سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجلس النواب الاميركي يدعم "المدافعين عن الحرية" في إيران ... وكروبي يصر على إلغاء الانتخابات وانباء عن "تراجع" موسوي عن تحركه . خامنئي يتبنى فوز نجاد ... وينذر المحتجين
حسم مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، الجدل حول نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، معلناً"تثبيت فوز"الرئيس محمود احمدي نجاد، ومحمّلاً قادة الإصلاحيين مسؤولية أي دم يراق خلال الاحتجاجات. وأمسك المرشد بالعصا من الوسط مبدياً حرصه على رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، الداعم للمرشح الإصلاحي للرئاسة مير حسين موسوي في مواجهة نجاد الذي اعترف خامنئي بانحيازه اليه. وكان المرشد حازماً في خطابه، لجهة رغبته الواضحة في وقف احتجاجات أنصار المرشحين الخاسرين في الشوارع، مؤكداً انه لن يرضخ للشارع، ومحمّلاً"قادة التظاهرات المسؤولية المباشرة"عن"إراقة الدماء والعنف والفوضى". راجع ص 7 و15 وفي ما بدا استجابة سريعة لتحذير المرشد، نقلت وكالة"رويترز"عن"حليف"لموسوي قوله ان المرشح الإصلاحي الخاسر تراجع عن دعوة مؤيديه الى تنظيم احتجاجات جديدة اليوم، فيما أصر المرشح الإصلاحي الآخر مهدي كروبي على المطالبة بإلغاء نتائج الانتخابات، متهماً الحكومة ب"قتل الناس ثم إقامة مراسم تشييع لإسكاتهم". وفي حين دان الاتحاد الأوروبي"استخدام العنف"ضد المتظاهرين في طهران، داعياً الى السماح للمحتجين بالتظاهر، أقر مجلس النواب الاميركي بغالبية ساحقة بلغت 405 اصوات مقابل صوت واحد، مشروع قرار لدعم الإيرانيين"الذين يدافعون عن قيم الحرية وحقوق الانسان". ويدين القرار"اعمال العنف التي تمارسها الحكومة الايرانية والميليشيات الموالية لها ضد المتظاهرين، والغاء الحكومة لوسائل الاتصال الالكترونية المستقلة والتشويش على الهواتف النقالة". ويؤكد"الطابع العالمي للحقوق الشخصية وأهمية اجراء انتخابات ديموقراطية وعادلة". وفي بروكسيل، اعتبرت المستشارة الألمانية انغيلا مركل خطاب خامنئي"مخيباً للآمال"، فيما استدعت الخارجية البريطانية السفير الإيراني في لندن، احتجاجاً على الاتهامات التي وجهها المرشد الى بريطانيا التي اعتبرتها"غير مقبولة". وحذر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طهران من"ارتكاب ما لا يمكن إصلاحه"، لافتاً الى ان أوروبا لا يمكنها ان تسكت على ما يحصل في إيران. وبدا واضحاً في خطاب المرشد انه يقرأ التطورات في البلاد بصفتها خطراً، في ضوء الانقسامات التي أحدثتها نتائج الانتخابات في المؤسسات الإيرانية. وحرص خامنئي على توزيع التهم على المرشحين الأربعة من دون استثناء، معتبراً انهم تجاوزوا الخطوط الحمر في اتهاماتهم المتبادلة واتهام الآخرين من دون الاستناد الى أدلة قانونية موثقة. لكن اللافت في خطاب خامنئي كان دعمه للرئيس السابق رفسنجاني الذي وصفه بأنه"صديق"و"مجاهد"، بعد اتهامات بالفساد وجهها اليه نجاد. وأكد المرشد ان رفسنجاني"لم يستغل اي مال لمصالحه الشخصية، بل دعم النظام والثورة بأمواله وعرض حياته للخطر، وهو يقف الى جانب القيادة حالياً". وساد اعتقاد بأن المرشد لا يريد التفريط بجهود رفسنجاني الذي لا يزال يُعتبر من الشخصيات المهمة في إيران، إضافة الى وجوده على رأس احدى أهم مؤسستين قانونيتين هما مجمع تشخيص مصلحة النظام ومجلس خبراء القيادة. لكن المرشد اغلق الباب أمام أي تشكيك في نزاهة الانتخابات، وتساءل:"كيف يمكن الغش بفارق 11 مليون صوت؟ تشكل الفارق في الارقام الرسمية بين الأصوات التي نالها نجاد وتلك التي نالها موسوي. وقال ان"الرئيس انتُخب ب24 مليون صوت"، معتبراً أن"الشعب اختار من يريد"، في إشارة الى نجاد الذي أكد المرشد"تقارباً معه"في الآراء. وقال:"اذا كانت هناك شبهات حول الانتخابات، يجب متابعتها عبر الآليات القانونية". وحذر من انه لن يسمح لأي طرف بانتهاج الخيارات غير القانونية، وقال ان"النزال الدائر في الشارع خطأ، وأريده ان ينتهي. لن أرضخ للشارع". وحمّل"قادة التظاهرات المسؤولية المباشرة"عن"اراقة الدماء والعنف والفوضى"، معتبراً ان"الأمة الإيرانية تحتاج الى الهدوء". وعلى رغم الاعتقاد بأن خطاب المرشد يحسم الموقف بين نجاد ومنافسيه، يصعب توّقع عودة الهدوء بسهولة الى الساحة السياسية، خصوصاً ان مجلس صيانة الدستور يستعد اليوم لاستضافة المرشحين الثلاثة موسوي وكروبي والمحافظ محسن رضائي، الذين يطالبون بتشكيل لجنة تقصٍ للحقائق ودرس مجمل العملية الانتخابية. وحضر خطاب المرشد، نجاد ورضائي ورئيس مجلس الشورى البرلمان علي لاريجاني، فيما سُجل غياب موسوي والرئيسين السابقين محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني. وأفاد موقع"تبناك"الإلكتروني بأن رضائي أشار الى ان نسبة الاقتراع في بعض الدوائر الانتخابية بلغت 140 في المئة. وبعد الموقف الحاسم للمرشد، جدد كروبي مطالبته بإلغاء نتائج الانتخابات، وجاء في رسالة وجهها الى مجلس صيانة الدستور ونقلتها"فرانس برس":"اقبلوا إرادة الشعب واضمنوا مستقبل النظام، عبر اتخاذ قرار عادل بإلغاء الانتخابات وإجراء عملية انتخابية جديدة". واعتبر كروبي في الرسالة التي أوردها موقعه الإلكتروني، ان"الحكومة تنشر أجواء رعب، عبر فرض الرقابة وقطع شبكات الهاتف الخليوي والرسائل القصيرة. انهم يقتلون الناس ثم يقيمون مراسم تشييع لإسكاتهم". وتساءل:"اذا كانت الحكومة منتخبة على أساس اقتراع شرعي، فلمَ تحتاج الى إشاعة مناخ من الرعب والترهيب"؟ وبعد ساعات على إعلان محافظ طهران مرتضى تمدن ان التظاهرة التي يعتزم أنصار موسوي تنظيمها اليوم في العاصمة، لم تُمنح ترخيصاً نقلت وكالة"رويترز"عن"حليف"للمرشح الإصلاحي قوله ان"لا خطط لموسوي لتنظيم تظاهرة"اليوم وغداً. وأضاف:"اذا قرر تنظيمها، ستُعلن على موقعه الإلكتروني". وكان أنصار موسوي رفعوا لافتات خلال تظاهرة في العاصمة الخميس الماضي، تفيد بأنهم سيتجمعون مجدداً اليوم. في الوقت ذاته، نقلت"رويترز"عن مصدر مقرب من رئيس"حركة الحرية"المحظورة ابراهيم يزدي إن السلطات أفرجت عنه، بعد يوم من اعتقاله أثناء وجوده في مستشفى. نشر في العدد: 16878 ت.م: 20-06-2009 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: انباء عن "تراجع" موسوي عن تحركه ، بريجنسكي : تيار أميركي يدعم "سيناريو عراقياً" لإيران . خامنئي يتبنى فوز نجاد ... وينذر المحتجين