ما إن أسدل الستار مساء أمس على انتخابات غرفة جدة العشرين بتصويت ما يقرب من ستة آلاف ناخب لاختيار 12 مرشحا ضمن 65 مرشحا، حتى ظهرت تساؤلات كثيرة حول الأسباب التي دفعت الكثير من المنتسبين إلى الإحجام عن المشاركة في العملية الانتخابية، حيث إن 20 في المائة من عدد المنتسبين الذي يتجاوز ال 32 ألفا، شاركوا في اختيار مجلس الإدارة الجديد. وظهر هذا العزوف من المنتسبين واضحا رغم المحاولات التي بذلتها الغرفة الغرفة التجارية من خلال إرسال رسائل للمنتسبين عبر صناديق البريد الخاصة بهم للاشتراك في العملية الانتخابية، إلا أن أعداد الحضور الضعيفة سجلت علامات استفهام كبيرة حول هذا العزوف وأسبابه. وأرجع مراقبون هذا الأمر إلى عدة أسباب أبرزها؛ عدم استيعاب المنتسبين إلى الغرفة للعملية الانتخابية بتفاصيلها، وعدم استشعارهم لأهمية الغرفة لخدمة التاجر والصانع. وقال الدكتور عبد الله دحلان إنها المرة الأولى في تاريخ الغرف السعودية التي يحضر فيها هذا العدد الكبير من المنتسبين للمشاركة في العملية الانتخابية، مشيرا إلى أن نسبة الناخبين تعتبر جيدة وهي أفضل من الدورات الماضية، مبينا أن القرار الذي أصدره وزير التجارة في الانتخاب الفردي أدى إلى مشاركة كبيرة جدا من المجتمع التجاري، مشيرا إلى أن المنتسبين إلى الغرف كانوا لا يشاركون في السابق نظرا لأن التكتلات كانت تخوفهم في ظل وجود أسماء كبيرة. وأكد أن سبب انخفاض نسبة الإقبال على التصويت هو عدم وجود توعية ولا ثقافة انتخابية عند رجال الأعمال. من جانبه قال عبد الخالق سعيد إن أكثر المنتسبين إلى الغرفة هم أصحاب منشآت صغيرة ولا يعرف أكثرهم عن وجود انتخابات لمجلس إدارة غرفة جدة، مشيرا إلى أنه أرسل أكثر من 20 رسالة عبر الجوال لكل شخص من أصحاب المنشآت الصغيرة من أجل تحفيزهم على الانتخاب، إلا أن البعض منهم لم يستطع الحضور لعدة أسباب، مؤكدا على دور غرفة جدة في التواصل مع هؤلاء المنتسبين طوال العام وليس فترة انعقاد الانتخابات فقط، من خلال عقد اجتماعات دورية لتوعيتهم وتثقيفهم وإطلاعهم على الدور المطلوب منهم. وأشار إلى أنه رغم المساعدات التي قدمتها الغرفة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة إلا أنها لم ترق إلى المستوى المأمول من الدور المناط بالغرفة. وأعرب عن تفاؤله بأن يقدم المجلس الجديد أفكارا وإنجازات تساهم في رفع أعداد المنتسبين وتفعيل دورهم. أما مازن بترجي فقال إن نسبة الناخبين الذين اشتركوا في التصويت تصل إلى 20 في المائة من عدد المنتسبين للغرفة الذين يتجاوز عددهم 32 ألف منتسب، مشيرا إلى أن العملية الانتخابية في العالم سواء في الغرف التجارية أو حتى على مستوى الرئاسة الأمريكية مثلا، دائما ما تشهد عزوفا أو عدم اهتمام من شريحة كبيرة من المجتمع، مشيرا إلى أن الكثير من المنتسبين وحتى اليوم لا يعرفون دور الغرفة، إضافة إلى أن البعض يتذرع بعناء التنقل والوقت. وأرجع المهندس فوزي النهدي أسباب عزوف المنتسبين إلى عدم استيعابهم للعملية الانتخابية بتفاصيلها وعدم استشعارهم لأهمية الغرفة لخدمة التاجر والصانع. وأضاف: لا بد للغرفة من تثقيف الناخب وإقناعه بدورها لخدمة المجتمع وتهيئة التجار والصناع من منظور وطني، وذلك من خلال ندوات ولقاءات مع المنتسبين. وطالب بأن يكون هناك اقتراع إلكتروني عن طريق الإنترنت، وإيجاد أكثر من موقع للاقتراع وعدم حصر الناخب في مكان واحد في مدينة كبيرة مثل جدة وبالتالي سيساعد على ارتفاع أعداد الناخبين. من جانبه قال فضل الجهوري إن جميع تجار جدة لم تكن لديهم الثقة الكاملة من حيث خدماتها ولم تصل الخدمات لجميع التجار وتحديدا أصحاب المنشآت الصغيرة الذين ليس لديهم ثقة في الغرفة، مشيرا إلى أن المشاكل الكثيرة التي واجهت الغرفة في الفترة الماضية جعلت الكثير من المنتسبين يعزفون عن المشاركة في التصويت. أما ماجد النافع فقال إن اكثر الناخبين الذين شاركوا في التصويت خلال الانتخابات تلقوا دعوات عبر الاتصال بهم أو عملاء شركات كبرى أصحابها مرشحون حضروا بناء على طلب منهم.