على خلفية العبارة الشهيرة "جدة غير"، يتوقع المراقبون أن تكون انتخابات الدورة المقبلة لعضوية مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة جدة"انتخابات غير"من حيث المشاركة الفعلية للمنتسبين للغرفة. ويرجع المراقبون ذلك لأسباب عدة في مقدمها ترشح عدد كبير من الشخصيات البارزة في الأوساط الاقتصادية بعد أن كان الترشيح محصوراً بأسماء معينة خلال الدورات السابقة، ما أدى إلى تنوع البرامج الانتخابية، وارتفاع نسبة الوعي الانتخابي لدى الناخبين. ويقول رئيس لجنة التأمين في غرفة تجارة وصناعة جدة الدكتور عبدالإله ساعاتي:"أعتقد أن انتخابات الدورة الحالية ستسجل نسبة مشاركة عالية تصل إلى ما يقارب 80 في المئة من إجمالي منتسبي الغرفة، وهذا يعود لاتساع دائرة المنافسة بين المرشحين ووجود عدد من المجموعات الانتخابية المتضمنة لشخصيات بارزة عدة في الوسط الاقتصادي في جدة، أسهمت في تقديم العديد من البرامج المتنوعة". ويضيف:"المتتبع لانتخابات الغرفة يجد أن تحركات هذه المجموعات من خلال تكثيف الحملات الإعلامية، واللقاءات التعريفية، واستخدام وسائل التقنية بهدف الترويج للمرشحين أثمرت عن زيادة الوعي الانتخابي لدى المنتسبين للغرفة وبالتالي فإن ذلك سينعكس بصورة كبيرة على مشاركتهم في اختيار مجلس الإدارة". وتوقع ساعاتي"أن تسجل مجموعة"لجدة"فوزاً في انتخابات غرفة جدة، مع الأخذ في الاعتبار مجموعة"المؤسسات الصغيرة"التي يقودها الدكتور عبدالله دحلان، الذي يعد من المؤسسين لغرفة جدة الحديثة، ولكن مجموعة المستقبل لم تستطع تحقيق تواصل كبير مع الناخبين". ويتفق نائب رئيس مجلس الرعاية وخبير التأمين أدهم جاد في رأيه مع ساعاتي، ويرى"أن الانتخابات الحالية، سجلت مشاركة فعالة من الناخبين، نتيجة دخول أسماء جديدة مؤهلة لخدمة الغرفة ومنتسبيها، بدلاً من الأسماء المكررة في الدورات السابقة، إضافة إلى وجود برامج وخطط واضحة". ويعود للقول:"إن الخدمات الحالية التي تقدمها الغرفة للمنتسبين، وقدرتها على تقوية الروابط بينها وبينهم ستسهم في إلزامهم بالمشاركة في الانتخابات من خلال التصويت على اختيار أعضاء مجلس الإدارة، أملاً في مساعدة الغرفة على دعم الاقتصاد الوطني". ولا يبتعد المحامي عبدالله علي رجب برأيه كثيراً عن آراء من سبقوه، ويؤكد"أنه سيتوجه اليوم لاختيار أعضاء مجلس الإدارة". ويقول"في السابق كان هناك قصور من الناحية الإعلامية، ولكن الوضع الآن مختلف لذا ستكون المشاركة أوسع". ويستدرك قائلاً:"لكنني أطالب المرشحين الفائزين، بالاهتمام بالخدمات، لأنها في الوقت الحاضر لا تحقق تطلعات الناخبين وخصوصاً"أصحاب المنشآت الصغيرة لضعفها وعدم جدواها". وفي المقابل، يختلف مالك مكتب العقيلي للتخيص الجمركي إبراهيم العقيلي مع الآراء السابقة، ويقول:"أعتقد أن مشاركة الناخبين في الانتخابات لن تتغير كثيراً، وهذا يعود لعوامل عدة منها غياب الوعي الانتخابي، وضعف الخدمات المقدمة من الغرفة للناخبين". تجاوز صورة"غرفة التصديق" بعيداً من توقعات المراقبين واختلافاتهم، تجتمع آراء الناخبين على مطالبات عدة منها: الرفع من مستوى الخدمات التي تقدمها لتخرج من المقولة المتداولة"إنها غرفة للتصديق فقط"، وكذلك يجب تفعيل دور اللجان المنبثقة من الغرفة ودعمها لاتخاذ قرارات تخدم المنتسبين، وإقرار اختيار أعضاء اللجان بالانتخاب. وهنا يعلق إبراهيم عقيلي قائلاً:"يجب على القائمين على الغرفة إقرار نظام الانتخاب لأعضاء اللجان من أجل تحقيق النتائج المرجوة من إنشائها". مطالباً برفع مستوى الخدمات المقدمة للمنتسبين وإعطائهم الفرصة لتوسيع دائرة مشاركتهم في تطوير ودعم الغرفة من خلال مناقشة اقتراحاتهم وتفعيل الجيد منها". وحث الدكتور ساعاتي المرشحين المنضمين لمجلس الإدارة"على السعي إلى تنفيذ برامجهم الانتخابية بدلاً من جعلها على شاكلة الوعود الانتخابية غير المنفذة، لذا نتطلع إلى تنفيذها لتكون دعامة لتطور وتميز غرفة جدة". من جهته تمنى مدير مؤسسة فن الألوان حامد الغامدي أن تخرج الغرفة من دائرة"أنها للتصديق فقط"، ليكون لها دور فعال من حيث الخدمات التي تقدمها للمسجلين فيها، لذا تطمح في وضع خطط مدروسة تحقق أهدافاً تنموية تساعد على وضع غرفة جدة في المكانة التي تستحقها".