قتل نحو عشرين مسلحاً على الأقل من تنظيم «القاعدة» بينهم أربعة قياديين، وجرح العشرات في منطقة الوضيع بمحافظة أبين (جنوب اليمن) في غارتين جويتين يعتقد أن طائرتين أميركيتين من دون طيار نفذتاهما فجر أمس، واستهدفت إحداهما مركزاً للشرطة سيطر عليه مسلحو التنظيم أول من أمس بعد انسحابهم من مديرية لودر إثر معارك عنيفة خاضوها مع رجال القبائل والأهالي الرافضين لوجودهم. وأكدت مصادر محلية في أبين ل «الحياة» أن الغارة الثانية استهدفت سيارتين لمسلحي «القاعدة» كانتا غادرتا مبنى الشرطة قبل الضربة الأولى بدقائق وعلى متنهما عدد من المسلحين بينهم قياديان. وقالت المصادر أن السيارة الأولى احترقت بالكامل، فيما انقلبت الثانية واحترقت جزئياً. واستبعدت المصادر أن يكون الطيران الحربي اليمني نفذ الغارتين لأن الأهالي لم يسمعوا أصوات حركة الطيران الحربي المعتادة وإنما سمعوا فقط دوي الانفجارات تهز المنطقة. وتشير معلومات محلية في أبين إلى أن الطائرات الأميركية من دون طيار نفذت العديد من الغارات على مواقع «القاعدة» في أبين منذ منتصف أيار (مايو) الماضي أثناء المعارك بين مسلحي التنظيم والقوات الحكومية في جعار وزنجبار اللتين سيطر عليهما المسلحون المتشددون آنذاك، ومديرية مودية التي لم يتمكنوا من السيطرة عليها حتى الآن. وتأتي غارات أمس في وقت تخوض فيه قوات اللواء 25 ميكانيكي في زنجبار معارك «كسر عظم» مع مسلحي «القاعدة». وأكدت مصادر محلية ل «الحياة» أن المسلحين المتشددين يطبقون الحصار على معسكر اللواء 25 من مختلف الاتجاهات بهدف اقتحامه والسيطرة عليه والاستيلاء على الأسلحة والذخائر التي فيه بغرض استخدامها في السيطرة على مدينة عدن المجاورة. وأضافت المصادر أن نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي طلب أمس من قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء مهدي مقولة الإسراع في إرسال قوات إسناد إلى زنجبار لفك الحصار على اللواء 25 الذي كان قائده ومعظم جنوده أعلنوا انضمامهم إلى حركة الاحتجاجات المناوئة للنظام ضمن وحدات في الجيش بقيادة اللواء علي محسن الأحمر أعلنت انشقاقها عن المؤسسة العسكرية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح. وأشارت إلى أن هادي أنذر اللواء مقولة بإعفائه من منصبه إذا لم ينفذ توجيهاته بفك الحصار عن اللواء 25 خلال فترة وجيزة. إلى ذلك تتواصل المعارك الطاحنة في محافظة الجوف (شمال غربي صنعاء) بين القبائل المسلحة الموالية لحزب «التجمع اليمني للإصلاح» وشركائه في تكتل «اللقاء المشترك» وبين المسلحين من أتباع عبد الملك الحوثي الذي يطمح للسيطرة على محافظة الجوف بالكامل إلى جانب صعدة التي تمكن من بسط نفوذه عليها بعد ست حروب خاضها مع القوات الحكومية. وقالت ل «الحياة» مصادر متطابقة في الجوف إن الطرفين يستخدمان أسلحة تابعة للجيش تم الاستيلاء عليها في وقت سابق بينها دبابات ومدافع ميدان في المواجهات الدائرة بينهما منذ نحو خمسة أشهر، في حين فشلت وساطات لأحزاب المعارضة في التوصل إلى هدنة كي لا يؤثر القتال سلباً على تحالف القوى المعارضة لنظام صالح.