن من المشاركة بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان من أن إسرائيل تواصل ارتكاب المجازر وتحوّل لبنان إلى حمامات لدماء أطفاله ونسائه وشيوخه عبر المجازر التي لا تعد ولا تحصى، والتي ترتكبها الطائرات الحربية الإسرائيلية بتدمير المنازل على رؤوس أصحابها، وكان آخر مشاهدها المجزرة التي أدت إلى سقوط ما يزيد على 35 شهيداً وعشرات الجرحى في بلدة صريفا، ما زالوا تحت أنقاض منازلهم وتمنع الطائرات المغيرة ومدفعية العدو كل محاولة للوصول إليهم وإنقاذ من بقي منهم على قيد الحياة. وطلب بري باسم مجلس النواب اللبناني نقل هذه الأنباء الكارثية إلى كل الشّعَب البرلمانية العربية مرفقة بالوثائق التي أرسلت إلى الأمانة العامة حول الوقائع اليومية للعدوان الإسرائيلي الوحشي على لبنان. وكان وفد من مجلس الشورى غادر إلى العاصمة المصرية القاهرة للمشاركة في أعمال اجتماعات البرلمان العربي الانتقالي الذي سيقام في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة. وأوضح عضو وفد المجلس المشارك عضو البرلمان العربي الانتقالي الدكتور محمد الغامدي أن المجلس حريص على المشاركة في أعمال البرلمان العربي الانتقالي، مؤكداً أن مجلس الشورى يدعم هذا البرلمان ويسعى لنجاحه. وقدّر للجامعة العربية وأمينها العام الدكتور عمرو موسى الحرص على النهوض بالعمل البرلماني العربي كأحد صور التضامن المطلوب، خصوصاً في هذا الوقت المهم للأمة العربية وشعوبها، مستبعداً أن يكون إطلاق البرلمان العربي الانتقالي في المنظور القريب في منظومة العمل العربي إنهاءً للاتحاد البرلماني العربي، إذ إن الاتحاد تجمّع لمجالس برلمانية عربية تمثل السلطات التشريعية، في حين أن البرلمان العربي تجمّع لبرلمانيين يمثلون الدول العربية وشعوبها ومرتبط بالجامعة العربية التي تجمع في عضويتها حكومات عربية تمثل السلطة التنفيذية. وأعرب عضو البرلمان العربي الانتقالي عن أمله في أن يسهم البرلمان العربي في تعزيز واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية ومواءمة التشريعات في البلاد العربية بما ينسجم مع قيمها ومبادئها، إضافة إلى اعتماد مشاريع القوانين المقدمة، ومناقشة الاتفاقات الجماعية بين الدول العربية، وإبداء الرأي حولها قبل إقرارها، والنظر في مشروع الموازنة السنوية للجامعة العربية والحساب الختامي، ودرس كل ما يستجد في الساحة العربية ويؤثر في شعوبها بشكل مباشر عبر عدد من الآليات التي ستبحثها المرحلة الانتقالية الحالية للبرلمان.