سجلت أسعار تذاكر السفر على النقل البحري ارتفاعاً كبيراً خلال الأيام الماضية، نتيجة إيقاف الكثير من سفن نقل الركاب أخيراً. وأكد اختصاصيون في النقل البحري ل"الحياة"أن هذا الارتفاع في الأسعار يأتي في إطار تداعيات حادثة عبارة السلام 98 التي غرقت أخيراً في مياه البحر الأحمر، وأدت إلى توقف الكثير من السفن عن الإبحار، ومنع البعض منها من قبل السلطات السعودية والمصرية المعنية بسلامة الركاب، إضافة إلى رفع أسعار التأمين من قبل شركات التأمين الدولية على عبارات نقل الركاب، نتيجة تزايد حوادث غرق العبارات خصوصاً في مياه البحر الأحمر. وقال مسؤول مكتب الغانمي للحجز حمدي محمد ل"الحياة""إن الارتفاع الذي حدث في أسعار السفر البحري جاء نتيجة لتوقف الكثير من السفن عن تسيير الرحلات البحرية من ميناء جدة الإسلامي إلى قناة السويس، لأسباب فنية وأخرى تتعلق بسلامة الركاب". وأشار إلى أن السفينة"وادي النيل"هي السفينة الوحيدة التي تعمل في الوقت الحالي على نقل الركاب من ميناء جدة الإسلامي إلى ميناء قناة السويس، وهو ما تسبب في رفع الأسعار، إذ وصلت أسعار الدرجة الأولى إلى 845 ريالاً بعد أن كانت في السابق 580 ريالاً فقط، كما ارتفعت أسعار الدرجة الثانية من 470 إلى 745 ريالاً. وقال مدير مكتب النورس لحجز تذاكر النقل البحري أحمد سعادة ل"الحياة""إن ارتفاع أسعار التذاكر يأتي بعد الإجراءات والتنظيمات التي بدأت فيها الأجهزة المعنية بالسلامة البحرية بين الموانئ بعد كارثة عبارة السلام 98". وأضاف أن رحلة واحدة يسيرها المكتب في الأسبوع هي العبارة"دهب"والتي ارتفعت أسعارها إلى 2590 ريالاً لدرجة"جناح"و845 ريالاً للدرجة الأولى و445 ل"نصف أولى"، و745 للدرجة الثانية، إضافة إلى 395 لنصف الدرجة الثانية و370 لمقعد"بولمان"و210 ريالات لمقعد نصف"بولمان". من جانبه، أكد المدير العام في مؤسسة الجهني للسياحة والسفريات البحرية محمد رشيد أن كارثة عبارة السلام 98 التي وقعت في البحر الأحمر كان لها تأثير كبير على الأسعار في شركات النقل البحري، إضافة إلى ارتفاع كلفة التغطية التأمينية من قبل شركات التأمين الدولية التي بدورها أثرت على ارتفاع أسعار التذاكر، إذ وصلت أسعار شحن السيارات إلى 1800 ريال بعد أن كانت 900 ريال قبل حدوث كارثة عبارة السلام. وأضاف أنهم بصدد تشغيل العبارة"كليوباترا"بعد إيقافها للصيانة خلال الفترة الماضية للتأكد من جاهزيتها، متوقعاً أن تبدأ العمل خلال 20 يوماً. يذكر أن حركة السفر شهدت ركوداً كبيراً خلال الفترة الماضية إثر كارثة غرق عبارة السلام 98 في البحر الأحمر التي كانت تحمل أكثر من 1415 شخصاً ونحو 40 سيارة، واختفت عن شاشات الرادار منتصف الطريق تقريباً بين ميناءي ضبا السعودي وسفاجا المصري، ولم تلتقط نداء إغاثتها إلا عبارة في الاتجاه المعاكس. ويتوقع ملاك شركات النقل البحري في السعودية تعرض هذا القطاع للخسارة في حال استمرار رفع رسوم التأمين على السفن المتجهة إلى موانئ البحر الأحمر.