ساد امس توتر شديد في عدد من أحياء العاصمة صنعاء، ومناطق محيطة بها بعد أنباء عن قصف مدفعي تعرض له موقع تابع للفرقة الأولى مدرع المنشقة في شارع الخمسين من قبل قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس علي عبد الله صالح، ما أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى. وسمعت طلقات متنوعة في الأحياء الشمالية للعاصمة بعد الظهر سرعان ما توقفت وسط قلق كبير بين السكان من تفجر الوضع عسكرياً في أية لحظة . وقتل جنديان وجرح أربعة آخرين بانفجار لغم أرضي زرعه مسلحو تنظيم «القاعدة» على الطريق العام في الضاحية الشرقية لمدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين الجنوبية، والتي تمكنت وحدات من الجيش أول من أمس من الدخول اليها والسيطرة عليها، وفك الحصار عن معسكر اللواء 25 ميكانيكي، بعدما حاصره زهاء أربعة شهور مسلحون متشددون سيطروا على المدينة في نهاية أيار (مايو) الماضي . وأكدت ل»الحياة» مصادر متطابقة في زنجبار ان القوات الحكومية التي تسيطر تماماً على شرق المدينة دفعت بوحدات مقاتلة في اتجاه وسطها وغربها حيث لا تزال السيطرة للعناصر المسلحة، وحيث لا تزال الإشتباكات مستمرة. وأضافت ان سلاح الجو اليمني نفذ أمس غارات على مواقع لعناصر «القاعدة» في منطقة جعار المجاورة يعتقد بأن المسلحين المتشددين الفارين من شرق زنجبار لجأوا اليها، وينطلقون منها لمهاجمة قوات الجيش المنتشرة في هذه المناطق . وفي حين دحضت وزارة الدفاع اليمنية ما اوردته أحزاب المعارضة والقيادات العسكرية المنشقة عن القوات المؤيدة ل»ثورة» التغيير السلمي هي التي فكت الحصار عن اللواء 25 ميكانيكي في زنجبار. وإتهمت الوزارة، على لسان مصدر عسكري، قائد الفرقة الأولى مدرع المنشق اللواء علي محسن الأحمر بتزويد «الإرهابيين» في محافظة أبين بالأسلحة والذخائر والمعدات التسليحية التي مكنتهم من السيطرة على المحافظة ومحاصرة اللواء 25 ميكانيكي في زنجبار. وكان اللواء الأحمر قال، في تصريحات صحافية أمس، «إن الذين سلموا أبين للقاعدة قبل شهور يحاولون اليوم سرقة إنتصار دحرهم منها، والذي حققه أبطال الجيش الحر المؤيد للثورة الشعبية السلمية». وقال المصدر العسكري ان الأسلحة والذخائر والمتفجرات والألغام والصواريخ التي كانت في حوزة العناصر الإرهابية «كانت صرفت لقيادة المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع، غير أنها سلمتها للعناصر الإرهابية، ما يؤكد تورط تلك القيادات الانقلابية في دعمها للعناصر الإرهابية في أبين وبعض المناطق الأخرى والسيطرة عليها وتشريد أكثر من 100 ألف من سكانها»، معتبرا أنه «لولا ذلك الدعم المقدم للقاعدة من قبل العناصر الانقلابية المتمردة بالسلاح والعتاد، إضافة إلى الدعم السياسي والإعلامي من قبل أحزاب اللقاء المشترك وفي مقدمتها حزب الإصلاح لعناصر الإرهاب، لكان أبطال القوات المسلحة تمكنوا من دحر تلك العناصر من مدينتي زنجبار وجعار وإنهاء الحصار عن اللواء 25 ميكانيكي خلال أيام». وأشار المصدر الى «ان الأسلحة والذخائر والصواريخ التي ضبطها الجيش مع العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة ومليشيات الإصلاح والإخوان المسلمين في منطقتي أرحب ونهم في محافظة صنعاء كانت من ضمن الأسلحة والذخائر التي صرفت للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع». وفي سياق متصل، قال نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن أكثر من 30 عنصرا من القيادات المعروفة في تنظيم «القاعدة» لقيت حتفها على ايدي القوات الحكومية خلال المواجهات في محافظة أبين. وأضاف، خلال لقاء وسفراء دول الاتحاد الأوروبي، أن 90 عسكريا من اللواء 25 ميكانيكي قتلوا وجرح نحو 600. وقالت وكالة الأنباء اليمنية ان السفراء «أبدوا الاستعداد لتقديم المساعدات اللازمة في طريق الخروج السليم من الأزمة الراهنة»، مؤكدين «أهمية التوافق السياسي والحوار الجاد باعتباره الطريقة المثلى لإخراج اليمن من هذه الأزمة». من جانبه قال وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر احمد ان عدد القتلى من قوات الجيش في المواجهات مع مسلحي «القاعدة» من وحدات المنطقة العسكرية الجنوبية بلغ اكثر من 230.