أمرت محكمة باكستانية الشرطة أمس، باستخدام كل الطرق لإحضار الرئيس السابق برويز مشرّف للمثول أمامها اليوم، بعد غيابه امس، عن جلسة محاكمته بتهمة الخيانة، بحجّة التهديد الأمني. ونقلت قناة"جيو"الباكستانية عن الشرطة أن مشرّف 70 سنة لن يواجه أي تهديدات أثناء مجيئه للمحكمة الخاصة في إسلام آباد، وكان مؤمناً له الوصول إلى المحكمة مع توافر ألف رجل أمن لحمايته على الطريق من مكان إقامته إلى المحكمة. ولم يحضر مشرّف إلى جلسة امس، فيما ابلغ فريق دفاعه المحكمة أن موكّله لم يتمكن من الحضور بسبب عدم توافر الإجراءات الأمنية المناسبة. وأشار محامو مشرف إلى العثور على عبوة ناسفة زنتها كيلوغرام وتفكيكها قرب مزرعة يقيم فيها الرئيس السابق. وقال محامي الدفاع أحمد رضا كاسوري إن القضاء سيكون مسؤولاً في حال وقوع أي حادث، مضيفاً أنه في حال حصول انفجار فإن الجميع بمن فيهم القضاة سيقتلون بالنتيجة. وقال القاضي فيصل عرب بدوره، إنه لا يمكن للمحكمة أن توقف إجراءاتها بسبب هواجس أمنية، مضيفاً أن المحكمة لا تريد إذلال مشرّف،"وعليه أن يحضر إلى المحكمة بكل الطرق". يذكر أن مشرّف الذي عاد إلى باكستان في آذار مارس الماضي بعد 3 سنوات في المنفى، يواجه تهماً بالخيانة لتعطيله الدستور وفرضه حال طوارئ في العام 2007 لتمديد فترة رئاسته، وتصل عقوبة هذه التهم إلى الإعدام. ويقول محامو مشرف إنه لن يحظى بمحاكمة عادلة في باكستان بسبب خلافاته السابقة مع القضاء والعداوة بينه وبين رئيس الوزراء نواز شريف الذي سبق أن أطاحه مشرف في انقلاب عسكري عام 1999. وأودع شريف في حينه السجن لفترة ثم أرغم على العيش في المنفى. وعاد بعد ثماني سنوات وحقق فوزاً ساحقاً في الانتخابات العامة في أيار مايو الماضي. وكان مشرف استقال من منصبه في 2008 لتفادي توجيه اتهامات إليه بعدما قاد قضاة ومحامون احتجاجات في الشوارع اعتراضاً على محاولته عزل كبير القضاة آنذاك.