بحث نائب رئيس الجمهورية العراقي عادل عبدالمهدي مع رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في مدينة اربيل «آخر المستجدات السياسية على الساحة العراقية، وكيفية حلحلة القضايا العالقة بين اقليم كردستان وبغداد»، فيما يواصل وفد رفيع من «حزب الدعوة الاسلامية» لقاءاته مع مسؤولين أكراد في محاولة لمعالجة الخلافات بين الحكومة العراقية والجانب الكردي. ووصل عبدالمهدي، وهو «قيادي في «المجلس الاسلامي الاعلى» الى اربيل أول من امس لعقد محادثات مع المسؤولين الأكراد، وعلى رأسهم رئيس الاقليم ورئيس الوزراء نيجيرفان بارزاني، بعد ان كان وفد من «حزب الدعوة» برئاسة وزير التربية خضير الخزاعي وصل الى اربيل قادماً من السليمانية حيث اجتمع مع الرئيس العراقي جلال طالباني وعدد من المسؤولين في «الاتحاد الوطني الكردستاني». وقال بيان لرئاسة اقليم كردستان ان «نائب رئيس الجمهورية (عبدالمهدي) اجتمع مع رئيس الاقليم وبحث معه العديد من القضايا والمواضيع التي تتعلق بالمصلحة الوطنية العامة، كما تم التطرق الى مستجدات الاوضاع السياسية والامنية في العراق، بالاضافة الى القضايا التي ما زالت عالقة بين اقليم كردستان وبغداد». وتابع: «تم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة حل جميع المشاكل والامور العالقة من خلال الحوار والتفاهم سعياً لتعزيز وحدة الصف الوطني وتعزيز العمل المشترك». وصرح عادل عبدالمهدي بأنه طرح مع بارزاني مجموعة مسائل لتقريب وجهات نظر لحل بعض القضايا العالقة ولتوحيد الصف ومواجهة التحديات بشكل مشترك لإزالة بعض سوء الفهم. واشار الى ان القيادات العراقية تعمل سوية منذ عقود في هذا المشروع الوطني، سواء كانوا في المعارضة او في الحكم، لإ زالة الاشكالات الموجودة بينها. في غضون ذلك يواصل وفد «حزب الدعوة الاسلامية» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي زيارته الى اقليم كردستان. ووصل الوفد، الذي يرأسه وزير التربية خضير الخزاعي ويضم عضو المكتب السياسي للحزب وزير التجارة في الحكومة الاتحادية عبدالفلاح حسن السوداني، وعضو المكتب السياسي للحزب النائب قاسم السهلاني والقيادي في الحزب حسن آل سعيد، الى اربيل قادماً من السليمانية حيث اجتمع مع الرئيس جلال طالباني ونائبه كوسرت رسول ومسؤولين آخرين في «الاتحاد الوطني الكردستاني». وذكرت مصادر «الاتحاد الوطني» أن «اجتماعات وفد الدعوة تمحورت حول التعاون المشترك بين الجانبين فضلا عن التطرق الى ابرز المشاكل الراهنة بين بغداد واقليم كردستان العراق». واضافت ان رسول بحث مع وفد «حزب الدعوة» في ضرورة تمتين العلاقات الاستراتيجية بين الحزبين بما يخدم المصالح العليا للعراق، ومناقشة آخر المستجدات على الساحة العراقية وأوضاع إقليم كردستان ومناقشة العلاقات بين حكومة إقليم كردستان مع الحكومة الاتحادية. وتعاني العلاقات الثنائية بين بغداد والاقليم الكردي من بعض التشنجات، مردها خلافات حول بعض القضايا، أبرزها المناطق المتنازع عليها واهمها مدينة كركوك الغنية بالنفط، والعقود النفطية التي تبرمها حكومة الاقليم، وطرح التعديلات الدستورية. وينما يصر الاكراد على ضم كركوك الى اقليم كردستان العراق، يشدد العرب والتركمان على ضرورة أن تكون متصلة مباشرة بالعاصمة بغداد. ويعد الدستور العراقي ومدى الالتزام بتطبيقه احد القضايا العالقة الاخرى. فالجانبان يتبادلان الاتهامات بعدم التمسك بالدستور، كما يدعو «حزب الدعوة» الى تعديل الدستور الأمر الذي يتخوف منه الأكراد خشية سلبهم بعض المكاسب. وتعتبر العقود النفطية التي تبرمها حكومة اقليم كردستان مع شركات اجنبية لاستثمار النفط المستخرج من حقول تقع ضمن حدود الاقليم نقطة خلاف رئيسية مع بغداد، كما انها حجر عثرة امام اقرار قانون النفط والغاز العراقي حيث تعارض وزارة النفط العراقية هذه العقود جملة وتفصيلا وتشدد على أنها صاحبة الحق الحصري في ابرامها، بينما يذهب الاكراد الى أن الدستور العراقي يضمن لهم هذا الحق. وفي هذا الجانب، أعلنت شركة «اويل كورب» النفطية الكورية الجنوبية أنها ستواصل التنقيب عن النفط في حقول اقليم كردستان العراق على رغم قرار وزارة النفط العراقية منع الشركة المذكورة من الحصول على عقود استثمار في باقي مناطق العراق ما لم تلغ عقودها النفطية التي ابرمتها مع حكومة الاقليم. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن متحدث باسم الشركة أن قرار الحكومة العراقية بمنع شركته من الحصول على عقود استثمار في الاراضي العراقية لن يثني الشركة عن مواصلة التنقيب عن النفط في حقول اقليم كردستان العراق.