أعلنت الشرطة أن برويز مشرف الرئيس الباكستاني الأسبق نقل أمس الخميس على عجل إلى المستشفى بعدما واجه «مشكلة في القلب» وهو في طريقه إلى المحكمة ليدلي بإفادته في جلسة محاكمته بالخيانة.. واستدعت المحكمة مشرف البالغ من العمر 70 عاماً للمثول أمامها بعد تغيبه عن الجلستين السابقتين لأسباب أمنية. وقال جان محمد الضابط في الشرطة للمحكمة في إسلام آباد إن مشرف أصيب بالمرض خلال نقله إلى جلسة المحاكمة وسط إجراءات أمنية مشددة.. وأضاف: إنه «نقل إلى معهد القوات المسلحة لأمراض القلب بسبب مشكلة في القلب». وصرح أحد مساعدي الرئيس الباكستاني السابق لوكالة فرانس برس أن الجنرال المتقاعد «في حالة سيئة».. وفي غضون ذلك قاطع محامو الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف الذي يحاكم بتهمة «الخيانة العظمى»، جلسة أمس الخميس مؤكدين أنهم يتعرضون «لتهديدات» مباشرة من السلطات. وكانت حكومة رئيس الوزراء نواز شريف شكلت في تشرين الثاني - نوفمبر هذه المحكمة الخاصة المكلفة محاكمة مشرف بتهمة «الخيانة العظمى»، وهي جريمة يعاقب عليها القانون بالإعدام في باكستان.. وهو متهم «بالخيانة العظمى» لتعليقه الدستور وفرضه حالة الطوارئ في 2007 عندما كان في السلطة. ودعي مشرف (70 عاماً) للمثول في جلستي 24 كانون الأول - ديسمبر والأول من كانون الثاني - يناير أمام المحكمة التي لا يعترف بشرعيتها.. لكنه فضل البقاء في منزله في ضاحية إسلام آباد، مشيراً إلى أسباب أمنية.. وتعرض محاموه أمس الخميس لتهديدات دفعتهم إلى مغادرة الجلسة بسرعة.. وقال أنور منصور خان أحد هؤلاء المحامين فيالمحكمة: «بين الساعة الواحدة والخامسة صباح تعرضت لتهديدات متواصلة؛ أحدهم جاء ليضرب الباب ويقرع جرس منزلي». وأضاف: «لم أواجه أمراً كهذا طوال حياتي المهنية المستمرة منذ أربعين سنة». وكان المحامي نفسه تحدث عن تعرضه لهجوم في سيارته الأربعاء.. وتحدث محام آخر شريف الدين بيرزاده عن تهديدات وجهت إليه. ورداً على سؤال طرحه أحد القضاة الثلاثة الذين يرأسون المحكمة، عن هوية مصدر التهديدات، قال خان «الحكومة». ووعدت المحكمة بالتحقيق في هذه المعلومات لكن المحامين الثلاثة غادروا القاعة فجأة.. ويواجه الرئيس السابق عدداً من القضايا الجنائية منذ عودته من منفاه الطوعي في آذار - مارس الماضي. لكن شائعات تحدثت عن إعداد صفقة تتيح له مغادرة البلاد لتجنيب الجيش القوي إحراجاً بمحاكمة قائده السابق أمام محكمة مدنية. والقضايا الجنائية التي يواجهها مشرف تعود إلى فترة حكمه بين الأعوام 1999-2008 منذ عودته إلى باكستان، بينها اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو.. وأطلق سراحه بكفالة في أربع قضايا رئيسية ضده لكنه يخضع للحراسة في منزله الكائن في مزرعة على مشارف إسلام آباد بسبب تهديدات بالقتل من متمردي طالبان. وأعلنت الحكومة الشهر الماضي أانها ستحاكمه بتهمة الخيانة، وهي المرة الأولى في تاريخ باكستان التي يحاكم فيها قائد سابق للجيش بتهمة الخيانة.