عندما يتلبسنا شيطان أليف يحملنا معه على قرن عاجي إلى عالم تسكنه أحياء غريبة أقرب إلى الموت كائنات لا تشبه إلا (هي) ويستطيع باحتراف أن يخلق من الطين أقدام ملساء تتسلق برشاقة سلالم الروح في غفلة الزمن عندما تتعربد الوشائج في معمعة الذكرى ويتسيد الصمت ليخرج البوح برغبة الحياة بعد مخاض عبر أنابيب ضخت الدماء ليلفظ الوجع أنفاسه وينثر أجنته على قارعة الطريق لتلتقطها المارة. رحلة مجهولة المدى في سراديب الغيب لا نعرف فيها ماهية (الأنا) ولا تعريف (للأخر) سوى أننا نعيش نشوة النصر بخنجر الهزيمة. ما أروع الشعر عندما يأخذك بيدك إلى أرض لم تطأها من قبل، فتكتشف لذة وتمارس نشوة لا تجدها إلا في نبض يبعثرك ويجمعك في لحظاتربما هو عالم الشعر الذي احتفل فيه العالم في يومه العالمي ليكون للكلمة عرس وللحرف مهرجان، أهو احتفال بالشعر أم نبش للمشاعر؟ لست أدري!! (أيها الساهر تغفو.. تذكر العهد وتصحو.. وإذا مالتأم جرح.. جد بالتذكار جرح.. فتعلم كيف تنسى وتعلم كيف تمحو).. من ينسى هذه الكلمات التي نزفها إبراهيم ناجي وصدحت بها أم كلثوم حيث قدم لنا الشاعر نصيحة لم تكتب بحبر بارد بل نحت على جسد العبرة لتبقى ما بقيت الحياة.. نعم الشعر يستحق أن نحتفل به إذا كان بهذا الحجم وبهذا السمو. جميل أن نترك أثرا ونعلق بالذاكرة. ما أروع الشعر عندما يأخذك بيدك إلى أرض لم تطأها من قبل، فتكتشف لذة وتمارس نشوة لا تجدها إلا في نبض يبعثرك ويجمعك في لحظات، يعلقك من أطراف جوارحك ويرسلك عبر أثير المعاني إلى ما فوق السحاب. شكرا لمبادرة الأندية الأدبية للاحتفاء بالشعر.. لا أعلم ما السر وراء غياب الجمهور وعزوفه عن المشاركة في الفعاليات الخاصة بالشعر على الرغم أن مجتمعاتنا عاطفية تأنس للكلمة ويروق لها التعبير المؤثر. همسة.. يا حبيبي كل شيء بقضاء ما بأيدينا خلقنا تعساء ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم بعد ما عز اللقاء فإذا أنكر خل خله وتلاقينا لقاء الغرباء ومضى كلٌّ إلى غايته لا تقل شئنا فإن الحق شاء.. [email protected]