شهدت مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين (جنوب اليمن) أمس معارك ضارية بين القوات الحكومية ومئات المسلحين من تنظيم «القاعدة»، والذين يخوضون حرب شوارع مع وحدات الجيش منذ أيام لمنعها من استعادة السيطرة على المدينة كاملة، بعد أسابيع على فك الحصار على اللواء 25 ميكانيكي. وأكدت ل «الحياة» مصادر متطابقة في أبين أن معارك أمس التي بدأت في الساعات الأولى فجراً هي الأعنف منذ دخول قوات الجيش إلى الضاحية الجنوبيةالشرقية وفك الحصار عن اللواء الميكانيكي مطلع الشهر الماضي. وقالت إن القتلى والجرحى بالعشرات بين الجنود والمسلحين المتشددين الذين تمكنوا من استدراج الجيش إلى حرب شوارع في أنحاء متفرقة من زنجبار يسيطرون عليها منذ نهاية أيار (مايو) الماضي. وفي وقت قالت المصادر إن المواجهات أسفرت عن مقتل العشرات من الطرفين، بينهم نحو 80 جندياً بين قتيل وجريح، تحدثت معلومات عن مقتل 29 جندياً بالخطأ في قصف نفذته طائرة حربية، الأمر الذي نفاه مصدر عسكري لوكالة الأنباء الرسمية (سبأ) نفياً قاطعاً. ولفتت المصادر إلى إن المواجهات دارت في عدد من شوارع مدينة زنجبار، عندما تقدمت حملة عسكرية كبيرة نحو المدينة مكونة من أرتال من الدبابات والآليات العسكرية، بمشاركة قوات متخصصة في مكافحة الإرهاب. وأضافت أن المسلحين كانوا يتمترسون في العديد من المباني والخنادق، وتمكنوا من إعطاب سبع آليات عسكرية على الأقل، واستولوا على 80 قطعة سلاح متنوعة، بينها رشاشات أميركية متطورة وقاذفات «آ ربي جي». إلى ذلك شهدت العاصمة اليمنية صنعاء تظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من المحتجين المعتصمين في ساحة الحرية أمام جامعة صنعاء والمطالبين بإسقاط النظام. ورافق التظاهرات جنود يتبعون الفرقة الأولى مدرع المنشقة عن الجيش لحماية المتظاهرين. ورفع المتظاهرون شعارات تؤكد الحسم الثوري ورددوا هتافات مناوئة للنظام ومنددة بفتاوى من أسمتهم «علماء السلطة». وفي حين انتهت التظاهرات من دون مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وقعت اشتباكات قرب جولة كنتاكي وشارع الزبيري بين جنود الحرس الجمهوري والأمن المركزي من جهة، وجنود الفرقة المدرعة. وتبادل الطرفان الاتهامات ببدء الاعتداء على الطرف الآخر. من ناحية أخرى كشف محافظ محافظة مأرب ناجي علي الزايدي هوية عناصر تنظيم «القاعدة» الذين قتلوا مع الزعيم الروحي للتنظيم أنور العولقي الجمعة بغارتين نفذتهما طائرة تجسس أميركية من دون طيار في صحراء محافظة الجوف المجاورة لمأرب. وأوضح أن ستة قتلى هم يمنيون، والسابع هو سمير خان الأميركي الجنسية من أصل باكستاني. وكانت مصادر قبلية محلية في المحافظة تحدثت عن وصول عدد من مشايخ ووجهاء قبيلة العولقي إلى الجوف لتسلم جثة العولقي والقتلى الآخرين.