فتحت موسكو باب المساومات مع الإدارة الأميركية الجديدة حول قضايا الأمن والاستقرار في أوروبا، ولمح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، إلى استعداد بلاده للتراجع عن فكرة نشر صواريخ هجومية في مقاطعة كاليننغراد، في مقابل تراجع واشنطن عن نشر الدرع الصاروخية في شرق أوروبا. وعكست تصريحات لافروف بعد لقائه في موسكو، وليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأميركية، استعداد روسيا لسحب تهديد رئيسها ديمتري ميدفيديف في يوم ظهور نتائج الانتخابات الأميركية بنشر صواريخ روسية من طراز"إسكندر"في إقليم كاليننغراد الحدودي مع أوروبا، ما اوحى بأن كلام الرئيس الروسي يستهدف حمل الإدارة الجديدة على تقديم تنازلات لموسكو في ملف الدرع الصاروخية. وأكد الوزير الروسي قناعته بأنه"ما زال أمام روسيا والولايات المتحدة وأوروبا وقت كافٍ لتقريب وجهات النظر في شأن آليات ضمان الأمن والاستقرار في أوروبا مع مراعاة مصالح كل الأطراف". وأوضح أن بلاده"تأمل بوضع نظام أمني شامل يضمن مصالح الجميع"، معتبرا أن المهم"التوصل إلى قناعة مشتركة بالتهديدات الحقيقية لا المختلقة، التي تهدد أوروبا بالفعل ووضع تصورات مشتركة حول سبل معالجتها". ورأى ان ذلك"لا يتم بتصرفات فردية وردود الأفعال مثل نشر الصواريخ والرادارات بل بعمل جماعي". واوضح لافروف أن مدفيديف تحدث عن"رد فعل روسي في حال أقدمت واشنطن على نشر منظومتها من الدرع الصاروخية"، لكنه في الوقت ذاته استبعد طرح هذا الموضوع خلال اجتماع روسيا - الاتحاد الأوروبي المقرر في مدينة نيس الفرنسية اليوم. وتصر واشنطن على نشر الدرع الصاروخية في بولندا وتشيخيا لمواجهة ما تصفه الإدارة الأميركية بأنه"خطر الصواريخ الإيرانية والكورية الشمالية على أوروبا"، فيما يصر الروس على أن المشروع الأميركي يستهدف بلادهم. ودعت موسكو في وقت سابق إلى مناقشة ملف الأمن في أوروبا والمخاطر"الحقيقية"على القارة ووضع معاهدة أمنية جماعية في أوروبا. وكان لافروف عقد مع بيرنز اجتماعا مغلقاً، تكتم الروس على مضمون المناقشات خلاله، لكن الأخير قال في ختام المحادثات إن بلاده تؤكد اهمية مواصلة التعاون بين موسكووواشنطن في معالجة القضايا الجذرية للعلاقات الثنائية. واضاف أن"الفرصة سنحت أمس لمناقشة بعض المسائل المتعلقة بعلاقاتنا وللبحث في اهمية العمل المشترك للولايات المتحدةوروسيا حول القضايا ذات الاهتمام المشترك"، من دون أن يتطرق لمسألة الدرع الصاروخية والرد الروسي المحتمل على نشرها. ويأتي ذلك غداة توجيه الإدارة الأميركية دعوة إلى الجانب الروسي لاستئناف الحوار حول المسائل الخلافية، خصوصاً مسائل الأمن الإستراتيجي. وتحدث ناطق أميركي عن اقتراحات جديدة قدمتها واشنطن أخيراً للروس عن"ضمانات أمنية لتخفيف مخاوف موسكو"في شأن نشر الدرع الأميركية. وأشارت مصادر روسية إلى أن الاقتراحات الأميركية تتناول السماح لمفتشين روس بمراقبة عمل منشآت"الدرع"المزمع نشرها في بولندا وتشيخيا، لكن لافروف سارع إلى وصف الاقتراحات بأنها"ليست كافية"، علما أن موسكو تطالب بوجود دائم لمراقبيها في المنشآت الأميركية في البلدين، وبالاطلاع على المعطيات التي ستتوافر للرادار الأميركي المزمع نشره. نشر في العدد: 16659 ت.م: 13-11-2008 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: موسكو تقترح على واشنطن التخلي بالتزامن عن خطتيهما لنشر صواريخ