قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه قد يستأنف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل لإنهاء مأزق محادثات السلام المتوقفة منذ عامين، مشيرا إلى تعرضه لما وصفها بضغوط دولية لحثه على الموافقة على إجرائها. وجاء هذا الموقف متزامنا مع بدء جورج ميتشل المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط أمس سلسلة لقاءات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية من أجل الدفع بإجراء تلك المفاوضات. وقال عباس في لقاء صحفي برام الله إنه مستعد أن (يذهب رأسا) إلى تلك المفاوضات إذا أصدرت اللجنة الرباعية الدولية بيانا يدعو إسرائيل لإيقاف الأنشطة الاستيطانية والتوصل إلى اتفاق خلال 24 شهرا. وأكد أن على إسرائيل الموافقة على أن تتناول المفاوضات كل الأراضي التي احتلتها منذ حرب عام 1967 وإيقاف الأنشطة الاستيطانية والموافقة على جدول زمني للمحادثات. وسبق أن عرضت اللجنة التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أثناء اجتماع بموسكو في مارس الماضي مجموعة إجراءات هدفها التوصل إلى اتفاق خلال عامين لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. ولم يخف عباس تعرضه لضغوط دولية كبيرة ليوافق على إجراء مفاوضات مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأضاف (الآن نحن نتعرض لهذه الضغوط، وأعتقد أننا حتى الآن لم نقبل، ربما تتناول الضغوط أمورا أخرى لا قبل لي بها، عند ذلك أنا سأدرس الأمر مع القيادة الذي تقرره، وممكن أنا أرجح القرار فيما بعد). وتقول الحكومة الإسرائيلية إن المحادثات غير المباشرة مضيعة للوقت، وانتقدت عباس لوضعه شروطا مسبقة لمحادثات مباشرة. ومن جهتها وافقت لجنة عملية السلام في الجامعة العربية الشهر الماضي على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل حينما يرى عباس ذلك مناسبا. وتوقفت محادثات السلام المباشرة منذ الحرب التي شنتها إسرائيل في غزة في ديسمبر 2008 ويناير 2009. وتزامنا مع موقف عباس يجتمع ميتشل مع نتنياهو وعباس في إطار سعي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى الجانبين لبدء محادثات مباشرة في أقرب وقت ممكن. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن ميتشل (سيمضي يوما واحدا في التصدي لأسئلة من الجانبين قبل العودة إلى الولاياتالمتحدة مساء اليوم الأربعاء). وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي (نعتقد أن ما يحتاج إلى إنجازه يمكن أن يتم في اجتماعات أسرع مع زعماء الجانبين). وكان ميتشل أجرى خمس جولات من المحادثات غير المباشرة بين عباس ونتنياهو ومعاونيهما منذ مايو الماضي، حيث أكد أن الإدارة الأميركية تأمل في أن تبدأ المفاوضات المباشرة في سبتمبر المقبل.