شقت قوات الحكومة الليبية أمس الاربعاء طريقها نحو وسط سرت مسقط رأس القذافي بعد ان قال قادة ميدانيون ان معركة السيطرة على المدينة دخلت ساعاتها الاخيرة. وقال القائد المحلي لقوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي عادل الحاسي «أكثر من نصف المدينة يخضع الآن لسيطرة الثوار وخلال يومين ستكون سرت حرة بإذن الله.» والسيطرة على سرت لها أهمية رمزية كبيرة للحكام الجدد في ليبيا لان ذلك سيعني السيطرة على أكبر جيب مقاومة موال للقذافي وسيسمح للحكومة المؤقتة باجراء عملية انتخابات ديمقراطية. وأنها تمثل أصعب اختبار لقدرة الحكومة المؤقتة على كسب تأييد القبيلة التي ينتمي لها القذافي ومنعها من شن حركة تمرد على غرار العراق تزعزع استقرار ليبيا والمنطقة. وفي حين أن معظم المدن التي سيطر عليها المجلس احتفلت او على الأقل أعطت هذا الانطباع فإن سرت مختلفة لأن قبيلة القذافي التي تدعمه بقوة تعيش بها. وكانت تكلفة المعركة للسيطرة على المدينة باهظة في صفوف المدنيين. فقد تقطعت بهم السبل بفعل القتال مع تضاؤل امدادات الغذاء والمياه وعدم توفر منشآت طبية مناسبة لعلاج الجرحى. وخفت حدة نيران المدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية من جانب الموالين للقذافي ضد مقاتلي المجلس الوطني عند أطراف المدينة مما سمح لهم بالتقدم. وتقدمت قوات المجلس الانتقالي الى حي الحكومة في سرت الذي يضم مجموعة من الفنادق الفاخرة والفيلات ومراكز المؤتمرات حيث اعتاد القذافي استضافة الزعماء. وتمركزت مجموعة من الثوار في فندق فاخر على ساحل البحر المتوسط استخدمته ستارا لاطلاق النار على الموالين للزعيم المخلوع في منطقة سكنية تقع على بعد نحو300 متر. ويقول مقاتلو المجلس الذين تدعمهم غارات حلف شمال الأطلسي الجوية إنهم يعاملون السكان الفارين جيدا ويعطونهم الطعام والماء ولا يعتقلون الا من يشتبهون أنهم من مقاتلي القذافي. من جهة أخرى اعلنت السلطات الليبية الاربعاء العثورعلى مقبرتين جماعيتين تحتويان على قرابة 900 جثة من ضحايا النظام السابق في مدينة طرابلس. وقال رئيس كتيبة طرابلس ناجي العيساوي خلال مؤتمر صحافي ان «اعترافات الشهود التي حصلنا عليها قادتنا الى العثور على مقبرتين جماعيتين لضحايا النظام السابق في قرقارش وبئراسطه ميلاد». واضاف ان عدد القتلى في قرقارش يبلغ 200 وفي بئراسطه ميلاد 700 بحسب اعترافات الشهود. ولكن لم يتسن للعيساوي تحديد تاريخ قتل الضحايا.