"الحركة الخضراء ستشارك في يوم القدس"اعلان انتشر على المدونات وصفحات الفيس بوك في طهران، في دعوة للمشاركة في الجمعة الأخيرة من رمضان، وهي الدعوة التي أطلقها الإمام الخميني للتضامن مع الشعب الفلسطيني قبل 29 عاماً. لكن الخضر الإيرانيين لن يحملوا لافتات الدعم لغزة ولن يهتفوا ب"الموت لأميركا وإسرائيل"، بل سيوظفون اليوم لصالح تيارهم السياسي ليؤكدوا مجدداً قناعتهم بأن"الانتخابات الرئاسية زورت"وسيهتفون ب"الموت للديكتاتور"وسيطلقون الإتهامات ب"اختطاف الثورة"و"الإنقلاب على تعاليم الخميني"، وسيكون من عجائب السياسة الإيرانية مشاركة أناس يعارضون تقديم الدعم للفلسطينيين ويرون فيه هدراً لمال الشعب الإيراني أحق به. وهدد زعيم حزب"اعتماد ملي"مهدي كروبي بالقول:"مرة أخرى سترون قدرة الشعب الإيراني في يوم القدس"، خصوصاً أن الحكومة الإيرانية لن تجرؤ على إلغاء المسيرة وهي التي تحث الناس على المشاركة فيها كل عام ولن يكون تيار الخضر بحاجة إلى إذن بتسيير مظاهرة ترفض وزارة الداخلية منحه اياها. وربما تشهد الساحة السياسية الإيرانية مواجهة من نوع جديد بعد الإعلان عن أن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني سيكون إمام جمعة هذا العام كالعادة وسيحضرالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي يواظب على المشاركة في هذه المناسبة وكذلك زعماء التيار الإصلاحي وفي مقدمهم الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، ومهدي كروبي، ويضاف إلى المشاركين في"قدس"هذا العام المرشح الخاسر وزعيم الخضر الإيرانيين مير حسين موسوي. على أحد المدونات بدأ التحضير للشعارات التي سيرفعها المشاركون الخضر، وكان أبرزها شعار يقول:"لا غزة ولا لبنان روحي فداء إيران"، وبدأ الترويج لعدد من الملصقات، استبدلت فيها خريطة فلسطين بيد ترفع شارة النصر وشريطاً أخضر، وعبارة تقول:"أعظم المسيرات في تاريخ إيران ستكون في يوم القدس". وشهدت مواقع أخرى دعوات ليكون صدى شعار"الموت للديكتاتور"أقوى من شعار"الموت لأميركا"، وجاءت دعوات أخرى باستبدال شعار"لا شرقية ولا غربية جمهورية إيرانية"بالشعار الذي يتردد كثيراً في التظاهرات الإيرانية"لا شرقية ولا غربية جمهورية اسلامية"، وطاولت دعوات التغيير الصور التي ترفع في يوم القدس واقترحت مدونة شبابية استبدال صور"البعض"من دون أن تحدد من هم، بصور مير حسين موسوي وخاتمي وكروبي وندا سلطان...، ودرجت العادة أن ترفع صور الشهداء والأطفال الفلسطينيين في هذا اليوم. وبات مطروحاً في النقاش السياسي على الساحة الإيرانية ما إذا كان قادة التيار الإصلاحي يعون ما تريده جماهيرهم ويوم القدس يعد نموذجاً لذلك؟ وإن كانت الإجابة بنعم فهؤلاء الزعماء مدعوون اليوم إلى مراجعة شعاراتهم بالسير على نهج الخميني الذي أكد مراراً أن"الثورة الإسلامية لن تكتمل إلا بتحرير القدس"، أما إن كانوا غير راضين عن هذه المطالب والشعارات، فذلك يعني نوعاً من ال"شيزوفرينيا السياسية"التي تعكس حالة غير مسبوقة من جماهير تنصب قيادات لا تحمل مطالبها، وقيادات تمارس"نفاقاً"وتحاول جزافاً اثبات علاقتها ب"ثورة لم تعد تريد تبعاتها". فجماهيرهم التي ستتوجه"لإحياء"يوم القدس ليست معنية بمقولة الخميني ب"اقتلاع جذور جرثومة الفساد هذه إسرائيل من المسجد الأقصى، ومن بلدنا الإسلامي العزيز، لكي نتمكن بعون الله من التوجه معاً إلى القدس ونصلي صلاة الوحدة هناك". ورافق التحضيرات ل"يوم القدس"على طريقة الخضر، هجوم على"حماس"شنه نشطاء في الحركة من خلال رسالة الكترونية تبودلت بشكل واسع وحملت عنوان"حماسة أخرى من حماس"والرسالة منقولة عن موقع ألماني يدّعي أن عمر"عرائس"الزواج الجماعي الذي أقيم في غزة أخيراً كان يرواح بين الثامنة والثلاث عشرة سنة، وتساءل مروّجو هذه الرسالة عن مصدر المال الذي موّل عرس حماس"الجريمة"كما سموه؟. يأتي ذلك في وقت أعاد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي تأكيداته على فشل محاولات"إقصاء الإصلاحيين من الساحة السياسية"، وأشار خاتمي في آخر تصريحاته إلى النية باستمرار التحرك المعارض طلباً للتغيير، لكنه شدد على أن التغيير الذي ينشده يتلخص ب"العودة لأصل الدستور وتعاليم الإمام والثورة الإسلامية"، ورأى خاتمي أن أحد الأسباب"الوجيهة لمشاركة وبقاء الإصلاحيين هو التصدي للذين لا يعتقدون بتعاليم الثورة أو أولئك النادمون على القيام بها، وإن كانوا ظاهرياً يدعون السير على خط الإمام". نشر في العدد: 16960 ت.م: 10-09-2009 ص: 31 ط: الرياض