يحيط الغموض بمصير انتخابات مجالس المحافظات في إقليم كردستان، بعدما أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن سلطات الإقليم لم تبلغها حتى الآن بموعد رسمي للاستحقاق الذي كان مقرراً نهاية الشهر الجاري. وقال مدير مكتب المفوضية في أربيل هندرين محمد ل"الحياة":"لم تبلغنا حكومة الإقليم أو برلمانه رسمياً موعد محدد لإجراء انتخابات مجالس المحافظات، لكن المفوضية اتخذت استعدادات غير رسمية من جوانب عدة، وعقدت ورش عمل وندوات عن تحديث آلية الشكاوى وسجلات الناخبين وسير الاقتراع". وأشار إلى أن"مجلس المفوضين بعث قبل أكثر من أسبوعين برسالة إلى رئاسة الإقليم ورئاستي البرلمان والحكومة المحليتين، لإطلاعهم على الجدول العملياتي المقرر لعملية الانتخابات والموازنة المطلوبة لتنفيذ العملية"، موضحاً أن المفوضية تحتاج ستة شهور لاستكمال الإجراءات الرسمية للانتخابات. وعما إذا كانت انتخابات مجالس المحافظات ستجرى بالتزامن مع انتخابات مجالس الأقضية والنواحي، قال:"أبلغت المفوضية السلطات بعدم قدرتها على إجراء الانتخابات على المستويات الثلاثة مرة واحدة على المستوى الوطني، بسبب اختلاط سجلات الناخبين بين النواحي والاقضية والمحافظات وعدم فرز وكلاء المواد الغذائية وعدم وجود تصنيف كهذا في إحصاءات وسجلات وزارة التجارة. وفي هذه الانتخابات أيضاً، أعتقد أن المفوضية تستطيع أن تجري انتخابات مجالس المحافظات وحدها كمرحلة أولى، وبعدها يتم إجراء انتخابات الأقضية والنواحي في وقت آخر". وكانت حكومة إقليم كردستان العراق أعلنت 30 من تشرين الأول أكتوبر الجاري موعداً مبدئياً لإجراء انتخابات مجالس المحافظات، لكن جميع المؤشرات تؤكد أن الانتخابات لا يمكن أن تتم في موعدها، وسط غموض يكتنف الموعد النهائي. وتوقعت مصادر مطلعة إرجاء الانتخابات إلى آذار مارس المقبل، فيما لم تؤكد السلطات الإرجاء حتى الآن. وكانت المحافظاتالعراقية انتخبت مجالس لها في كانون الثاني يناير 2009، واستُثنيت كركوك بسبب وضعها الاستثنائي، ومحافظات أربيل ودهوك والسليمانية، كونها منضوية في إقليم كردستان. ويتوقع أن تشهد انتخابات المحافظات في حال إجرائها في الإقليم استقطاباً سياسياً واسعاً، خصوصاً لجهة صراع إثبات الثقل بين حزب"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة الرئيس جلال طالباني و"حركة التغيير"بقيادة نيوشروان مصطفى.