حسم الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف موقف بلاده من نشر صواريخ متطورة في اقليم كاليننغراد غرب روسيا، مؤكداً ان موسكو تراجعت عن فكرة نشر الصواريخ بعدما زال سببها، اثر تخلي الولاياتالمتحدة قبل عشرة ايام عن مشروع نشر درع صاروخية شرق أوروبا. وأعلن وسط الجدل الدائر في الأوساط السياسية والعسكرية الروسية من الخطوة المقابلة للقرار الاميركي أن واشنطن عدلت خططها الخاصة بنشر منظومة الدرع الصاروخية «ليس من أجل روسيا، بل تماشياً مع مصالح الولاياتالمتحدة نفسها»، علماً ان واشنطن كانت ربطت برنامجها بمتطلبات حماية مصالحها وتلك الخاصة بحلفائها الاوروبيين ضد هجمات قد تشنها ايران. وأشار الى أنه يدرك أن اتخاذ القرار كان أمراً صعباً بالنسبة الى الرئيس الأميركي باراك أوباما، مكرراً وصف قرار الاخير والذي التقاه هذا الاسبوع بأنه «شجاع». وفي اطار معالجتها قضايا الدرع الصاروخية الاميركية، تشكل ايران ونزع السلاح النووي عناصر اساسية في محاولات ميدفيديف واوباما اعادة ضبط العلاقات الثنائية الشائكة التي تدهوت الى ادنى مستوى لها بعد الحرب الباردة خلال عهد ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش. وبالنسبة الى روسيا مثلت خطة الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا الشرقية مصدر تهديد لأمنها، ما دفع ميدفيديف الى تعهد نصب صواريخ قصيرة المدى من طراز «اسكندر» في كاليننغراد الواقعة في بحر البلطيق والمجاورة لليتوانيا وبولندا، العضوين في الحلف الاطلسي (ناتو) اذا مضت واشنطن قدماً في تنفيذ الخطة.