سرت (ليبيا) - ا ف ب - تقصف قوات المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا الخميس مواقع قوات معمر القذافي في سرت، بيينما احتدمت المعارك في غرب البلاد، غداة اجتماع عقده الحلف الاطلسي وجدد فيه التاكيد على مواصلة عملياته في ليبيا حتى انتهاء المعارك. وبات المجلس الانتقالي الذي اطاحت قواته بنظام القذافي، تترقب سقوط هذه المدينة الرمز التي تبعد 360 كلم شرق طرابلس قبل اعلان "تحرير" البلاد تماما. لكن على الارض ما زالت قوات القذافي تقاوم بشراسة في المدينة المحاصرة وترغم مقاتلي المجلس الانتقالي على خوض حرب شوارع تحت خطر القناصة المتربصين بهم. وتدور معارك عنيفة الخميس في شمال شرق المدينة حيث شن انصار النظام السابق هجوما مضادا ليل الاربعاء الخميس في محاولة لفك الحصار الذي يحكمه عليهم منذ منتصف ايلول/سبتمبر مقاتلو السلطات الليبية الجديدة. وقال الضابط في قوات المجلس الانتقالي نجيب مسماري لوكالة فرانس برس ان مقاتلي القذافي "يمارسون الكر والفر ويغيرون باستمرار مواقعهم. انهم يستعملون هذا التكتيك ليوهمونا بانهم يتقدمون نحونا لفك الحصار". وتمكن مقاتلو المجلس الانتقالي ظهر الخميس من صد تقدم قوات القذافي على جبهة شمال شرق المدينة ودخلوا الى الازقة بين منازل المنطقة حيث خاضوا حرب شوارع مع قوات القذافي رغم الصواريخ ورصاص القناصة. والمعارك متواصلة ايضا في غرب وجنوبالمدينة من حيث ارتفعت اعمدة من الدخان شاهدها مراسل فرانس برس. واضاف المراسل ان مركز مؤتمرات واغادوغو الذي كانت تعقد فيه القمم الافريقية والذي تحول اليوم الى معقل محصن لانصار الزعيم السابق ما زال يخضع لقصف كثيف. وفي بروكسل ابدى وزراء دفاع الحلف الاطلسي الاربعاء عزمهم على مواصلة العمليات العسكرية في ليبيا حتى تنتهي المعارك رغم تراجع وتيرة القصف الجوي بشكل ملحوظ خلال الاسابيع الاخيرة. وقال الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن ان بعد ستة اشهر من انطلاقها اشرفت عملية "الحامي الموحد" على "نهايتها" لكنه لم يحدد لذلك موعدا. وقال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الثلاثاء خلال زيارة الى القاهرة ان المعارك البرية ما زالت كثيفة جدا ولا تسمح للحلف بالكف عن غاراته الجوية متوقعا ان لا تدوم تلك المعارك. وفي بروكسل وصف بانيتا الاربعاء عملية "الحامي الموحد" بانها "متميزة" لكنه شدد على ان النزاع ابرز "ثغرات" في الوسائل العسكرية التي وضعت تحت تصرف الحلف الاطلسي لا سيما الاوروبية منها. وابرز خصوصا النقص في وسائل الاستخبارات والطائرات بدون طيار وتزويد الطائرات بالوقود في الجو والذخيرة، وقال ان العملية تمت بنجاح بفضل الدعم الذي قدمته القوات الاميركية في هذا المجال. في طرابلس التي يسيطر عليهاالثوار منذ 23 اب/اغسطس اصدر المجلس الوطني الانتقالي امرا بسحب كل "الاسلحة الثقيلة" التي يضفي انتشارها واستخدامها العشوائي "صورة سلبية عن الثورة والثوار" في العاصمة. وقال احمد الباني المتحدث باسم "وزارة الدفاع" في المجلس الوطني الانتقالي "نطلب اخراج الاسلحة الثقيلة من طرابلس ومن كل المدن المحررة وجمعها خارج المدينة". وفي الاثناء اعلن مسؤول امني الاربعاء العثور على مقبرتين جماعيتين تحتويان على قرابة 900 جثة من ضحايا النظام السابق في طرابلس بعد عشرة ايام من جدل حول وجود مقابر اخرى في ليبيا. وقال رئيس كتيبة طرابلس ناجي العيساوي ان "تصريحات الشهود التي حصلنا عليها قادتنا الى العثور على مقبرتين جماعيتين لضحايا النظام السابق في قرقارش وبئر اسطه ميلاد". وتقع قرقارش على الساحل على بعد سبعة كلم من وسط المدينة، وبئر اسطه ميلاد وهي منطقة زراعية على بعد 10 كلم منه. واضاف ان عدد القتلى في قرقارش يبلغ 200 وفي بئر اسطه ميلاد 700، بحسب اعترافات الشهود. وعلى بعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس ما زالت قوات المجلس الانتقالي تلقى مقاومة شرسة من قوات القذافي في بني وليد حيث يؤكد القادة ان ابن القذافي، سيف الاسلام موجود هناك. ورغم نحو شهر من المعارك لم تتمكن قوات المجلس الانتقالي من السيطرة على تلك الواحة ذات المسالك الوعرة بسبب مقاومة قوات القذافي العنيفة وكذلك نظرا لقلة التنسيق والامكانيات. من جانب اخر دارت معارك عنيفة بين مقاتلي السلطات الجديدة وقوات القذافي الخميس في رقدالين التي تقع على مسافة 130 كلم جنوب غرب طرابلس كما افاد قائد عسكري في المجلس الانتقالي. وقال اسماعيل العتوشي ان "القوات العسكرية للمجلس الانتقالي امهلت قوات القذافي في رقدالين 24 ساعة لالقاء السلاح لكنها اقتحمت مدينة الزوارة المجاورة وقتلت فتحي الادريسي، احد القادة الموالين للمجلس الانتقالي قبل الانكفاء على رقدالين". واضاف ان "تعزيزات من ثوار يفرن ومصراته والزوارة وكاباو قدمت الخميس لشن هجوم على رقدالين ومعارك تدور حاليا مع قوات القذافي". واضاف ان مقاتلي المجلس "يواجهون نحو 900 جندي من النظام السابق الذين فروا الى الجبال بدبابات ومدفعية ثقيلة للاحتماء في رقدالين وبلدات الجميل والعسة والعجيلات المجاورة" الحدود التونسية.