لوحت موسكو ب"غصن زيتون"لإدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك اوباما، اذ أعلنت القيادة العسكرية الروسية تجميد خططها لنشر صواريخ متطورة من طراز"إسكندر"في إقليم كاليننغراد غرب البلاد. وبدا أن بادرة"حسن النية"هذه، تنتظر رداً مماثلاً من أوباما بتجميد مشروع نشر الدرع الصاروخية الأميركية في شرق أوروبا. وجاء رد الفعل الأول من أميركا على لسان كورت فولكر مندوبها لدى حلف شمال الأطلسي الذي وصف القرار الروسي ب"خطوة إيجابية جداً"، في وقت لم يستبعد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس احتمال تعاون موسكووواشنطن في مسألة الدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا. وأعلنت القيادة الروسية قرارها غداة محادثات هاتفية بين أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف، في أول اتصال من نوعه، اتفقا خلاله على وقف"التراجع"في العلاقات بين البلدين. وأفادت وسائل إعلام روسية أمس، بأن موسكو علقت تنفيذ خططها لنشر صواريخ"إسكندر"التكتيكية في كاليننغراد، بعد ظهور بوادر تغيير في توجهات واشنطن بعد وصول أوباما إلى البيت الأبيض. وأبلغ مصدر عسكري رفيع وكالة أنباء"انترفاكس"الروسية أن موسكو"لم تتخذ أية تدابير على الأرض لنشر صواريخها في كاليننغراد، رداً على خطط واشنطن لنشر الدرع الصاروخية في تشيخيا وبولندا". واعتبر المصدر أن"من السابق لأوانه الحديث عن إقامة منصات الصواريخ في كاليننغراد"، في إشارة إلى أن موسكو تنتظر قرار الإدارة الأميركية الجديدة حول"الدرع"، علماً أن أوباما كان أعلن خلال الحملة الانتخابية الرئاسية أنه سيؤيد نشر الدرع الصاروخية في بولندا وتشيخيا في حال حصل على أدلة وبراهين تثبت ضرورتها لحماية الأمن الإستراتيجي للولايات المتحدة. ووصفت موسكو هذا التصريح بأنه"إيجابي"، وأكدت استعدادها لحوار"بناء وهادف"مع الإدارة الجديدة، لتحديد المخاطر الحقيقية التي تهدد الأمن الأوروبي وإحياء فكرة وضع آليات مشتركة لمواجهتها، عوضاً عن التحركات الأحادية الجانب من كل طرف. من جهة أخرى، حلقت قاذفتان إستراتيجيتان روسيتان من طراز"توبوليف - 95 أم أس"فوق المحيط المتجمد الشمالي قرب الاسكا شمال الولاياتالمتحدة خلال ما يزيد على 10 ساعات أول من أمس. وكانت تلك أول طلعات تقوم بها القوات الإستراتيجية الروسية قرب أجواء الولاياتالمتحدة منذ انتخاب أوباما، علما أن موسكو استأنفت العام الماضي طلعات مقاتلاتها فوق المحيطات العالمية بعد تجميدها لسنوات إثر انهيار الاتحاد السوفياتي. وقال مساعد قائد القوات الجوية الروسية، فلاديمير دريك إن القاذفتين قامتا بدورية في منطقة لا تعد جزءاً من أراضي أي دولة. وأضاف أن أربع طائرات أميركية من طراز"ف - 15"رافقت الطائرتين الروسيتين لبعض الوقت. نشر في العدد: 16736 ت.م: 2009-01-29 ص: الاولى ط: الرياض عنوان: موسكو تجمد نشر صواريخ في كاليننغراد وتنتظر من أوباما وقف مشروع "الدرع"