كشف الرئيس محمود عباس انه يتعرض لضغوط أميركية غير مسبوقة من اجل الذهاب الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، ولفت الى ان السلطة الفلسطينية تعاني ازمة مالية حقيقية بسبب عدم دفع عدد من الدول العربية اموالاً منذ سنوات طويلة، محذراً من «انهيار السلطة اذا تم ايقاف الدعم عنها بحيث تصبح غير قادرة على تقديم خدماتها للسكان أو دفع الرواتب». وقال عباس في لقاء مفتوح مع عدد من الكتاب والصحافيين في مقر الرئاسة في رام الله ليلة الاثنين – الثلثاء بينهم مراسل «الحياة»، انه «لم يحصل في اي يوم أن مورس علينا ضغط مثل هذا الذي يمارس اليوم». ولدى اصرار الصحافيين والكتاب على سؤاله عن ماهية هذا الضغط قال: «عندما تسمعون في الاخبار انني تلقيت اتصالاً هاتفياً خارجياً فهذا اتصال للضغط». وأضاف انه قدم ثلاثة خيارات للادارة الاميركية من اجل الانتقال الى المفاوضات بصورة مقبولة: الخيار الاول إصدار الرئيس باراك اوباما بياناً يحدد مرجعية المفاوضات وهي اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67 وعاصمتها القدس، والثاني ان تعلن «اللجنة الرباعية» عن اساس هذه المفاوضات وهو بيانها المعلن في التاسع عشر من آذار (مارس) الماضي، والثالث ان يجري عقد لقاء ثلاثي فلسطيني - اسرائيلي برعاية اميركية لوضع اسس ومرجعيات هذه المفاوضات. وأوضح ان الخيارين الاول والثالث رفضا، ولم يبق قيد البحث سوى الخيار الثاني وهو خيار «الرباعية». وقال انه يقبل الذهاب الى المفاوضات المباشرة اذا قبلت اللجنة الرباعية اعلان أُسس هذه المفاوضات كما جاء في بيانها المذكور الذي قال انه يتضمن مرجعيات عملية السلام ووقف الاستيطان. ولفت عباس الى ان السلطة الفلسطينية تعاني من ازمة مالية حقيقية. وحذر من «انهيار السلطة اذا تم ايقاف الدعم عنها بحيث تصبح غير قادرة على تقديم خدماتها للسكان وغير قادرة على دفع الرواتب». وقال ان عدداً من الدول العربية لم تدفع اموالاً للسلطة منذ سنوات طويلة جداً، رافضاً ذكر اسماء تلك الدول. واعتبر الرئيس الفلسطيني ان الموقف العربي في لجنة المتابعة العربية كان عقلانياً. وقال «قالوا لنا في لجنة المتابعة ان نذهب الى المفاوضات بعد خلق بيئة وجو مناسب للمفاوضات، وتم تفسيره بأنه وقف الاستيطان وتحديد المرجعيات». وقال عباس ان الخلاف بينه وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت كان على نسبة تبادل الاراضي ولم يكن على الحدود، موضحاً انه التوصل معه الى اتفاق على ملف الامن الذي يتضمن مرابطة قوات دولية في اراضي الدولة الفلسطينية. وانتقد الرئيس الفلسطيني الفتوى التي اصدرها الشيخ يوسف القرضاوي ضد زيارة القدس، مشدداً على ان زيارة القدس هي تضامن مع السجين وليس مع السجان، معتبراً هذه الفتوى «سياسية» وقال «نحن نخدم الدين ولا نستخدم الدين»، بينما «هم يستخدمون الدين» في اشارة الى «الاخوان المسلمين» و «حماس». وقال عباس ان لديه معلومات من مصادر موثوقة حول اتصالات تجري بين الادارة الاميركية وحركة «حماس». وأضاف: «انا افهم ذلك، فهذه سياسة، وهذه الدول تغير مواقفها تبعاً لمصالحها». وأضاف مبتسماً: «إذا رفضنا غداً الذهاب الى المفاوضات فلربما يبحثون عن غيرنا». من جهة أخرى، قال الرئيس الفلسطيني انه لن يسمح بالمقاومة المسلحة لانها «هدمت بلدنا». وقال ان «حماس» ايضاً لا تسمح بالمقاومة المسلحة من غزة، مشيراً الى تصريحات لعدد من قادة «حماس» الذين وصفوا الصواريخ التي تطلق من القطاع على اسرائيل بأنها «صواريخ لا وطنية». وخرجت تظاهرة شعبية في رام الله أمس ترفض المفاوضات المباشرة مع إسرائيل ورفض الضغوط الأميركية، بعدما دعت 600 شخصية وطنية مستقلة وأربع قوى سياسية فلسطينية أمس الى إفشال الضغوط التي يتعرض لها الرئيس عباس للانتقال الى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.