يلتهم خروفا في 30 دقيقة    15 مليار دولار لشراء Google Chrome    أقوى 10 أجهزة كمبيوتر فائقة في العالم    تنافس شبابي يبرز هوية جازان الثقافية    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    إصابة طبيب في قصف إسرائيلي استهدف مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    «اليونيسف» تحذر: مستقبل الأطفال في خطر    3 أهلاويين مهددون بالإيقاف    اختبارات الدور الثاني للطلاب المكملين.. اليوم    "مركز الأرصاد" يصدر تنبيهًا من أمطار غزيرة على منطقة الباحة    "الداخلية" تختتم المعرض التوعوي لتعزيز السلامة المرورية بالمدينة    «الغرف»: تشكيل أول لجنة من نوعها ل«الطاقة» والبتروكيماويات    افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    رصد أول إصابة بجدري الماء في اليمن    600 شركة بولندية وسلوفاكية ترغب بالاستثمار في المملكة    آل غالب وآل دغمش يتلقون التعازي في فقيدهم    أمراء ومسؤولون يواسون أسرة آل كامل وآل يماني في فقيدتهم    المملكة تعزز التعاون لمكافحة الفساد والجريمة واسترداد الأصول    نائب وزير التجارة تبحث تعزيز الشراكة السعودية – البريطانية    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    القِبلة    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    30 عاماً تحوّل الرياض إلى مركز طبي عالمي في فصل التوائم    الأكريلاميد.. «بعبع» الأطعمة المقلية والمحمصة    خسارة إندونيسيا: من هنا يبدأ التحدي    مشكلات المنتخب    تأثير اللاعب الأجنبي    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    «النيابة» تدشن غرفة استنطاق الأطفال    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    الخليج يُذيق الهلال الخسارة الأولى في دوري روشن للمحترفين    مستقبل جديد للخدمات اللوجستية.. شراكات كبرى في مؤتمر سلاسل الإمداد    "تقني‬ ‫جازان" يعلن مواعيد التسجيل في برامج الكليات والمعاهد للفصل الثاني 1446ه    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    1.7 مليون ريال متوسط أسعار الفلل بالمملكة والرياض تتجاوز المتوسط    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    المدى السعودي بلا مدى    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    فيصل بن مشعل يستقبل وفداً شورياً.. ويفتتح مؤتمر القصيم الدولي للجراحة    وزير التعليم يزور جامعة الأمير محمد بن فهد ويشيد بمنجزاتها الأكاديمية والبحثية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القادة اللبنانيون حضوا الامين العام للأمم المتحدة على العمل لوقف العدوان على غزة فورا مشددين على ضرورة معاقبة اسرائيل على جرائمها . بان من بيروت : علينا حل كل القضايا المرتبطة بعملية السلام بلا استثناء
نشر في الحياة يوم 18 - 01 - 2009

وجه الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون من لبنان الذي زاره لأقل من 24 ساعة، رسائل عدة وفي اتجاهات مختلفة، فأكد ان على إسرائيل أن تنهي احتلالها للأرض الفلسطينية والعربية التي بدأت في عام 1967،"ويجب حل كل القضايا الجوهرية المتعلقة بعملية السلام ومن دون استثناءات، حاولنا جاهدين أن نقوم بذلك عام 2008 لكننا فشلنا، ويجب ألا نسمح بتكرار الفشل في العام المقبل".
وشدد على وجوب التزام"حماس"وإسرائيل على حد سواء، بوقف اطلاق النار لأنه"لا يمكننا أن ننتظر ريثما تناقش التفاصيل والآليات ويتفق عليها فيما المدنيون يجرحون ويقتلون".
وأما عن الشأن اللبناني فأكد انطلاقة المحكمة الدولية في بداية آذار مارس المقبل والتي"نعلق عليها آمالا كبيرة وستقدم الأمم المتحدة كل الدعم اللازم والمعايير القانونية الرفيعة لتحقيق هذه الآمال". ودعا الى اجراء الانتخابات النيابية"في أجواء سلمية مريحة"، مشدداً على ضرورة اعتماد"لغة الحوار الافضل لمعالجة جذور الأزمات والنزاعات المسلحة". لكنه قال انه"قلق جداً من الاوضاع في جنوب لبنان. فالمزيد من الاعتداءات عبر الخط الأزرق يهدد الاستقرار الذي فرضه القرار 1701، وأنا أناشد كل الاطراف في لبنان وإسرائيل ضبط النفس في هذا الوقت العصيب". لافتاً الى أن الامم المتحدة"ستعمل مع كل الاطراف لضمان التطبيق الكامل للقرار 1701. كذلك ستستمر في إشراك سورية لتأمين تعاونها الكامل في هذه العملية المهمة".
استهل بان كي مون محادثاته بلقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وأوضح بان ان زيارته"تأتي في سياق جولة يقوم بها في عدد من دول المنطقة في اطار السعي لتركيز وقف اطلاق النار في غزة"، مشيراً الى"ان ذلك قد يستلزم بضعة ايام"، لافتاً الى"ان الأمم المتحدة، وبعد وقف النار، ستقود حملة دولية من اجل اعادة اعمار غزة"، ومكرراً غضبه من"استهداف القوات الإسرائيلية عدداً من المراكز والوكالات التابعة للأمم المتحدة".
ونوه بان ب"التعاون القائم بين الجيش اللبناني و"يونيفيل"في الجنوب، مبدياً ارتياحه ل"مسار الوضع الداخلي في اتجاه الاستقرار منذ اتفاق الدوحة وانتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية"، وكذلك للخطوات التي اتخذها رئيس الجمهورية بالنسبة الى"اطلاق الحوار الوطني وتشكيل حكومة وحدة وطنية".
وأعرب بان عن امله ب"ان تتم الانتخابات النيابية في 7 حزيران يونيو المقبل بكل شفافية وديموقراطية"، مؤكداً"جاهزية الأمم المتحدة لأي مساعدة تقنية يطلبها لبنان". ولفت الى"ان المحكمة الدولية ستنطلق في اول آذار مارس المقبل".
سليمان: اسرائيل تقوض فرص السلام
ورحب سليمان بالأمين العام والجهود التي يبذلها على رأس المنظمة الدولية. وإذ لفت الى"ان الاعتداء على غزة يمثل خطورة كبيرة في كل الاتجاهات"، دعا الأمم المتحدة"الى المزيد من الجهود مجدداً لإطلاق عملية سلام تشمل كل المنطقة". كما دعا الى"تحميل اسرائيل مسؤولية تقويض فرص السلام دائماً وتعريض المبادرات السلمية المتعددة المطروحة للنسف".
وأكد سليمان"التزام لبنان القرارات الدولية، ومن بينها قرار انشاء المحكمة الدولية، ولكن بعيداً من التسييس".
وانتقل بان الى السراي الكبيرة للقاء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وركزت المحادثات على تطورات الأوضاع في لبنان ولا سيما عمل القوات الدولية العاملة في الجنوب وتطبيق القرار 1701، ومستجدات الوضع في غزة والمساعي الجارية لوقف العدوان الإسرائيلي عليها.
وحضر المحادثات وزير الخارجية فوزي صلوخ، الأمين العام للخارجية بالوكالة السفير وليم حبيب، سفير لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلام، رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير خليل مكاوي، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد، والوفد المرافق للأمين العام للأمم المتحدة.
وركز السنيورة خلال الاجتماع على أن"كل ما يتم حتى الآن هو معالجة لظواهر المشكلة، لأن المشكلة الأساس هي الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وأراض عربية وبالتالي المطلوب من الأمم المتحدة أن تركز جهودها على حل المشكلة الأساسية في المنطقة أي الاحتلال الإسرائيلي والعمل على إيجاد حل جذري لمعضلة الصراع العربي - الإسرائيلي وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ودور الأمم المتحدة يتمثل في وعي هذه المسألة وفي الضغط على إسرائيل". وكان تركيز ايضاً على"سبل وقف العدوان على غزة وتطبيق قرار مجلس الأمن 1860 وضرورة العمل على محاسبة إسرائيل على الجرائم التي ارتكبتها ضد المدنيين الفلسطينيين ولمخالفتها القوانين والأعراف الدولية في استخدامها أسلحة محظرة دولياً".
وقال بان للرئيس السنيورة انه"أكثر مسؤول تحادث إليه خلال فترة ولايته حتى الآن، وأنه يأخذ في الاعتبار الحفاظ على حقوق المدنيين وضرورة التوصل إلى تطبيق القرار الدولي في أسرع وقت".
وفي دردشة مع الصحافيين، لفت السنيورة إلى أن"البحث مع بان تناول الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان والمحكمة الدولية"، وأوضح أن بان"راض عن مواقف لبنان من إدانة عملية اطلاق الصواريخ والجهود التي تبذلها الدولة في وقف مثل هذه العمليات وللتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية".
المجلس النيابي
وانتقل بان الى ساحة النجمة، حيث التأم المجلس النيابي في جلسة عامة، حضرها اعضاء الحكومة، وكان ابرز الغائبين عنها من النواب رئيس"تكتل التغيير والإصلاح"النيابي ميشال عون، واستهلها رئيس المجلس نبيه بري بالدعوة الى الوقوف دقيقة صمت حداداً على شهداء غزة. ورفع على المنصة العامة علم الأمم المتحدة والعلم اللبناني، وأجلس بري ضيف لبنان الى يمينه. وكان الطرفان عقدا خلوة استمرت نصف ساعة.
بري: عجز الأمم المتحدة
وتوجه بري بكلمة ترحيبية بالأمين العام، ووزعت كلمته على السفراء الضيوف وبينهم ممثل السلطة الفلسطينية عباس زكي، واستهل كلمته بالحديث عن غزة. ورأى ان اولى الأولويات"ايفاد لجنة تحقيق دولية لملاحقة قادة اسرائيل كمجرمي حرب خصوصاً أن شمعون بيريز لم يتورع عن التوجه لأحد ابرز القادة المسلمين بالقول يجب خصخصة السلام وها هو امّم السلام مع الفلسطينيين بكل الأسلحة المحرّمة"، معرباً عن اعتقاده بأن"الاتفاق الأميركي - الإسرائيلي الجديد الذي قيد التوقيع الآن هو جزء من عملية التأميم هذه".
وقال:"لو وضعت القرارات الدولية سواء الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة او مجلس الأمن موضع التطبيق، لكانت الأمم المتحدة وفّرت على الشرق الأوسط كل الحروب، ولما كنا وصلنا الى ضرورة استصدار قرارات جديدة على هذا المسار او ذاك". ولفت الى ان"في كل مرة صدر قرار يؤكد حق اللاجئين في العودة استخدمت الولايات المتحدة الفيتو لإبطاله"، وقال:"ان الفلسطينيين لم يكسبوا من الأمم المتحدة سوى الاعتراف بأنهم لاجئون او نازحون محرومون من وطنهم".
وعدد بري الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والقدس المحتلة، وعلى الصعيد العربي"استمرار اسرائيل في احتلال الجولان السوري وإقامة المستوطنات فيه والمشاريع السياحية والزراعية بما يشكل مخالفة للقانون الدولي ورفض الانصياع للقرارات الدولية الخاصة بانسحاب الجيش الإسرائيلي"، ولبنانياً"لم تحترم اسرائيل يوماً واحداً اتفاق الهدنة لعام 1949 ولا عناصر قوة المراقبين الدوليين كما لم تحترم قوات"يونيفيل". وقال:"كما التزمنا القرار 425 عدنا فالتزمنا القرار 1701 بعد حرب تموز المجنونة. غير ان اسرائيل لا تزال تخرق الأجواء كل يوم وتعتدي بخطف المواطنين رعاة او غير رعاة وبالقنابل العنقودية التي زرعوها بعد صدور القرار، وباستمرار احتلال القسم اللبناني من قرية الغجر ومنع حقنا في المياه ومنع التعويض عن بقعة النفط ايضاً في الجية".
وشدد بري على"ان اولوية الأمم المتحدة الآن انقاذ الأرواح وتثبيت وقف اطلاق النهار"، داعياً الى"وقف الاعتداء على غزة وسحب اسرائيل جنودها، وفتح المعابر بين غزة ومصر وإجراء المصالحة بين الفلسطينيين، وعلى المجتمع الدولي ان يؤمن الدعم العملي على الأرض". كما دعا اسرائيل الى وقف احتلالها الأراضي العربية التي بدأت به منذ العام 1967، والجميع الى وضع حد للاقتتال ووضع آلية للتفاهم اذ ان"الوقت يداهمنا".
وإذ اعتبر"ان شعوبنا تنظر بأسف الى عجز الأمم المتحدة خصوصاً مجلس الأمن عن مواجهة التحديات الدولية في الشرق الأوسط"، اكد"ان المطلوب معالجة جذرية تنطلق من العودة الى القرارات الدولية خصوصاً القرار 194 وحل قضية اللاجئين، والمطلوب انسحاب إسرائيلي الى حدود الرابع من حزيران 1967 وتنفيذ القرارين 242 و 383، والمطلوب لبنانياً استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والحرية في استعمال مياهنا، والمطلوب إبطال استعمال حق النقض فيتو في مجلس الأمن الذي أصبح له خصوصية إسرائيلية". ولفت الى"اننا في لبنان لا نريد ان نقول وداعاً للأمم المتحدة".
بان: وقت عصيب
ثم القى بان كلمة أشاد فيها بالمجلس النيابي، وقال:"ازوركم اليوم في هذا الوقت العصيب الذي تمر به المنطقة والعالم"، لافتاً الى انه زار دولاً مختلفة"للمساعدة على ايجاد حلول للمأساة الحاصلة في غزة". وقال ان الهدف من مهمته"هو وضع مسار للجهود الديبلوماسية المشتركة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وتطبيق القرار 1860 الصادر عن الأمم المتحدة وضمان وصول المساعدات الإنسانية اللازمة في شكل طارئ ومن دون شروط لمن يحتاجونها".
وأضاف:"وصل العنف في غزة إلى درجة غير مسبوقة في العقود الماضية. والقصف الجوي الإسرائيلي والعمليات البرية التي تستهدف حركة حماس، أوقعت ضحايا مدنيين وأحدثت دماراً هائلاً وعذابات للشعب الفلسطيني كله. مات أكثر من الف غزاوي في أقل من 3 أسابيع. وجرح أكثر من 5 الآف، وفي الوقت نفسه هددت الصواريخ المنطلقة من غزة نحو مليون إسرائيلي. وتفيد التقارير أن أعداداً كبيرة من الضحايا هي نساء وأطفال، وتواجه المستشفيات صعوبات كثيرة للتعامل مع أعداد الجرحى. دمرت البنى التحتية، وحتى ملاجىء الأمم المتحدة ما عادت قادرة على توفير الحماية للمدنيين الذين هربوا إليها من النزاع المسلح. نددت بالخرق الإسرائيلي للقانون الدولي كما نددت بقصف مراكز"الأونروا"أمس وطلبت من الطرفين تفسيراً لما جرى والتزاماً بعدم تكراره.
وأضاف:"هنا، يجب أن أعبر عن دعمي وامتناني العميق للدور البالغ الأهمية الذي لعبته"اونروا"بتقديم المساعدات الإنسانية والمعونة الاقتصادية. موظفو الأمم المتحدة في غزة يبذلون قصارى جهدهم لحماية الأرواح في ظروف قاسية للغاية. لم اتمكن من زيارة غزة في هذه الأوقات على رغم نيتي الذهاب إلى هناك. أردت زيارة غزة لأشهد بنفسي على معاناة المدنيين وأعبر عن دعمي لموظفي الأمم المتحدة هناك. لكن عوضاً عن ذلك تحدثت إليهم عبر الهاتف وكاميرا الفيديو وتأثرت جداً بقصصهم الشخصية وتجاربهم".
وقال:"يبقى الاهتمام بمسألة اللاجئين مهمة أساسية تقع على عاتق الأمم المتحدة وحكومتكم". وثمن"الجهود التي بذلها السنيورة وأعضاء الحكومة لتحسين الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في لبنان،"ومن الضروري جداً أن يستمر المجتمع الدولي بدعم هذه الجهود، خصوصاً الدول المانحة التي أناشدها تقديم الدعم لإعادة بناء مخيم نهر البارد". وقال:"من مسؤوليتي وواجبي الأخلاقي كأمين عام أن أحمي وثيقة الأمم المتحدة ومبادئها. والقرار 1860 يعطي إطاراً واضحاً لإنهاء حالة العنف الحالية. وعلى رأس أولوياتنا الآن حماية الأرواح عبر وضع حد للعنف ووقف إطلاق النار. ويجب أن نحمي الأرواح مستقبلاً بأن نجعل وقف إطلاق النار دائماً وملزماً. وأن نتذكر دائماً بأن لا حل عسكرياً مجدياً للتحديات التي تواجه هذه المنطقة. الحلول السياسية باتت ضرورة ملحة، وهي الأكثر فاعلية".
المطلوب من"حماس"وإسرائيل
وأكد بان ان"على حماس أن توقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. وعلى إسرائيل أن توقف عدوانها على غزة وتسحب قواتها. ويجب أن يتوقف تهريب السلاح والذخائر إلى غزة. ويجب إعادة فتح المعابر بين إسرائيل وغزة ومصر بما يتوافق والاتفاقات الدولية. وعلى الفلسطينيين أن يتفقوا تحت السلطة الشرعية للرئيس محمود عباس، وعلى المجتمع الدولي أن يقدم دعماً ملموساً على الأرض لتحقيق هذه الأهداف".
ولفت الى انه"بات من الواضح الآن أنه لا يمكننا إغفال جذور هذه الأزمة. على إسرائيل أن تنهي احتلالها للأرض الفلسطينية والعربية التي بدأت في العام 1967. ويجب حل كل القضايا الجوهرية المتعلقة بعملية السلام ومن دون استثناءات". وقال:"حاولنا جاهدين أن نقوم بذلك في العام 2008 لكننا فشلنا. ويجب ألا نسمح بتكرار الفشل في السنة المقبلة. إنه تحد نواجهه في إيجاد حل لهذا النزاع الطويل. لكن اسمحوا لي بأن أكرر جوهر رسالتي البسيطة والمباشرة. على الجانبين أن يوقفا اطلاق النار الآن. لا يمكننا أن ننتظر ريثما تناقش التفاصيل والآليات ويتفق عليها فيما المدنيون يجرحون ويقتلون. نطلب بوقف فوري لإطلاق النار. هذه هي الخطوة الأساسية في مسيرة طويلة وشائكة للسلام في الشرق الأوسط".
لبنان
وانتقل للحديث عن لبنان فقال:"في هذا الجو المظلم يقدم لبنان شعاع أمل، وإن ضئيلاً، لشرق أوسط يعيش بسلام. بلدان قليلة عانت أكثر من لبنان من ويلات الحروب الأهلية. ومثل بلدي أنا، يعرف لبنان تماماً الكوارث الإنسانية التي تنتج من تقاتل الأخوة. أحيي ذكرى آلاف الرجال والنساء والأطفال الذين فقدوا أرواحهم في حروب هذا البلد".
وأضاف:"المجلس النيابي الذي نجتمع فيه اليوم كان جبهة حرب بالأمس. ويجب إعادة بنائه كرمز للإرادة اللبنانية بالبحث عن مستقبل سلمي. هذا المبنى يجسد قناعة اللبنانيين جميعهم بأن هذا المستقبل السلمي يقرره الشعب عبر انتخابات ديموقراطية ومؤسسات دستورية. أعدتم إحياء هذا المجلس بعد اتفاق الدوحة. وعندما نشطتم مؤسساتكم سحبتم فتيل النزاع المسلح، معبرين مرة أخرى عن نية لبنانية صادقة بالتقدم عبر الحوار. أهنئكم وأهنئ اللبنانيين جميعاً بإنجازكم في التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي. وعلى رغم أن الكثير قد أنجز منذ اتفاق الدوحة، لكن يبقى الكثير لإنجازه أيضاً".
وشجع بان اللبنانيين"على الاستمرار في العمل يداً بيد عبر القنوات السياسية والاجتماعية لتطبيق الأهداف الوطنية التي وضعتموها لأنفسكم. والمجتمع الدولي والأمم المتحدة مستعدون لدعمكم في مسيرتكم. وأنا شخصياً متحمس جداً لوضعكم قانون انتخاب وتحديدكم موعد 7 حزيران لإجراء الانتخابات التي ستكون مسؤولية مشتركة. وأنا أدعوكم لضمان حصولها في أجواء سلمية مريحة". وقال:"أؤيد الإصلاحات الطموحة التي أقرها هذا المجلس. وأتابع عن كثب الحوار الوطني الذي انطلق برعاية الرئيس سليمان. وكما أثبتت تجارب الأمم المتحدة، فإن لغة الحوار هي الأفضل لمعالجة جذور الأزمات والنزاعات المسلحة".
المحكمة الدولية
وتابع قائلاً:"يشجعني أكثر أن الحوار صار الآن في مرحلة التطرق لمواضيع أكثر حساسية وصعوبة. لكن هذا المسار هش بقدر ما هو حيوي. أشجعكم على متابعة الحوار وعدم السماح لمسائل موقتة بتحويركم عن هدفكم ودفعكم لاعتماد حلول لن تصمد في وجه الزمن. ولأن ديموقراطية لبنان باتت هشة، شهد بلدكم عنفاً سياسياً. فحصدت الاغتيالات وجوهاً سياسة بارزة وبينهم أعضاء من هذا المجلس. رئيس الوزراء رفيق الحريري كان في هذه الغرفة نفسها قبل دقائق من عملية الاغتيال المأسوية التي تعرض لها قبل بضع سنوات.المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ستفتح أبوابها في الأول من آذار مارس وهدفها تحديد المسؤولين عن هذه الجريمة ووقف عدم المحاسبة الذي استمر سنوات. نعلق آمالاً كبيرة على هذه المحكمة. وستقدم الأمم المتحدة كل الدعم اللازم والمعايير القانونية الرفيعة لتحقيق هذه الآمال".
قلق على الجنوب
وقال بان:"فيما الشرق الأوسط كله يعاني جراء النزاع في غزة، نتذكر الحرب الأليمة على لبنان في 2006 والتي حصدت أرواحاً كثيرة. أنا قلق جداً من الأوضاع في جنوب لبنان. فالمزيد من الاعتداءات عبر الخط الأزرق يهدد الاستقرار الذي فرضه القرار 1701، وأنا أناشد كل الأطراف في لبنان وإسرائيل لضبط النفس في هذا الوقت العصيب. وأضاف:"أسعدني أن المفاوضات الطويلة التي توسطت فيها الأمم المتحدة لتبادل الأسرى بين"حزب الله"وإسرائيل تكللت أخيراً بالنجاح. لكن وفي الوقت الذي يحظى القرار 1701 بموافقة الأطراف كلها يبقى انه يجب تطبيقه بالكامل".
وتابع قائلاً:"عدت للتو من إسرائيل حيث جددت طلبي للحكومة الإسرائيلية بالتزام القرار، وعلى لبنان أن يلتزم من جانبه أيضاً. وستعمل الأمم المتحدة مع الأطراف كافة لضمان التطبيق الكامل للقرار 1701. كذلك ستستمر الأمم المتحدة في إشراك سورية لتأمين تعاونها الكامل في هذه العملية المهمة".
وعبر بان عن سعادته"جداً لأن لبنان وسورية بدآ صفحة جديدة من العلاقات بينهما. فالتأسيس لعلاقات ديبلوماسية وفتح سفارتين يقوي العلاقة بين البلدين في المستقبل. وفي الواقع فإن التعاون القائم على الاحترام المتبادل بين دول ذات سيادة هو أكثر الاستثمارات حكمة. ويجب أن يكون هناك نتائج ملموسة على الأرض كقضية ترسيم الحدود ومراقبتها وقضية مهمة أخرى وهي قضية المفقودين. وسأوصل الرسالة ذاتها للرئيس بشار الأسد في زيارتي دمشق".
"حزب الله": لا تصفيق وكوفية
وبعد انتهاء كلمته، صفق الجميع له باستثناء نواب"حزب الله". واعتمر النائب علي عمار من نواب الحزب كوفية فلسطينية وحمل مجسماً لطفل فلسطيني مضرج بدمائه وأجلسه أمامه، وعند الوقوف دقيقة صمت رفع عمار المجسم عالياً.
الجنوب
وانتقل بان في الواحدة و45 دقيقة بعد الظهر الى الجنوب بواسطة مروحية تابعة لقوات"يونيفيل"، وتحديداً الى مقر الكتيبة الكورية في طيردبا، يرافقه ممثله الشخصي في لبنان مايكل وليامز والقائد العام للقوات الدولية الجنرال كلاوديو غراتسيانو، وكان في استقباله قائد الكتيبة وكبار الضباط ووفد من قيادة الجيش تقدمهم رئيس ألوية الجيش في جنوب نهر الليطاني قائد اللواء 12 العميد الركن رسلان حلوي، ورئيس جهاز مخابرات الجنوب العقيد الركن علي شحرور، ومحافظ الجنوب مالك عبد الخالق وكبار ضباط"يونيفيل".
وأقيم لبان عرض عسكري رمزي من قبل الكتيبة الكورية وقدمت له ثلة من الجنود الكوريين التحية العسكرية ثم قام بمصافحتها ووقّع على سجل التشريفات ثم ازاح الستار عن لوحة"السلام"والتي حملت رسماً لأرزة لبنان وأخرى لشجرة زيتون وطيور حمام تحمل اغصان الزيتون. وانتقل الى اللبونة الواقعة على الخط الأزرق وعاين المنطقة ثم الى الناقورة حيث اجتمع الى قادة الوحدات.
نشر في العدد: 16725 ت.م: 18-01-2009 ص: 15 ط: الرياض
عزيزي علي... سأحمل الرسالة
التقى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في السراي الكبيرة، وعلى هامش المحادثات التي اجراها مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، مجموعة من الأطفال من مؤسسات اجتماعية مختلفة في حضور السنيورة ووزير الشؤون الاجتماعية ماريو عون وصلوخ والسفير سلام.
وألقى الطفل علي غريب 12سنة وهو يعاني من اعاقة بسبب اصابته نتيجة القصف الاسرائيلي على لبنان خلال عدوان تموز اذ خسر عينه وتركت الإصابة ندوباً وتشوهاً في الوجه كلمة امام بان قال له فيها انه جاء ليشهد، انه"احد ضحايا العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006، ومَن اورثني هذه الاعاقة هو نفسه في غزة يصنع اعاقات جديدة، مَن احرق منزلي وهدم مدرستي وزرع الالغام في حقل والدي هو نفسه في غزة يحرق ويهدم ويزرع الموت والحقد والدمار".
واضاف:"اشهد بأن ما تقوم به اسرائيل الآن هو فعل ابادة، جرائم بحق الانسانية، بحق الطفولة، فهل مَن يرى او يسمع؟ في عالم الطفل العربي طفل لبنان والعراق وغزة تستباح الطفولة وتخطف الاحلام. في عالمنا العربي يلهو الاطفال بمخلفات القذائف على ركام منازلهم ويحلمون بوطن لا تدنسه اقدام معتدٍ في اي لحظة. وما زالوا يحلمون باللعب والحلوى والكتاب والرغيف وبأعياد لا يقضونها في مدافن احبائهم".
ورأى ان اسرائيل"علّمت اطفالها ان يرسموا لنا الموت على صواريخهم وعلّمتنا اوطاننا ان نرسم حدود ارضنا جيداً. معادلة عمرها ستون عاما. هذه شهادتي لك وللعالم قد يقتل الاسرائيليون اطفال غزة ويقطعون اوصالهم لكن لا ولن يقتلوا الحلم فيهم في وطن حر سيد مستقل".
ونظراً لضيق الوقت، اقتصر اللقاء على كلمتين من السنيورة وبان ولم يفسح المجال امام اسئلة اعدها الاطفال لطرحها على المسؤول الدولي.
واعتبر السنيورة ان رسالة الطفل علي"ستصل حتماً عبر الأمين العام ووسائل الإعلام لتبين الإرهاب الذي مورس على لبنان في عام 2006 والذي يمارس اليوم على أطفال غزة وسكانها الآمنين. ونتمنى على الأمين العام أن يحمل هذه الرسالة إلى جميع ممثلي الدول حتى يتعرفوا على ما يعانيه أهل غزة وما عاناه شعب لبنان".
ورد بان قائلا:"عزيزي علي، أعزائي أطفال لبنان، سأحمل رسالتكم بشكل واضح، فهذه الرسالة أثرت فيّ بشكل كبير، وأنا متأثر بمشاهدتك وبسماع ما قلته، وأتعهد العمل من أجل السلام، فأنا هنا في مهمة سلام ومن أجل إعادة الأمل إليكم جميعاً. أنتم أمل لبنان وأمل الطفولة والعالم. لقد عانيتم كثيراً وبشكل مأسوي في تموز من عام 2006، وهناك العديد من ألاصدقاء لكم في غزة قتلوا وجرحوا مثل علي وهم يعانون من دمار منازلهم ورحيل أهلهم، وهذا أمر غير إنساني. أنا أعمل بقوة وأعطيكم دعمي الكامل. لديكم قيادة جيدة جداً، من خلال الرئيس ميشال سليمان والرئيس السنيورة، أنتم شعب عظيم، أنتم الأمل، ولديكم الدعم الكامل من الأمين العام للأمم المتحدة. سوف أواصل استخدام كل القوة الممنوحة لي من أجل إحلال السلام والاستقرار والانسجام والأمل من أجل المستقبل".
اعتصام أمام بيت الأمم المتحدة
ركز المعتصمون في محيط بيت الأمم المتحدة في قلب بيروت، على انتقادهم الأمم المتحدة، وأمينها العام بان كي مون.
وكانت منظمات شبابية وطالبية تابعة لقوى 8 آذار الى جانب منظمات شبابية فلسطينية تداعت الى اعتصام أمام بيت الأمم المتحدة استنكاراً للمجازر التي ترتكب بحق أهالي غزة واحتجاجاً على الصمت الدولي تجاه هذه الاعتداءات. وحمل المعتصمون صوراً لبان وهو مغمض العينين أو ألصقوا على عينيه العلمين الإسرائيلي والأميركي، وداس المعتصمون على صور للقاء بين وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط ونظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني، ورموا بأحذيتهم صوراً للرئيس الأميركي جورج بوش، وغطى البعض رأسه بقناع وحمل أسلحة بلاستيكية، حتى ان البعض زنّر نفسه بما يشبه الأحزمة الناسفة الكرتونية، وردد المعتصمون هتافات ضد أنظمة عربية الى جانب إسرائيل وأميركا. ولطخ معتصمون مجسماً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالدماء. وألقيت كلمات اتهم بعضها"بعض العرب بإفشال القمة العربية في الدوحة لأنهم يريدون للمقاومة ان تنتهي من الوجود".
والى جانب هؤلاء اعتصم مناصرون للحزب الشيوعي احتجاجاً على زيارة بان الى بيروت، رافعين لافتات عن غزة والرايات الحمر.
وكانت الجمعيات الأعضاء في اللجان الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام ومساعدة الضحايا، تنادت بدورها الى اعتصام في المكان نفسه، لإدانة استخدام إسرائيل الأسلحة المحظورة دولياً في اعتداءاتها على غزة. ووجهت رسالة بهذا المعنى الى بان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.