السفر ثانية، عبر شركة"بساط الريح"من مطار بيروت إلى أربيل في نيسان ابريل 2009، لم يكن ثمة تأخير يُذكر والرحلة مرّت بسلام. كذلك إجراءات النزول وتسلم الحقائب والوصول إلى الفندق. ثمة أصدقاء كُثر في انتظاري، خصوصاً أن معرض أربيل الدولي للكتاب قد فتح أبوابه تواً. ولهذا فقد ضاع الأمل الأبدي في الانعزال والتوحد مع النفس، أو التجوّل وحيداً في أربيل من أجل استعادة ذكريات قديمة وأيام خوالٍ، حينما كانت الوجوه كئيبة والخبز مغشوشاً وبسطات الكتب القديمة التي تعود إلى منتصف السبعينات، حيث وجدت آنذاك، وأعني عام 1993، نسخاً من كتابي الشعري الأول: لمن أعلن دفتري؟ لا شيء من هذا القبيل الآن، فأيامي مرت سراعاً بين عمل ولقاء أصدقاء ومشاريع أفكار أغلبها سيبقى بالتأكيد مجرد أحلام أصدقاء يلتقون بعد أعوام طويلة. لأجل العودة إلى السماوة، كان عليّ، هكذا اقترح الأصدقاء، ركوب الطائرة ثانية من أربيل إلى بغداد، ومن هناك بالسيارة، صحيح ان الطريق آمنة، لكن شكلي ربما يؤدي إلى طلب الهوية والتفتيش في كل"سيطرة"على الطريق البري إلى بغداد. ولكن لسوء الحظ، لا توجد أماكن فارغة، لهذا كان عليّ الاختيار بين الانتظار أياماً أخرى... وحتى الطائرة إلى مطار النجف، تتطلب الانتظار، لهذا وجدت أن من الأنسب، أو وجد أخي أن من الأنسب أخذ الطائرة إلى البصرة ومن هناك بالسيارة أعود صعوداً حتى أصل السماوة. وهكذا كان الوصول إلى مطار أربيل سهلاً، كذلك اجراءات الدخول، فقط عند الجوازات سمعتهم يهمهمون عن"تأشيرة"أو"فيزا"، أحدهم سأل ما إذا كان الجواز أميركياً، سيدةٌ سألتني ما إذا كنتُ من أصل عراقي؟ لدي شهادة جنسية عراقية قديمة تعود إلى عام 1973، ولكنني نسيتها على مكتبي في بيروت. عند الدخول إلى أربيل مُنحت مدّة 10 أيام، وفي حال البقاء أكثر، عليّ المراجعة، وهذه المدة لم تنته بعد. لا أدري هل هي صالحة أيضاً للبصرة؟ فالعلم العراقي مرفوع هنا بجانب العلم الكردي، بقيت أفكّر طيلة الوقت في إجراءات الدخول في البصرة، كيف ستكون؟ وإذا كانت تأشيرة أربيل ستعتمد هناك أم سأحتاج الى تأشيرة جديدة! أم أنه سيتم ببساطة الاعتراف بعراقيتي! لكن على أي أساس! قبل إقلاع الطائرة أُخبرنا بأنها ستطير أولاً إلى السليمانية وهناك ستتوقف قليلاً وبعدها ستقلع إلى وجهتها الأساسية: البصرة. لم يطلب منّا إطفاء أجهزة الخليوي، انما فقط بعض إجراءات السلامة وعدم التدخين الخ... قطعت الطائرة المسافة بين السليمانية في الشمال والبصرة في الجنوب بساعة وعشر دقائق. في مطار البصرة تم الأمر بسرعة، مُنحت تأشيرة اضطرارية ومن دون تعقيدات، بعد الجوازات يوقفك جندي أجنبي لكي يأخذ صورة لعينيك، طال الأمر معي، لأن أجفاني شبه مغمضة من التعب والقلق، يبدو أنهم يريدون تصوير البؤبؤ. الخروج من المطار يتم بباص خاص من البوابة الداخلية الى البوابة الخارجية. هناك يقف المنتظرون، وهم عادة يستقلون سيارة واحدة أو أكثر كعائلة، بحيث يبدو الأمر كرحلة جماعية. هكذا كان عام 2003 وما زال حتى هذا اليوم. نوع من الحيطة والحذر. صديقي من الموصل وصل إلى معرض أربيل للكتاب مع أمه وأخيه وخاله بالطريقة نفسها. القرية في الطريق الصاعد من البصرة إلى السماوة، تلاحظ كم تغيّرت الصورة. تلاحظ هذا من خلال أشجار النخيل، السيارات، وجوه الناس وملابسهم، طريقة خطوهم وحتى من الطريق ذاته. في القرية: حلّ الانشراح والنميمة بدل الشكوى والانكماش في الوجوه، حلّت سلاطة اللسان والنيل من السياسيين المحليين وفي العاصمة، في مضافة العائلة وبعدما تناول المهنئون بالعودة الطعام نُحرت خرفان لهذا السبب وشربوا الشاي، بدوا لك وكأنك في عراق مصغّر بمختلف أطيافه، ونُسي بالطبع الضيف المحتفى بعودته. الضيف نفسه ربما ارتاح لأنهم نسوه وكفوا عن طرح تلك الأسئلة التي لا إجابات لديه عنها. على رغم تعب الرحلة الطويلة كانت رغبتي شديدة في الانفلات من هذا الاحتفاء، لكي امتّع ناظري بالطبيعة التي بقيت تلاحقني صورها وأطيافها أينما كنت! فشاهدت سواقي المياه الكبيرة وقد غارت مياهها بسبب الانخفاض الشديد لمياه الفرات، أما السواقي الصغيرة فهي تقريباً تلاشت ملامحها. لكن أشجار النخيل بدت بخضرتها الداكنة كإشارة لفرح غامض وأمل يعشش في داخلي. نوع من اللقاء الخاص، كنت أريد أن يجمعني بالأعشاب، بالشجيرات، بتلك الهبات الحمراء من الهواء، والتي تحمل لك الأتربة وتعطي الفضاء لوناً خاصاً بشيء من الرهبة. أجلس وأتأمل، أجلس وأتكلّم مع نفسي. تلك الصورة القديمة جداً تبدو وكأنها شبه متلاشية، واختلطت عليّ الوجوه، واشتبكت الذكرات المختلفة. لم أعد معنياً بأحد ربما، ليس تماماً. لكنني لم أعد أبحث عن هذا وذاك. رؤية المكان من جديد كانت هاجسي الأول. كنت أحاول أن أدرّب نفسي على المدينة التي تغيّرت كثيراً. حتى أصبحت عصية حتى على الذاكرة. فتلك الروابي التي تمتد مسافة كيلومترات بين القرية والمدينة تلاشت تقريباً. أصبحنا جزءاً من المدينة، بل تجاوزنا البناء وشمل تلك الفيافي العذراء التي كانت تدور فيها الذئاب ونحن الصغار آنذاك كنا نهابها ولا نزورها إلا خلال الشتاء والربيع حينما ينمو العشب والرشاد البري ويقبّع المشروم الأرضَ، انها مجرد ألوان زاهية من الماضي، لقد بدأت في النسيان، ذاكرتي النشطة في عامي 2003 و2004 لم تعد كما كانت. ربما كنت أحاول أن أنسى. أو أن اتشبث ببعض القليل الذي تريد ذاكرتي الاحتفاظ به. كنت كمن يريد أن يعايش الأماكن من جديد. تفرحني أحياناً فكرة أنني ربما رأيت هذه الزاوية أو تلك في مكان آخر، في زمن آخر، في حياة أخرى ربما. أوزّع نفسي بين بقايا المكتبات القليلة أصلاً، والتي كانت آنذاك موردي من الكتب، لأعيش حالها من جديد. الجرائد التي أقتنيها وأجد نفسي وقد رميتها جانباً بعد وقت قليل. محمولها تقريباً ميت. تقرأ وكأنك لا تقرأ. الإحباط الذي يجعلك تتشبث بكل إشارة ترد في هذه أو تلك. تعتقد أحياناً بأن قراءة الجريدة هي المفتاح أو السلم إلى الكتاب. لهذا تبقى بعيداً عن القراءة ولا تقرب الورقة البيضاء أبداً. بل أخذتَ تتطيّر منها. عيناك مبيضتان من دموع كثيرة وغزيرة. تتيه بين صور تنثال في الداخل والخارج، تريد أن تبحث عن صور قديمة فتقودك خطاك إلى مدينة كلكامش: أوروك! رأيتها حين كنتَ صغيراً، وحلمتَ أن تكون كلكامش وأن تكون انكيدو. ولكن هذه الصورة بقيت مجرد طيف، تلاشى، وامحت بقاياه. لقد صنعت لنفسك صورةً أخرى للمدينة. صورة جمعتها من بقايا التواريخ والخيالات. بل رأيت النهر يجري وسطها، لهذا، ما أن وطأت قدماي أرضها أخذت أبحث عن النهر، عن مجراه على الأقل، وهناك في أعلى الزقورة بان لك مهدُ النهر، الحارس يذكر لك اسمها، تلك الباحثة الألمانية التي كنت تدعوها: الراهبة، انها مارغريت فان أس، أنت كنت تدعوها الراهبة، لثيابها السوداء، حين التقيتها للمرة الأولى، وسألتني عن اسم المدينة التي قدمت منها، لاحظت انها ارتجفت حينما ذكرت لها اسم السماوة. لم أكن أعرف أنها تشرف على التنقيبات الأثرية في أوروك. الرفاهية البادية والتوظيف المقنّع دفعا بالكثير من المزارعين إلى التساهل والكسل مع شروط الحياة، فقبل أعوام وجدتهم حوّلوا البيداء إلى حقول خضراء وبساتين لا حدود لها، وعلى رغم انحسار الماء في النهر، إلا أنهم كانوا يعتمدون في شكل أساس على مياه الآبار الجوفية التي تعتمد بدورها على نهر مخبوء يمتد من النجف إلى الزبير. لكن اليوم هناك المعوقات الأخرى: فالسوق العراقية اليوم تعج بصادرات متنوعة من دول الجيران، بالأخص تركيا، إيران والأردن، وبأسعار منافسة جداً، والدولة لحكمتها العميقة أو ربما لانشغالها لا تشتري من الفلاحين بأسعار مشجعة، وهذا هو أيضاً حال معظم أصحاب المصانع الصغيرة، التي أخذت بالاندثار، إضافة إلى إغراءات المدينة والأشغال المتسعة والبناء، في القطاع الخاص على الأغلب. لكنك على رغم هذا يمكنك أن تجد الخيار والطماطم بطعم حقيقي، لكنك ستفتقده في بغداد أو في أربيل أو في السليمانية. في"سيطرات"الجيش والشرطة يتم التدقيق في هويات الأجانب أو من يشبههم أو يشتبه بهم، وعلى رغم أنني ابن هذه المنطقة، لكنه يتم في شكل مستمر التدقيق بحالتي حتى لو كانت"السيطرة"قرب بيتنا! فشكلي يثير الشكوك، وبالطبع جواز سفري الألماني أيضاً! هذا الأمر دفعني إلى أن أستعيد جنسيتي العراقية، لكي يكون في إمكاني إبرازها لمن يطلبها، وخلال ساعات راجعت الدوائر المحلية المختلفة والمعنية برفقة أوراق أخواني ووالدتي وبرفقتهم، حتى وجدتني بعد الظهر وبيدي جنسيتي العراقية. ها أنا استعيد هذه الجنسية، الأمر الذي بدا محبِطاً لعناصر الجيش والشرطة، فها هم بدل الصيد الثمين يباغتون بهوية عراقية عادية، وهذا الأمر أفادني خلال الحجز في الفنادق، حيث يكون السعر أرخص، وأيضاً في المرور في ما بعد إلى مطار بغداد وإلى الطائرة أيضاً. المشي وحيداً جرّبت المشي وحيداً في بغداد، المشي لمسافات طويلة وقصيرة، استعادة لعادة قديمة مارستها قبل أعوام طويلة، ليس المشي ما أردت فقط، إنما أردت استعادة الإحساس بالمكان، آنذاك كنت أمشي من"الميدان"عبر شارع الرشيد وحتى شارع السعدون، آخر السعدون، وربما تاهت نفسي في أماكن أخرى، واليوم بالعكس. خريطة الذاكرة تغيب أحياناً، لكنها تعود من جديد، تشعر بأن ثمة أشياء تُطحن! تُقلع من الذاكرة! وثمة أشياء أخرى تبقى صامدة تنتظر التأكيد! هل أنت فعلاً حرّ الحركة؟ لم تتخلل أيام إقامتك ببغداد انفجارات سمعتها أو رأيتها أو قصف أو أي شيء من هذا القبيل! سرتَ وحيداً، تأملت، جلستَ في مقاهٍ ومطاعمَ وحيداً، وبرفقة أصدقاء، تسوّقت ما تريده من طعام وشراب وجلست لساعات ولأيام متتالية وحيداً أو مع أصدقاء قُدامى وجدد، بعضهم رأيته في الشارع صدفة، في المتنبي، شارع الكتب، يوم الجمعة على الخصوص، بدا لك وكأن الشارع قد ازداد جمالاً والكتب القديمة ما زالت تطلّ من خلاله، ووجدت بعض الذي تبحث عنه، كنت تبحث وتبحث... لكن الأحاديث التي كنت تبحث عنها تقريباً لم تجرِ! والصحف غير العراقية قليلة جداً، والعراقية على رغم تطوّر بعضها في شكل ملحوظ، ك"الصباح"و"المدى"لكنها تبقى لا تفي بالغرض بالنسبة إلي. كنتُ تقريباً أعيش وحدي، أنا العائد إلى بلاده، أرى الصداقات من بعيد وهي تذوي، الحياة وهي تزهر من جديد، فهي تزهر من دوننا أيضاً! أحياناً أشعرُ أن لا أحد يريد أن يرانا! لا أحد يريد أن يعرف عنا شيئاً! أحسّ بالألم، هل هذا نكران لكل تلك الآلام البعيدة، لكل الذي بنيت بيدي ولكل ما كتبت؟ أعرف أن ما كتبت ربما لا يهم أحداً، الخبز المبلل بعرق الجبين هو ما لدي فقط! الراحة لا يريدها لي أحدٌ، خصوصاً في بلدي! جئتُ غريباً، وها أنا أغادر إلى مطار بغداد، بهوية عراقية، لكن بشعور الغرباء، المدخل الطويل إلى المطار والتفتيش مرات عدة بكلاب ضخمة ومن دونها، أمر جيد! يجعلك تشعر ببعض الأمان وببعض الطمأنينة، تمرّ لكي تجد للمرة الأولى في حياتك أفضلية المرور لركّاب الخطوط الجوية العراقية، وحيث تدخل إلى باحة الركاب، يجرّك فضولك بعد احتساء القهوة والراحة قليلاً إلى مشاهدة معروضات السوق الحرة والمطاعم الصغيرة! السوق الحرة تعرض منتوجات عراقية قليلة كالتمر ومن السما، ولكن أسعارها مرتفعة جداً ومستواها متدنٍ، مقارنة بأسعار مطارات دبي وأبو ظبي للتمور، وهي غير واضحة، فالعامل لا يعطيك جواباً شافياً ويتلاعب بالأسعار بحسب الزبون، وكأن الفساد الذي يدور الحديث عنه في مكان مكان، يعيش في سوق المطار البغدادي الحرّة! تلتهم بعض الأكلات العراقية الخاصة بلذة، وتغادر إلى الطائرة، مودعاً بغداد، بغداد التي أحببتها كثيراً وتألمت فيها وبسببها طوال السنوات الماضية. كنتَ غريباً، من يعرفك شغلته أوهامه في الحياة والوظيفة وأنت تألمت لهذا. عدتَ إلى أوراقك البيضاء حين انطفأت إشارة ربط الأحزمة، اختفى الرادع بينك وبين الورقة البيضاء... وأخذت تكتب. أرواح مثلث الموت بالسيارة من جديد باتجاه بغداد، خضرة سعف النخيل الداكنة من جديد، هذه الخضرة أتت وكأنها نُسغ جديد للحياة، أطفال المدارس من بعيد وهم ذاهبون إلى مدارسهم أو عائدون منها، مراكز الجيش والشرطة تجبرك على التوقف عن الاسترسال في تفكيرك، فشخصك مشكوك فيه من جديد، وقد تحوّل هذا الشك بعدما استعدت هويتك العراقية، إلى حيرة على وجوه هؤلاء الساهرين. شعور غريب ينتابني وأنا أقدّم هويتي العراقية، كم مرّ عليّ منذ فقدت هذه الهوية أو منذ لم استطع استخدامها. ثلاثون عاماً أو أكثر. على جانبي الطريق، في المنطقة التي تسمى"مثلث الموت"تشاهد كثافة البيوت الزراعية ولا تجد من آثار تلك الأيام المرعبة الخارجية إلا بعض بقايا التفجيرات الكبيرة وتلك الذكريات الداخلية بينك وبين نفسك. تفكر بهذا الإنسان الذي يشغل نفسه اليوم بهذه المزروعات التي تمنح البهاء لجانبي الطريق، وشخصه نفسه الذي كان قبل سنوات قليلة جداً، وهو ربما نفسه يترصّد عاثر الحظ والذي تقوده خطاه أو عجلات سيارته الى طريق جانبي لكي يُقتل أو يخطف أو يقطع رأسه ببساطة! يبدو الفضاء صافياً اليوم، وأرواح تلك الأيام التي أزهقت، ماذا حلّ بها؟ وهل تفكّر الآن بهذا؟ هذه الجروح التي اندملت، نُثر الملح عليها وبدا عليها الآن وكأنها شفيت! تصل إلى بغداد، الوقت بعد الظهر قليلاً، تلاحظ طلاب الجامعات وهم يتركون جامعاتهم بعد انتهاء الدوام، تتأكد من الحضور الكثيف للطالبات، جمالهن أثار انتباهك، إنها الحياة المعتادة، الحياة الطبيعية، كثافة المطاعم، تنوّعها، على رغم الحواجز الإسمنتية، الشوارع وقد أزهت بأشجارها! تعود إلى الفندق ذاته، في شارع أبي نواس على نهر دجلة. تقريباً بالغرفة نفسها التي سكنتها سابقاً! أصدقاؤك يحضرون، الحياة بالنسبة اليكم تبدأ من جديد وفي ظروف جديدة، متطلبات الحياة تغيّرت، هكذا تلاحظ! ملابسهم مريحة، أذواقهم تغيّرت إلى الأحسن، جلسوا، غنّوا، رسموا، حلموا بمشاريع كثيرة، جوالاتهم ترنّ طيلة الوقت، مرحهم مستمر وكنتُ أستمع، من جديد استمع، إنها وتيرة الحياة من جديد. نشر في العدد: 16916 ت.م: 28-07-2009 ص: 23 ط: الرياض