أنا لست ادري كيف تشبهنا نساء الأندلس؟ ومقامنا في الطين مختلفُ ندنو فيشرد جمرهن نطيع يعصي شعرهن، فكيف نأتلفُ؟ عينان غائمتان بالنسرين في أفلاكها الأذكار ترتجفُ نضاحتان بسكر الأسماء ترتشفان ندف اللون من عسل السماء يذوب في لوز الحنين منازل تخبو وتنذرفُ ومجامرٌ للورد لا تطأ الطيوب وإنما تطأ النفس وتمر من رئتي خيولاً مشرعاتٍ أو"جرس" هذي شقائق أضلعي ترعى حقول الذكريات وذاك طيرٌ من دمي يربو ويذبل في مراوغةِ العسس من يرفع الأشجار من شبق التراب ومن يعيد لرجسها الدري عنعنة الفرس؟ أنا لست أدري كيف تشبهنا نساء الأندلس؟ ولم النساء هناك يرقصن الفلامنغو على نزف النخيل ويطرن من يدنا؟ على جنح الموشح مثل موال قتيل في الليل في"تطوافه"المبتل بالأحزان والنور النحيل ندعوهن أن يدخلن مملكة الأيائل شهوة الحناء من جرح الصهيل سرباً من النهوند يتلوه الغلس يدني"سفائنه"السليلة كسرةً أو شهقةً في صدرِ مئذنة من النزف الجميل لكن حامية الحرس في لحظة شوهاء من حلم الجنوب المختلس ستعيد مأرب سيد لنطيعه ويضيعنا ونضيعه لا نجم يسهر في شغاف رحيلنا لا خمر تغمرنا بمفتتح النشيد دموعه لا جبة"العقد الفريد"ولا"التوابع والزوابع" تستعيد لخبزنا المنسي نهراً خبأته ضلوعه في بذرة الذكرى وهمهمة القبس أنا لست ادري كيف نحملها وتنسى الأندلس؟