أخفق المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل مرة أخرى أمس في اقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالدخول في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل من دون مرجعيات واضحة، على رغم"الضغوط الأميركية غير المسبوقة". وعلى مدى ثلاث ساعات بحث ميتشل في رام الله مع عباس وفريقه آليات مختلفة للانتقال الى المفاوضات المباشرة، لكن من دون التوصل الى اتفاق على أي منها. وابلغ ميتشل الصحافيين عقب اللقاء انه سيعود ثانية، مؤكداً ان الادارة الاميركية ستواصل جهودها من اجل اطلاق المفاوضات. وقال:"سنواصل الجهود على رغم الصعوبات التي واجهناها في الماضي. ونعلم اننا سنواجهها في المستقبل، لاننا مؤمنون بأن من مصلحتنا ومصلحة كل الاطراف في المنطقة التوصل الى اتفاق". واضاف:"ندرك ان الاساس في تحقيق ذلك هو تأسيس دولة فلسطينية مستقلة كجزء من حل الدولتين الذي نؤمن انه البديل الوحيد". وأكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات"عدم التوصل الى اتفاق. لكننا سنواصل الجهود من اجل التوصل الى معادلة تمكننا من الانتقال الى المفاوضات المباشرة". وأضاف:"سنستمر في التواصل مع مختلف الأطراف لأننا في نهاية المطاف نسعى الى التوصل الى اتفاق سلام يقوم على تأسيس دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران يونيو العام 1967والقدس عاصمة لها". وقال مسؤولون فلسطينيون ان البحث في اللقاء تركز حول اعلان"اللجنة الرباعية"بياناً تحدد فيه أسس المفاوضات، فيما حاول ميتشل ان يكون البيان مقبولاً من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وكان عباس كشف في لقاء مع عدد من الصحافيين الفلسطينيين ليل الاثنين - الثلثاء، انه يتعرض لضغوط أميركية غير مسبوقة من اجل الذهاب الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل. وقال:"لم يحصل في أي يوم أن مورس علينا ضغط مثل الذي يمارس اليوم". وقال الرئيس الفلسطيني انه قدم ثلاثة خيارات الى الادارة الاميركية من اجل الانتقال الى المفاوضات بصورة مقبولة: الخيار الاول إصدار الرئيس باراك اوباما بياناً يحدد مرجعية المفاوضات وهي اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران العام 67 وعاصمتها القدس، والثاني ان تعلن"اللجنة الرباعية"عن أساس هذه المفاوضات وهو بيانها المعلن في التاسع عشر من آذار مارس الماضي، والثالث ان يعقد لقاء ثلاثي فلسطيني - اسرائيلي برعاية اميركية لوضع أسس ومرجعيات هذه المفاوضات. وأوضح ان الخيارين الاول والثالث رفضا، ولم يبق قيد البحث سوى الخيار الثاني وهو خيار"الرباعية". وقال انه يقبل الذهاب الى المفاوضات المباشرة اذا وافقت"الرباعية"على اعلان أُسس هذه المفاوضات كما جاء في بيانها المذكور الذي يتضمن مرجعيات عملية السلام ووقف الاستيطان. من جهة أخرى كشف عباس ان السلطة الفلسطينية تعاني أزمة مالية حقيقية بسبب عدم دفع عدد من الدول العربية اموالاً منذ سنوات طويلة، محذراً من"انهيار السلطة اذا تم وقف الدعم عنها بحيث تصبح غير قادرة على تقديم خدماتها للسكان أو دفع الرواتب". وفي نيويورك، انطلقت امس اعمال لجنة التحقيق الدولية في الهجوم على"اسطول الحرية"باجتماع عقده رئيسها جيفري بالمر ونائبه الفارو يوريب مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون شارك فيه العضوان الاسرائيلي والتركي المعينان في اللجنة. وعبر بان عن"تقديره"لاعضاء اللجنة التي لها صلاحية"مراجعة"تحقيق كل من اسرائيل وتركيا في الحادث، ولها صلاحية اتخاذ"الخطوات"التي تراها ضرورية، انما"ليس لها صلاحية التحقيق في الجرائم"التي ارتكبت. واصدر مكتب الناطق باسم الامين العام بيانا قال فيه ان بان يتطلع الى تعاون كل من الحكومتين التركية والاسرائيلية مع اللجنة ودعمها لها، مشددا على ان هذا التعاون ضروي جدا وبالغ الاهمية، وقال انه"ينتظر انجاز التقرير الاول عن عمل اللجنة في 15 ايلول سبتمبر المقبل". واضاف البيان ان الامين العام عبر خلال الاجتماع عن امله في ان يؤدي التحقيق الى"المساهمة ايجابيا في العملية السلمية الاوسع وبالذات الى تحسين العلاقات بين تركيا واسرائيل".