أهلاً بالمكتتبين واليائسين والمدلعين. لقد أعددنا لكم عزلاً صحيحاً. خائفون نحن من العدوى السرية القائمة الخريفية القاتلة. يا أهلاً وسهلاً بجاحدي النعم الذين لا يحدّثون بها أنفسهم ولا يتحدثون سوى بالغم والهم والنكد، أحنّ عليكم وأحنّ على نفسي كلما تذكرت أننا"نكديون"لا نضحك ولو"كركرونا"وعملوا لنا قروداً وسعداناً. لا نضحك، مع أنها الكلمة الأقرب إلى أفواهنا وأذهاننا، والكلمة الأكثر تداولاً بين أبناء البشرية الموقرة، صغاراً كانوا أم كباراً ذكوراً أم إناثاً، فقراء أم أغنياء مثقفين وجهلة، أبرياء وقتلة، هي توأم الفرح والانفراج والانشراح والسخرية وشر البلية، ولا نضحك. ثم إن الضحكة موصوفة بمختلف الألوان، فثمة ضحكة حمراء، وأخرى بيضاء وثالثة رمادية، والصفراء، وما أدراك ما الصفراء وما وراء الصفراء التي لعلنا نجيدها عن الباقيات. كما أن الضحكة ليست بعيدة من المقاييس طالما أننا نصفها بالضحكة العريضة والضيقة والطويلة والمقتضبة والمختصرة، وعلى رغم ذلك لا نضحك. أيضاً يجب ألا ننسى أنها مقترنة بالموسيقى والعلامة الموسيقية، نقرأها في الكتب ونلاحقها على الشاشات الكبيرة والوسطى والصغيرة والمسرح ولا نضحك. نحن الآن في هذا اليوم من هذه السنة هل من أحد يضحك في هذه اللحظات؟ هل تسمع ضحكة؟ من يضحك لمن ومن يضحك على من؟ من يحاول جاهداً أن يرسم على شفاهك ابتسامة تليها ضحكة؟ وعلى شفاه من تحاول أنت رسم الابتسامات مفتاح الضحكات؟ وهل ثمة ما يضحك فعلاً؟ وهل في تاريخ البشرية صفحات أو صفحة أو سطر للضحك؟ هل نحن فقط الشعوب التي لا تضحك؟ أم أن في هذا الزمن المعولم لا أحد يضحك؟ أظن أن الأمر من أساسه مآسٍ وبكاء ومرثيات لا نهاية لها ودراما، من يوم اخترعوا السينما، وإلا لماذا ابتدعوا الكوميديا؟ ولماذا ابتدعوا التهريج؟ أليس كل ذلك لتغطية النقص الفظيع في منسوب الفرح؟ هل من ضحكة أولى وضحكة أخيرة؟ نحن في المحصلة وفي النهاية الدرامية حتى عندما نضحك فإننا لا نضحك سوى على أنفسنا، وأنا لست في هذا الوارد على الإطلاق فيما أهلاً بالمكتئبين، لا تضحكوا ولن نضحك عليكم لكن أرجوكم لا تعدونا. إياكم والعدوى. خلف الزاوية حكمتَ عليّ وحكمك مبرم فليتك يا وهج عمري تعلم لماذا أجيئك في كل حلم وأرنو إليك لكي تتبسم؟ حبيبي ضياعي غيابي حضوري وخطو حنيني إذ أتقدم أنا منك آخذ كل سنيني وضوء وجودي كلما أعتم [email protected]