تسبب بدء الجهات البحرية السعودية والسودانية، ممثلة بميناء جدة الإسلامي، وميناء دقنة «سواكن» تطبيق النظام العالمي الجديد لسلامة السفن (سيفتي)، في إيقاف رحلات البواخر والسفن في مياه البحر الأحمر، بين البلدين، ما أدى إلى شلل في حركة النقل البحرية. وعلمت «الحياة» أن 4 بواخر تعمل في الخط البحري بين ميناء جدة ميناء «سواكن»، تم ايقاف 3 منها لعدم التزامها بتطبيق النظام، بعد انتهاء المهلة التي تم تحديدها. وكشفت مصادر تعمل في النقل البحري ل «الحياة»، أن تطبيق نظام «سيفتي» سيتم على السفن التي تعمل في مجال نقل الركاب عبر البحر الأحمر، مشيرة إلى أن هذا النظام معمول به عالمياً وبدأ تطبيقه منذ فترة، موضحة أن هذا النظام سيزيد من إجراءات الأمن والسلامة في سفن الركاب، خصوصاً بعد حادثة عبارة السلام التي غرقت في البحر الأحمر عندما كانت متوجهة إلى ميناء السويس في مصر. وقدرت مصادر في النقل البحري حجم خسائر توقف السفن البحرية نتيجة عدم تطبيق هذه النظام بنصف مليون دولار أسبوعياً، خصوصاً في ظل كثافة الرحلات التي تنقل الركاب في البحر الأحمر. وفي المقابل، ارتفعت أسعار تذاكر النقل عن طريق ميناء جدة الإسلامي، إذ سجلت مكاتب عاملة في النقل البحري ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار التذاكر للركاب، بسبب توقف عدد من البواخر عن العمل. وقال نائب مدير مكتب للسفريات والتوكيلات البحرية مجدي الجهني ل «الحياة»، إن العمل بهذا النظام أدى إلى إيقاف 3 سفن كانت تعمل على الخط الملاحي بين ميناءي جدة الإسلامي، وسواكن، لعدم التزام هذه البواخر بالنظام، مشيراً إلى أن إيقاف عمل هذه السفن يعني إلغاء 6 رحلات أسبوعياً بين الميناءين، وهي رحلات مجدولة. ولفت إلى أن خسائرهم جراء الإيقاف تراوحت ما بين 240 ألف دولار إلى نصف مليون دولار، خصوصاً أن غالبية البواخر التي تعمل في نقل الركاب عبر البحر الأحمر قديمة، مشيراً إلى أن الشركات المصنفة هي التي طلبت زيادة نظام الأمن والسلامة. من جهته، أوضح مسؤول في مكتب للنقل البحري إدريس إبراهيم، أن هناك بواخر تعمل على نقل الركاب تم إيقافها منذ 10 أيام، فيما ألغيت عدد من الرحلات المجدولة، لافتاً إلى أنه لم يتبلغ بقرار تطبيق النظام الجديد على بواخر نقل الركاب. في حين أكد مسؤول آخر في مكتب للنقل البحري ل «الحياة»، أن قرار التوقف أدى إلى إلغاء جدولة بعض الرحلات، خصوصاً أن البواخر التي تعمل في النقل البحري أصبحت قليلة جداً، وهو ما أدى إلى ارتفاع طفيف في أسعار التذاكر، والمشكلة ستكمن في الإجازة الصيفية وموسم العمرة. واتصلت «الحياة» بالمدير العام لميناء جدة الإسلامي المهندس ساهر طحلاوي، للتعليق على قرار إيقاف البواخر إلا انه اعتذر. من ناحيته، علق القبطان إعجاز محمود خان الذي يعمل في مجال النقل البحري منذ 37 عاماً، على نظام «السيفتي» بقوله: «إن النظام السابق ممتاز، لكن النظام الجديد أكثر كفاءة من سابقه»، مشيراً إلى أن تطبيقه في مياه البحر الأحمر جاء بعد كارثة عبارة السلام قبل أعوام. وطالب بإصدار جوازات بحرية للشباب السعودي لممارسة العمل في السفن البحرية، خصوصاً في ظل التعاون القائم حالياً مع جامعة الملك عبدالعزيز في مجالات العلوم البحرية، سواء في الهندسة أم غيرها من أعمال الملاحة.