أعلن وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس احراز"تقدم"في الخلاف الديبلوماسي"الصعب"بين ليبيا وسويسرا خلال اجتماع وزيري خارجية البلدين أمس الخميس في مدريد برعاية الاتحاد الأوروبي. وقال موراتينوس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي:"لقد سُجّل تقدم، لكنني لا أُخفي عنكم وجود صعوبات. الوضع صعب بين السلطات السويسرية والليبية". وأضاف موراتينوس للصحافيين على هامش اجتماع وزيرة خارجية سويسرا ميشلين كالمي - راي ونظيرها الليبي موسى كوسا:"هناك رغبة من الجانبين في التوصل إلى حل نهائي لهذا الخلاف". وبدأت الأزمة الديبلوماسية بين سويسرا وليبيا بعد توقيف هنيبعل، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، وزوجته في جنيف في 2008، قبل أن تتحول الآن إلى خلاف بين طرابلس ودول منطقة"شنغن"بسبب تضييقات متبادلة في منح التأشيرات. وبطلب من سويسرا التي مارست سياسة القبضة الحديد مع ليبيا حيث يعتقل مواطنان سويسريان منذ تموز يوليو 2008، رُفض 270 طلب تأشيرة"شنغن"في 2009 لليبيين من بين 30 الف طلب تم تقديمها. وردت ليبيا بإعلانها في نهاية الأسبوع الماضي قراراً بتعليق منح تأشيرات دخول لأراضيها"لكافة مواطني فضاء شنغن"، ما أثار انتقادات من دوله الأعضاء ال 25. ودافع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الاثنين عن ليبيا متهماً الاتحاد السويسري بأنه"يرتهن كل دول فضاء شنغن"بقراره. وتضم منطقة شنغن وهي منطقة لا يحتاج أعضاؤها الى تأشيرات لدخول أراضي الدول الأخرى الأعضاء، 22 دولة من الاتحاد الاوروبي إلى جانب سويسرا والنروج وايسلندا. من جهة أخرى، وصفت ليبيا الخميس وضع لائحة سوداء لشخصيات ليبية ممنوعة من دخول سويسرا بأنه"دناءة سياسية". وقال محمد بعيو الناطق باسم الحكومة الليبية لوكالة"فرانس برس"معلّقاً على اللائحة السوداء السويسرية:"نحن نعتبرها قائمة فيها دناءة سياسية لصرف الاهتمام عن الاتفاق"الموقع في آب اغسطس 2009 لتسوية الأزمة التي نشأت عن توقيف نجل القذافي في جنيف. وبحسب الصحافة الليبية، فإن 188 شخصية ليبية بينها الزعيم الليبي معمر القذافي وأفراد أسرته، أُدرجت على"اللائحة السوداء"السويسرية. وندد الناطق باسم الحكومة الليبية بهذه اللائحة التي قال إن"فيها طفلاً لا يتجاوز عمره ثلاث سنوات"، هو نجل هنيبعل القذافي، مضيفاً أن"القائمة السويسرية جريمة". وأكد بعيو أن"سويسرا كدولة تستطيع حل الأزمة في ظرف أيام بتنفيذ اتفاق 20 آب/اغسطس بطرابلس الذي وقعه الرئيس السويسري ورفضه كانتون جنيف، ويشمل الاعتذار والتعويض ومحاكمة"المسؤولين عن توقيف نجل القذافي في جنيف. واعتبر بعيو انه"يجب على الاتحاد الأوروبي أن يتخذ آلية ليحمي مصالحه من حماقات دولة صغيرة"، في إشارة إلى سويسرا. ولم تؤكد برن وجود"لائحة سوداء"ضد الليبيين، لكنها أكدت مواصلة"سياستها المتشددة في منح التأشيرات"لمواطني هذا البلد والتي اعتمدتها في أيلول سبتمبر 2009 احتجاجاً على رفض طرابلس السماح بمغادرة إثنين من المواطنين السويسريين ليبيا منذ تموز يوليو 2008. وعلّق موراتينوس باسم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي"ان هذه اللائحة وهذه القيود ينبغي أن تُرفع في أسرع وقت". وقال الوزير الإسباني إن وزيرة الخارجية السويسرية ستغادر مدريد، لكن اجتماعاً جديداً سيعقد مساء أمس بين الوفدين الليبي والسويسري. وأجرى موراتينوس في الصباح محادثات مع الوزيرين الليبي والسويسري كلاً على حدة قبل أن يُعقد اجتماع ثلاثي غادره موراتينوس للمشاركة في اختتام اجتماع للوزراء الأوروبيين حول مساعدات التنمية. وواصل كوسا وكالمي - راي بعيد ظهر الخميس محادثاتهما في غيابه. لكن من المفترض أن يكون موراتينوس انضم إلى طاولة المفاوضات في المساء. وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس أن باريس"طلبت توضيحات"من ليبيا وأعربت لها عن"قلقها"بعد وقف منح تأشيرات دخول لرعايا دول فضاء شنغن بسبب الخلاف الديبلوماسي بين ليبيا وسويسرا. وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو رداً على سؤال خلال لقاء مع الصحافيين عما إذا كانت فرنسا معنية بهذا الاجراء:"على حد علمنا تمت اعادة سبعة فرنسيين لدى وصولهم إلى ليبيا". وأضاف"لقد أعربنا عن قلقنا للاجراءات التي اعلنتها السلطات الليبية". وأوضح أن"السفير الليبي في باريس استقبل في وزارة الخارجية حيث طلبنا منه توضيحات في شأن هذه الاجراءات". وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير حض الثلثاء سويسرا وليبيا على التوصل إلى تسوية حتى"لا ترتهن"حرية حركة الأوروبيين المعنيين بمجال شنغن. نشر في العدد: 17122 ت.م: 2010-02-19 ص: 13 ط: الرياض