بدأ وفد كردي رفيع المستوى محادثات مع كبار المسؤولين في الحكومة العراقية ورئاسة الجمهورية في بغداد، في شأن الازمة بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة في قضاء خانقين، فيما استمرت الاجواء المشحونة بين بغداد واربيل وسط مطالبة الحكومة العراقية بعدم تجاوز الاكراد حدود الخط الازرق الذي حدده الاميركيون لحمايتهم عام 1991. وطالب رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، بالعمل على حل الازمة بين قوات الجيش العراقي وقوات البيشمركة في قضاء خانقين. وقال بيان صدر عن رئاسة اقليم كردستان، إن بارزاني طلب من رئيس الوزراء نوري المالكي في اتصال هاتفي مساء الجمعة"احتواء الازمة التي نشبت اخيراً بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة في قضاء خانقين، مشددا على ضرورة تواصل الحوار بين جميع الاطراف السياسية"لعدم منح فرصة امام المتربصين بالعملية الديموقراطية فى العراق". واشار البيان الى ان بارزاني والمالكي اتفقا على تواصل العمل المشترك بين الجيش العراقى وقوات البيشمركة، وضرورة الالتزام بالدستور العراقي. وكان رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان فؤاد حسين قال ل"الحياة"إن رئيس الاقليم مسعود بارزاني كان شكل خلال زيارته الاخيرة لبغداد، وفداً كردياً للتفاوض مع السلطات العراقية، حول القضايا العالقة بين الطرفين، ويتكون الوفد من نوري شاويس ممثلا لبارزاني، وبرهم صالح نائب رئيس الوزراء وهوشيار زيباري وزير الخارجية، وفؤاد معصوم رئيس كتلة التحالف الكردستاني في مجلس النواب. وسيبحث الوفد الاحداث الاخيرة التي شهدها قضاء خانقين على خلفية دخول قوات الامن العراقية التي تنفذ عملية"بشائر الخير"في ديالى لملاحقة المسلحين، الى القضاء، وامهالها للواء 34 من قوات البيشمركة المتمركز هناك، 24 ساعة لإخلاء مواقعه، الامر الذي اثار مخاوف من امكانية اندلاع مواجهات بين الطرفين. من جهته قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي همام حمودي إن المالكي اوضح للاكراد بأن اي عنصر من البيشمركة سيعتبر ملاحقا خارج حدود الخط الازرق. و"الخط الازرق"هو خط عرض 36، الذي حددته الولاياتالمتحدة عام 1991 لحظر طائرات نظام صدام حسين من التحليق فوق المناطق التي تقع ضمنه، ويمر خط عرض 36 في محافظات نينوى واربيل والسليمانية، حيث كانت الطائرات الاميركية تحلق باستمرار فوق اجواء المنطقة لضمان عدم حدوث خروقات للمنطقة محظورة الطيران من قبل النظام السابق. وكان الناطق باسم وزراة الدفاع العراقية قال امس ان وجود قوات البيشمركة خارج الخط الازرق سيجبر القوات العراقية على اعتبارها"ميليشيات خارجة عن القانون". وتقع مناطق دوكان ومعظم انحاء محافظة السليمانية، وقضاء مخمور وناحية طقطق في اربيل، وخانقين ومندلي وبعض قرى وبلدات محافظات صلاح الدين والموصل بالاضافة الى محافظة كركوك بأكملها عن اقليم كردستان الذي يعتبر المسؤولون فيه تلك المناطق ضمن حدود الاقليم فيما تعتبرها المكونات العراقية الاخرى تابعة للحكومة المركزية في بغداد.