أبدت موسكو دهشتها أمس، لاعتراض مقاتلات أميركية قاذفات روسية استراتيجية في المحيط الهادئ، مشيرة الى"حقها"في التحليق فوق مياه دولية. وعزّز المخاوف من خطورة المواجهة الأميركية -الروسية، ان الحادث يأتي في وقت تحاول موسكو استعادة حضورها العسكري في العالم، بعدما أثارت مخاوفها خطط لنشر الدرع الصاروخية الأميركية في شرق أوروبا. في الوقت ذاته، اتسع السجال حول السباق لنشر صواريخ، مع إصرار موسكو وبكين على تبني معاهدة دولية تحظر التسلح في الفضاء. ورد الناطق باسم سلاح الجو الروسي ألكسندر دروبيشفسكي على إعلان مسؤول في البنتاغون أن 4 مقاتلات أميركية من طراز"اف أي - 18"تصدت لقاذفات روسية حلّقت قرب حاملة الطائرات"نيميتز"والسفن المرافقة لها في المحيط الهادئ نهاية الأسبوع الماضي. وقال الناطق الروسي ان موسكو"فوجئت بالضجة التي أثيرت"في هذا الشأن، فيما أعلن مسؤول في البنتاغون ان إحدى القاذفات الروسية من طراز"توبوليف-95 بير"حلّقت فوق سطح"نيميتز". وأوضح ان المقاتلات الأميركية رافقت القاذفات الروسية الى خارج منطقة تواجد"نيميتز"، مشيراً الى انه"إجراء معتاد للطائرات الأميركية". في المقابل، أكد دروبيشفسكي ان المهمة التي نفذتها القاذفات الأربع السبت الماضي، كانت في إطار دوريات بعيدة في المحيطين الهادئ والأطلسي والقطب الشمالي والبحر الأسود، بدأت في آب أغسطس الماضي. وأضاف الناطق الروسي أن كل طلعات القاذفات الروسية كانت فوق مياه"محايدة"ولم تنتهك حدوداً دولية، مؤكداً أن كل الأطراف المعنية أبلغت مسبقاً، علماً ان طوكيو احتجت في اليوم ذاته على"انتهاك طائرة روسية الأجواء اليابانية". وفي كلمة أمام مؤتمر الأممالمتحدة لنزع السلاح في جنيف أمس، أضاف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عنصراً جديداً الى السجال مع الأميركيين، انضمت إليه الصين، إذ طالب بمناقشة مسودة معاهدة جديدة قدمتها موسكو وبكين إلى المؤتمر، في محاولة لمواجهة مشاريع نشر السلاح في الفضاء الخارجي، والتي بدأت واشنطن العمل عليها بنشاط خلال السنوات الأخيرة. وأكد لافروف أن المشروع لا يثير تعقيدات في طريق البحث عن حلول وسط، علماً أن"معاهدة منع نشر الأسلحة في الفضاء واستخدام القوة ضد الأجهزة الفضائية أو التهديد باستخدام القوة ضدها"والتي قدمتها روسياوالصين للمؤتمر، قوبلت بموقف متشدد من الولاياتالمتحدة قبل مناقشتها. معلوم أن الولاياتالمتحدة أحيت في السنوات الأخيرة"مبادرة الدفاع الإستراتيجية"التي أطلقتها في ثمانينات القرن العشرين، وتشتمل على نشر صواريخ خارج المجال الجوي، بعدما عمدت إلى تطوير أجيال جديدة من الصواريخ المحدثة. وعارضت الولاياتالمتحدة مناقشة المشروع الروسي - الصيني لأن الوضع"لا يتطلب توقيع معاهدة جديدة وإتفاق حظر نشر أسلحة الدمار الشامل في الفضاء يفي بالغرض". وكانت روسيا بدأت اعداد مشروع الاتفاق بعدما انسحبت الولاياتالمتحدة من معاهدة الحد من الصواريخ الاعتراضية في العام 2002. وعزا الخبير الروسي ألكسندر بيكاييف الاعتراض الأميركي على مشروع المعاهدة الجديدة إلى سعي واشنطن إلى نشر سلاح جديد وفاعل مضاد للرؤوس المدمرة للصواريخ، يعرف ب"السهام الإلهية"وهو مخصص لتدمير المنشآت المحصنة تحت الأرض. معروف أن الولاياتالمتحدة نشرت"أسلحة فضائية"بينها صواريخ اعتراضية نصبت قواعدها في كاليفورنيا وألاسكا، وتنوي نشر درع صاروخية في بولندا وتشيخيا. ويعتبر خبراء روس أن هذه المنظومات الصاروخية قادرة على تدمير الصواريخ المجهزة برؤوس حربية في الفضاء. وكانت موسكو لمحت إلى"ضرورة مواجهة الخطط الأميركية"، اذ قال قائد سلاح الصواريخ الإستراتيجية الروسي الجنرال يوري سولوفيوف إن على بلاده التفكير في صنع منظومات مضادة للصواريخ، لتدمير أهداف في الفضاء. وأشار الى أن روسيا تملك صواريخ أرض- جو حديثة من طراز"أس - 400".