انطلقت أول رحلة بحرية من ميناء جدة الإسلامي إلى ميناء قناة السويس في مصر أمس، بعد خمس سنوات من التوقف، على خلفية غرق عبارة «السلام 98» التي راح ضحيتها أكثر من ألف راكب. وأصبحت العبارة «دهب» أول سفينة تنقل الركاب من جدة إلى السويس عبر الرحلة البحرية الأولى التي انطلقت أمس. وبحسب مصادر ل«الحياة»، فإن العبارة التي تستطيع نقل أكثر من 850 راكباً غادرت متجهة إلى قناة السويس، بعد انتهاء الإجراءات الخاصة بالمغادرة من الجهات المختصة. وتم تدشين الرحلة بعد أيام من تسلم الإشعارات الخاصة باستئناف الرحلات البحرية، بعد امتناع عدد من مكاتب النقل البحرية السعودية عن نقل الركاب من مصر إلى السعودية، بسبب بعض إجراءات السلامة التي تتخذها السلطات المعنية في مصر. وتأتي إعادة فتح الخط الملاحي بين السعودية ومصر بعد أعوام عدة من الإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية بعد واحدة من أسوأ الكوارث البحرية في مصر، وهي غرق العبارة المصرية «السلام 98» التي كانت تبحر من ميناء جدة - ضبا السعودي إلى ميناء سفاجا المصري، وعلى متنها 1318 راكباً، غرق غالبيتهم. وسبق هذه التطورات في الخط الملاحي البحري بين قناة السويس وميناء جدة الإسلامي عودة الحياة إلى شريان الخطوط البحرية لنقل البضائع والذي يربط السعودية بمصر بعد إصابتها بشلل تام خلال 60 يوماً منذ بدء الثورة المصرية، والتي أدت إلى تعرض شركات النقل البحري إلى خسائر مالية تقدر بمئات الملايين. وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة الجهني للسفريات والتوكيلات البحرية محمد بن رشيد الجهني، إن الخطوط الملاحية تعرضت إلى شلل تام نتيجة لتوقف رحلات نقل البضائع منذ انطلاق أحداث الثورية المصرية. وجاءت خسائر النقل البحري في البحر الأحمر بعد أشهر من توقف كثير الرحلات، بعد أن بدأت الجهات البحرية السعودية والسودانية، ممثلة في ميناء جدة الإسلامي، وميناء دقنة في تطبيق النظام العالمي الجديد لسلامة السفن الذي يزيد من إجراءات الأمن والسلامة في سفن الركاب، خصوصاً بعد حادثة العبارة «السلام 98». وقدرت مصادر في النقل البحري في ذلك الوقت، حجم خسائر توقف السفن البحرية نتيجة لعدم تطبيق هذا النظام بنصف مليون دولار أسبوعياً، خصوصاً في ظل كثافة الرحلات التي تنقل الركاب في البحر الأحمر. يذكر أن خطوط الملاحة البحرية بين مصر والسعودية عبر البحر الأحمر سجلت كثيراً من التوقفات والخسائر وارتفاع الأسعار بسبب عدد من المشكلات التي حدثت خلال السنوات الماضية، كما أن العبارات البحرية تُعتبر الوسيلة المناسبة لشريحة كبيرة من المصريين في سفرهم، خصوصاً في مواسم الحج والعمرة.