يغادر رئيس الجمهورية جلال طالباني إلى تركيا غداً الاثنين للمشاركة في مؤتمر عالمي حول المياه، قبل أن يقوم الرئيس التركي عبدالله غل بزيارة العراق في 20 آذار مارس الجاري بحسب مصادر مطلعة. وعقد المكتبان السياسيان للحزبين الكرديين الرئيسيين اجتماعاً في السليمانية للبحث في آخر المستجدات السياسية في الاقليم والعراق. وذكرت مصادر قريبة من رئاسة الجمهورية أن طالباني"سيغادر الاثنين المقبل الى اسطنبول للمشاركة في منتدى المياه الذي سيستمر لثلاثة أيام"، مشيرة الى أن وفداً رفيع المستوى سيرافق طالباني في زيارته. وأفاد المكتب الاعلامي ل"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة طالباني في تصريح الى"الحياة"أن الرئيس"يحمل في زيارته الى تركيا أجندة تتعلق بمنتدى المياه الذي يشارك فيه الى جانب عدد من رؤساء الدول"، من دون التعليق عما إذا كان طالباني سيبحث على هامش زيارته في العلاقات الثنائية أو الكردية - التركية. وأكدت مصادر مطلعة رفضت كشف هويتها ل"الحياة"أن"الرئيس التركي عبدالله غل سيزور بغداد في 20 آذار مارس الجاري، وسيلتقي طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي، ويبحث معهما في تطوير العلاقات الثنائية بين الطرفين، فضلاً عن احتمال التطرق الى موضوع القصف المدفعي التركي لمناطق داخل حدود اقليم كردستان العراق". ويأتي كشف هذا الموعد بعدما تحدثت الأوساط الرسمية والسياسية العراقية والكردية عن زيارة الرئيس التركي منذ أواخر العام الماضي من دون أن تتحقق الزيارة فعلياً. ومن المنتظر أن تساهم هذه الزيارة في بلورة مواقف جديدة بين أنقرة من جهة وبغداد واقليم كردستان العراق من جهة ثانية حيال قضايا أمنية وسياسية على خلفية الانسحاب الأميركي من العراق. وكان وزير الدفاع العراقي عبدالقادر العبيدي أشار في تصريحات أمس الى توجه وزارته للاستفادة من العلاقات التركية - العراقية في بناء القوات الأمنية. وتقصف المدفعية والطائرات التركية مناطق في اقليم كردستان شمال العراق بحجة استهداف مقرات ومخابئ لعناصر"حزب العمال الكردستاني"، ما أدى الى تصعيد التوتر بين الاقليم الكردي وتركيا. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وقع مع نظيره العراقي نوري المالكي في بغداد في تشرين الاول اكتوبر الماضي، اتفاقاً استراتيجياً ثنائياً على تشكيل مجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوى يعمل على إرساء شراكة طويلة المدى على صعد الطاقة والتجارة والاستثمار والأمن والموارد المائية. وقبل ذلك، وقع وزير الداخلية العراقي جواد البولاني اتفاقاً أمنياً مع نظيره التركي بشير اتالاي في أيلول سبتمبر الماضي على التعاون في محاربة"حزب العمال الكردستاني"على الحدود بين البلدين. الى ذلك، ترأس الأمين العام ل"الاتحاد الوطني الكردستاني"جلال طالباني اجتماعاً للمكتبين السياسيين لحزبه وحليفه"الديموقراطي الكردستاني"بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الذي يقوم بجولة أوروبية في الوقت الراهن. وترأس وفد"الديموقراطي"الى الاجتماع سكرتير المكتب السياسي فاضل ميراني، وبحث القياديون الاكراد في آخر المستجدات السياسية في اقليم كردستان وعلى الساحة العراقية. وكان"الاتحاد الوطني"مر في أزمة داخلية عميقة خلال الآونة الأخيرة أسفرت في نهايتها عن استقالة أربعة من أعضاء المكتب السياسي للحزب على خلفية خلافات على صلاحيات طالباني وجوانب مالية يتعلق جزء منها باستثمارات افراد من عائلة الأمين العام للحزب. وسرت أنباء عن تقديم كوسرت رسول علي نائب الأمين العام للحزب استقالته، إلا أن الموقف الرسمي الأخير كان بقاء رسول في الحزب في مقابل موافقة طالباني على اجراء اصلاحات واسعة في البنية التنظيمية مثل منح مزيد من الصلاحيات لنائبيه رسول وبرهم صالح، علاوة على فتح حوار مع الأعضاء المبعدين أو المفصولين عن الحزب في مسعى لإعادتهم من جديد نشر في العدد: 16781 ت.م: 15-03-2009 ص: 11 ط: الرياض