جابالا بين البراكين حفر سيد الماء هذه البحيرة ثم سحر المياه فصبت وابلها ثلاثة ايام امتلأت الحفرة بالماء فجاءت الثعابين واستوطنت بين القصب القصب الذي نما بينما كان سيد الماء ساهماً يحدق في قطرات اللؤلؤ الساقطة. قالت جدتي راعية البقر قرب كوالدالاخار ان قطرات سقطت خارج حفرة السيد في ايام تحولت الى ساحرات فكل ما يصنع سيد الماء هو سحر في الليالي المقمرة كن يجتمعن هناك عند ضفة البحيرة قريباً من الطريق المفضي الى بيت دون افيلا كن يحكن السلال والسجاجيد الملونة من شعرهن الطويل في الصباح حينما يتبخر ماء البحيرة عائداً الى العين الذهبية كانت كلابنا تقودنا الى لقى عجيبة منثورة حول بقايا رماد تقول جدتي راعية البقر بمرور الايام تركنا الابقار في المروج وحدها حتى عجفت صرنا نرعى الكلاب ونتبعها وهي تشم الضفاف وفي يوم نسينا ابقارنا التي قادتها خيول الكرنغو الى تكساس هكذا صرنا نبيع السلال والسجاجيد على الطريق الماضي الى تكيلا ومن يومها ماتت البحيرة فعدنا خادمات لنساء الكرنغو ذوات الارداف الكبيرة لكن... وتصمت جدتي طويلاً تفرك اصابعها ثم تصلي كأنها تنتظر عودة غودو هزيمة كورتيس الفاتح العظيم عبر البحر المتوسط سباحة بعد ان اغرق العرب سفينته قبالة الجزائر قال لنا العربي، كما يدعوه جابو في المتوسط غرق مجده وأكل الملح درعه وما زالت سفينته في الاعماق حيث تنام اسماك الحمري. هرنان كورتس راعي دودة القز نسي لسانه: الدونا مارينا نسي التي كان يسير خلف كلماتها كما تسير الفرس خلف جوادها الاسبان ينسون سريعاً المجد ينسيهم لعب الاقدار كورتيس نسي المكسيك بعد قبلة على شفاه ابنة الدوق اغويلار في ساحة قصر بأشبيلية. وحين تذكر ليالي مكسيكو وسواحل يوكاتان اراد السير مرة اخرى نحو بلاد الذهب نحو البيرو البعيدة لكن الزمن عبث بساقيه فمضى نحو الشمال في سهول كاليفورنيا ذاق طعم الحمى والفتن فعاد ادراجه خالي الوفاض انشغل اياماً في النظر لدود القز ينسج الحرير والزمن كان الشهر ايار وخلفه كان ايار آخر قانياً مرعباً بدوي الطبول نام كورتيس في حديقة قصره في الحلم جاء صبي بلباس الامبرطور كان يشد جراحه بأوراق الذره ما زلت في مقتبل العمر بعد هذي السنين ما زلت انزف يا مالنجا لكني مازلت في مقتبل العمر وما زلت لا أرغب بالحياة معكم في جنتكم استيقظ كورتيس صارخاً ماذا تريد مني يا مكتوزوما؟ الا ترى الديزانتري كيف جعلني منبوذاً؟ لم ينم الفاتح بعد تلك القيلولة على سواحل الجزائر بعد الهزيمة تذكر كورتيس حلمه بينما كان يسمع انين الجنود الاسبان الجرحى خلع درعه وراح ينظر للبحر كأنه ينتظر وصول غودو ترجمة جبار ياسين * كارلوس دا افيلا شاعر مكسيكي من مواليد مونتري شمال المكسيك 1954. والقصيدتان من المجموعة الشعرية"مكسيكو تنتظر غودو"منشورات الفا - غوارا، مكسيكو 2007.